مستجدات تربوية

الدعم التربوي: مفهومه وأنواعه

الدعم التربوي: مفهومه وأنواعه

تُعدّ العملية التعليمية رحلةً مُثيرةً تُثري المعرفة وتُنمي المهارات لدى التلاميذ، ولكنّ هذه الرحلة قد تواجه بعض التحديات التي قد تُعيق تقدّم بعض التلاميذ وتُؤثّر على تحصيلهم الدراسي.

و هنا يأتي دور “الدعم التربوي” كرافعةٍ أساسيةٍ لِتقديم المساعدة والدعم اللازمين لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم لِمُساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات و تحقيق أقصى استفادةٍ من تعليمهم.

يُعرّف الدعم التربوي على أنّه مجموعةٌ من الإجراءات و الخدمات المُخصصة لِتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم لِمساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات و تحقيق أهدافهم التعليمية.

و يهدف الدعم التربوي إلى تعزيز قدرة التلاميذ على التعلم والاستفادة من المناهج الدراسية و المشاركة الفعّالة في الأنشطة التعليمية و تحقيق النجاح الدراسي.

  • تحسين التحصيل الدراسي:  يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على تحسين تحصيلهم الدراسي من خلال تقديم المساعدة والدعم اللازمين لهم لتجاوز صعوبات التعلم. و ذلك من خلال * توفير برامج تعليمية مُكثفةٍ تُلبي احتياجات التلاميذ الفردية. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ. * تقييم تقدّم التلاميذ بشكلٍ دوريٍّ وتعديل الخطط التعليمية حسب الحاجة.
  • تعزيز الثقة بالنفس:  يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإيمانهم بقدراتهم على التعلم والنجاح. و ذلك من خلال * توفير بيئة تعليمية آمنة و إيجابية تُشجّع التلاميذ على المشاركة و التعبير عن آرائهم. * التركيز على نقاط القوة لدى كلّ تلميذ و تشجيعه على تطويرها. * الاحتفاء بإنجازات التلاميذ و تقدير جهودهم.
  • زيادة الدافعية للتعلم:  يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على زيادة دافعيتهم للتعلم من خلال شعورهم بالدعم والتشجيع من قبل المعلمين والمختصين. و ذلك من خلال * ربط المحتوى الدراسي باحتياجات و اهتمامات التلاميذ. * استخدام استراتيجيات التعلم النشط التي تُشجّع التلاميذ على المشاركة و التفاعل. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِتحقيق الإنجازات و الشعور بِالإنجاز.
  • دمج التلاميذ في البيئة المدرسية:  يُساعد الدعم التربوي التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم على الاندماج بشكلٍ أفضل في البيئة المدرسية والمشاركة في الأنشطة التعليمية. و ذلك من خلال * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلتعاون و التفاعل مع زملائهم في الصف. * تعزيز الشعور بِالانتماء لدى التلاميذ للمجتمع المدرسي. * خلق بيئة مُتسامحة و مُشجّعة لِلجميع.
  • الدعم الوقائي:  يهدف هذا النوع من الدعم إلى منع حدوث صعوبات التعلم من خلال توفير بيئة تعليمية مُحفزة ومُلائمة لاحتياجات جميع التلاميذ. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقييم احتياجات التلاميذ الفردية منذ المراحل المبكرة. * توفير فرصٍ لِتطوير مهارات التلاميذ الاجتماعية والعاطفية. * تعزيز التعاون بين المعلمين و أولياء الأمور. * تصميم برامج تعليمية مُتباينة تُلبي احتياجات جميع التلاميذ.
  • الدعم التعويضي:  يهدف هذا النوع من الدعم إلى تعويض التلاميذ عن النقص في تحصيلهم الدراسي من خلال تقديم برامج وأنشطة تعليمية مُكثفة. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقوية المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب. * تقديم دروسٍ مُكثفةٍ في المواد الدراسية التي يواجه فيها التلاميذ صعوباتٍ محددة. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلتطبيق ما تعلّموه في مواقف حقيقية.
  • الدعم العلاجي:  يهدف هذا النوع من الدعم إلى معالجة صعوبات التعلم الناجمة عن اضطراباتٍ أو إعاقاتٍ محددة. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقييم اضطرابات التعلم و الإعاقات. * تقديم برامج تعليمية مُخصصة لِتلبية احتياجات التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات. * توفير خدمات لِدعم التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات مثل خدمات الترجمة الفورية و خدمات التقنيات المساندة. * تدريب المعلمين على كيفية تعليم التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات.
  • العمل الفردي:  يتضمن تقديم الدعم لِكلّ تلميذ على حدة وفقًا لاحتياجاته و صعوباته الفردية. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * وضع خطط تعليمية فردية لِكلّ تلميذ. * توفير دروسٍ خاصة لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ محددة. * متابعة تقدّم التلاميذ بشكلٍ دوريٍّ وتعديل الخطط التعليمية حسب الحاجة. * استخدام أدوات تقييمية مُتعددة لِتقييم احتياجات و تقدّم التلاميذ.
  • العمل الجماعي:  يتضمن تقديم الدعم لِمجموعةٍ من التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ متشابهة في التعلم. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تكوين مجموعات دراسة لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ متشابهة. * توفير أنشطة تعليمية تعاونية لِتُساعد التلاميذ على التعلم من بعضهم البعض. * استخدام تقنيات التعلم التعاوني مثل تقنية “جيجسو“. * تعزيز مهارات التواصل و التعاون لدى التلاميذ.
  • دمج التلاميذ في الصفوف العادية:  يتضمن تقديم الدعم لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم داخل الصفوف العادية مع توفير الدعم والخدمات اللازمة لهم. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * توفير مساعدة لِلتلاميذ من قبل المعلمين أو المساعدين التعليميين داخل القسم. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ داخل القسم. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلمشاركة في الأنشطة التعليمية مع زملائهم في القسم. * تعزيز الشعور بِالانتماء و القبول لدى التلاميذ داخل القسم.
  • التعاون بين جميع الأطراف:  من أجل تحقيق أقصى استفادةٍ من الدعم التربوي، من المهم أن يتعاون جميع الأطراف المُشاركة في العملية التعليمية مثل المعلمين و أولياء الأمور و المختصين و التلاميذ.
  • التقييم المستمر:  من الأهمية بمكان تقييم فاعلية البرامج و الخدمات المدعومة بشكلٍ دوريٍّ لِضمان تلبيتها احتياجات التلاميذ بالتحسين و التعديل حسب الحاجة.
  • توفير الموارد اللازمة:  من أجل تطبيق الدعم التربوي بشكلٍ فعّال، من الأهمية بمكان توفير الموارد اللازمة مثل المعلمين المُؤهلين و البرامج التعليمية المُخصصة و التقنيات المساندة.
  • الدعم المجتمعي:  يُمكن للمجتمع أن يلعب دورًا مهمًا في دعم التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم من خلال توفير فرصٍ لِلتعلم و التطوير خارج المدرسة و خلق بيئة مُحفزة و داعمة لِلتعلم.

يُعدّ الدعم التربوي ركيزةً أساسيةً لِضمان تعليمٍ شاملٍ وعادلٍ لجميع التلاميذ.

و من خلال توفير أنواعٍ مختلفةٍ من الدعم و تطبيقها بشكلٍ فعال، يمكن مساعدة جميع التلاميذ على تجاوز صعوبات التعلم و تحقيق النجاح الدراسي.

و أخيرًا، من المهم أن نتذكر أنّ كلّ تلميذ هو فردٌ مُتميزٌ لديه احتياجاتٌ و قدراتٌ مُختلفة. و لذلك، يجب أن يُصمّم الدعم التربوي بشكلٍ مُلبي لاحتياجات كلّ تلميذ على حدة لِضمان تحقيق أقصى استفادةٍ ممكنةٍ من العملية التعليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى