التعليم الابتدائي

أنصح وأحاور بأدب: قصة إبراهيم عليه السلام

السادس ابتدائيالتربية الإسلاميةأنصح وأحاور بأدب: قصة إبراهيم عليه السلام

       كان إبراهيم عليه السلام نبيًا مرسلاً من الله، وهبه الله الحكمة والحجة القوية، وجعله داعيًا إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له. كانت دعوة إبراهيم لقومه قائمة على التوجيه والإقناع بالحكمة والموعظة الحسنة، وابتدأ دعوته بأقرب الناس إليه، وهو أبوه.

      كان والد إبراهيم، آزر، نحّاتًا يصنع الأصنام ويعيش من بيعها لقومه الذين يعبدونها كآلهة من دون الله. بدأ إبراهيم دعوته لأبيه بلطف ورفق شديدين، مستحثًا عاطفته كأب، فخاطبه بأسلوب مليء بالأدب والاحترام قائلاً:

“يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا”
    وأشار إلى أن هذه الأصنام لا تملك نفعًا ولا ضرًا، ولا تستحق العبادة. ثم بيّن له أن الله سبحانه وتعالى قد وهبه علمًا وهداية لم يحصل عليها، ودعاه بلطف إلى اتباعه ليرشده إلى الطريق المستقيم:
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ العِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا

لم يقتصر إبراهيم عليه السلام على الدعوة إلى التوحيد فحسب، بل حذّر أباه من مغبة عبادة الشيطان، موضحًا أن الشيطان كان دائم العصيان لله:

“يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا”
كما بيّن له خوفه عليه من عذاب الله إذا استمر في طريقه الضال، فقال:
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا

رغم الأدب الجم واللطف في الخطاب، إلا أن آزر رفض دعوة إبراهيم رفضًا قاطعًا، وأبدى تمسكه بعبادة الأصنام قائلاً:

أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ؟ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
لم يكتفِ الأب بالرفض، بل هدد إبراهيم بالرجم والهجر، إن لم يتوقف عن دعوته.

رغم التهديد والوعيد، لم يرد إبراهيم على أبيه إلا بالسلام، مواصلاً في نهجه الكريم والرفيق، فقال:

“سَلَامٌ عَلَيْكَ”
وأكد أنه سيستغفر له ويدعو له بالمغفرة عند الله:
“سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا”
ولكن عندما أيقن أن أباه لن يستجيب لدعوته، قرر أن يعتزله حتى لا يكون له عونًا على الكفر.

  • الرفق في الدعوة: الدعوة إلى الله تحتاج إلى اللطف واللين، خاصة مع الأقربين، وهذا ما تجلّى في خطاب إبراهيم لأبيه.
  • الصبر والإصرار: لم ييأس إبراهيم من دعوة أبيه رغم رفضه وتهديده، بل استمر في النصح والتوجيه.
  • التسليم بمشيئة الله: الهداية بيد الله وحده، فلا يهدي من نحب، بل يهدي الله من يشاء.
  • التفرقة بين الكفر والعلاقات الأسرية: رغم رفض الأب، لم يحمل إبراهيم له البغض الشخصي، بل استمر بالدعاء له والاستغفار.
  • عدم مجاراة الكفر: اعتزال إبراهيم لأبيه بعد رفضه للدعوة يُظهر أهمية الابتعاد عن الكفر وأهله إن كان البقاء معهم يؤدي إلى دعمهم أو إعانتهم على ضلالهم.

       قصة إبراهيم وأبيه تحمل في طياتها نموذجًا للدعوة المثلى، القائم على الحكمة واللين، والصبر على الأذى، مع التسليم الكامل بأن الهداية من الله وحده. وهي دعوة لكل مسلم إلى أن يتخذ من إبراهيم قدوة في دعوته، ويستحضر أهمية الأدب والرحمة مع الجميع، حتى مع من يخالفونه.

لتحميل درس أنصح وأحاور بأدب: قصة إبراهيم عليه السلام للسنة السادسة من التعليم الابتدائي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى