الثانوي التاهيلي

غزوتا بدر وأحد: دروس وعبر

الجذع المشتركالتربية الإسلاميةغزوتا بدر وأحد: دروس وعبر

       في ظل ما تعانيه الدول الإسلامية من ضعف وتفرق، وتساقط بعضها تحت وطأة التدخلات الخارجية، تساءل أحد التلاميذ عن قدرة الأمة الإسلامية على مواجهة القوى العظمى، مشككًا في إمكانية النصر. فكان رد أستاذه بأن المسلمين لو استوعبوا الدروس المستفادة من غزوتي بدر وأحد، لتمكنوا من استعادة قوتهم ومسارهم الصحيح نحو العزة والتمكين.

قال تعالى :”ولقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) “.

الايات 123-126 من ال عمران

قال تعالى:” وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)”.

الاية 152 من ال عمران

سورة آل عمران:
سورة مدنية، من السور الطوال، عدد آياتها 200، وترتيبها الثالث في المصحف، نزلت بعد سورة الأنفال. تتناول موضوعات العقيدة والتشريع، وتسلط الضوء على غزوتي بدر وأحد، مبينة عوامل النصر والهزيمة، ومؤكدة أن العاقبة للمؤمنين الصادقين.

  • بدر: اسم لموضع قرب المدينة، سُمي بذلك نسبة لرجل كان لديه بئر هناك.
  • وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ: أي في حالة ضعف وقلة عدد وعدة.
  • أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ: استفهام إنكاري، أي يكفيكم تمامًا.
  • مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا: أي من لحظتهم هذه ومن جهتهم.
  • مُسَوِّمِينَ: أي معلمين بعلامات خاصة تميزهم.
  • إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ: أي ليطمئنوا ويبشروا بالنصر.
  • صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ: أي أنجز لكم نصره كما وعدكم.
  • حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ: أي تهاونتم واختلفتم.
  1. النص الأول: يوضح أن الصبر والتقوى هما المفتاح الأساسي لتحقيق النصر، كما حدث في بدر.
  2. النص الثاني: يبرز أن التنازع ومعصية القائد يؤديان إلى الهزيمة، كما وقع في أحد.

أول معركة كبرى في الإسلام، وقعت يوم 17 رمضان سنة 2 هـ (624م). تُعرف أيضًا بيوم الفرقان، وحدثت بين المسلمين وكفار قريش.

  • اضطهاد المشركين للمسلمين، وإجبارهم على الهجرة من مكة.
  • الاستيلاء على أموال المهاجرين.
  • اعتراض النبي لقافلة تجارية لقريش بقيادة أبي سفيان، مما دفع قريشًا إلى التحرك بجيش ضخم.
  • انتصار المسلمين رغم قلة عددهم، مما رفع مكانتهم.
  • مقتل 70 مشركًا وأسر 70 آخرين، بينما استشهد 14 مسلمًا.
  • تأثيرها على المشركين، حيث ازداد حقدهم وسعوا للانتقام في أحد.

وقعت في شوال من السنة 3 هـ (625م)، في منطقة جبل أحد قرب المدينة. كان عدد المسلمين 700 رجل، بينما بلغ عدد المشركين 3000.

  • رغبة قريش في الانتقام بعد هزيمتها في بدر.
  • محاولة استعادة هيبتها بين القبائل العربية.
  • تهديد طرق التجارة بين مكة والشام.
  • هزيمة المسلمين بسبب مخالفة بعضهم للأوامر.
  • استشهاد 70 مسلمًا، منهم حمزة بن عبد المطلب.
  • انتشار الفتن في المدينة بين اليهود والمنافقين.
  • النصر من عند الله وليس بكثرة العدد والعدة.
  • أهمية الاستشارة والشورى في القرارات المصيرية.
  • ضرورة الثبات على المبادئ في وجه الأعداء.
  • علو منزلة العلم، حيث جعل النبي فداء بعض الأسرى تعليم المسلمين القراءة والكتابة.
  • أهمية الطاعة والانضباط العسكري، إذ أن مخالفة الرماة للأوامر كلفت المسلمين الهزيمة.
  • ضرورة الاستعداد الدائم وعدم الركون للانتصارات السابقة.
  • الابتلاءات تكشف الصادقين من المنافقين.
  • الإسلام مستمر بعد النبي ﷺ، ولذلك كان اختبار خبر وفاته في أحد تمهيدًا لوفاته الحقيقية فيما بعد.
  • الشورى أصل في الحكم وإدارة الأمور، فقد استشار النبي ﷺ أصحابه حول الخروج لملاقاة المشركين.
  • المعاصي تجر الهزائم، فقد تسبب حب الدنيا عند بعض الرماة في قلب نتيجة المعركة.
  • الالتزام بأوامر الله ورسوله شرط للتمكين.
  • قوة المسلمين لا تعتمد على عددهم، بل على إيمانهم وتقواهم.
  • الاختلاف والتنازع سبب رئيسي في الفشل، ويجب التمسك بالوحدة.
  • أهمية العلم والاستفادة منه لتحقيق التقدم.
  • التحلي بالصبر والثبات عند المحن، والاعتماد على الله.

      توضح غزوتا بدر وأحد أن النصر والهزيمة لا يعتمدان فقط على القوة المادية، بل على مدى التمسك بالقيم الإسلامية والالتزام بالطاعة والوحدة. ولو وعى المسلمون هذه الدروس، لاستعادوا عزتهم وكرامتهم بين الأمم.

لتحميل درس غزوتا بدر وأحد: دروس وعبر الجذع المشترك اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى