الثانوي التاهيلي

درس النحت الثانية باكالوريا علوم

الثانية باكالوريا علوماللغة العربيةدرس النحت

       النحت في اللغة: يشير إلى عملية القطع والبري والنشر، ويُقال “نَحَتَ النجارُ الخشبَ” إذا قام بتهذيبه وصقل سطوحه. ورد ذكر هذا المصطلح في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾.

        أما في الاصطلاح، فالنحت يُعنى بتكوين كلمة جديدة تُستخرج من كلمتين أو أكثر، بحيث تعبر الكلمة الجديدة عن المعنى نفسه أو مدلول الجملة الأصلية. وقد أُطلق عليه هذا الاسم لكونه يشبه النحت في الخشب أو الحجر، إذ يتم تجميع الحروف بطريقة مشابهة.

       النحت يُعدّ أحد الأساليب اللغوية التي تعكس مبدأ الاختصار والاقتصاد في التعبير. وقد ظهر بشكل واضح في اللغة العربية، حيث استُخدم منذ القدم في صياغة الكلمات والتعابير. وقد كان العرب يتميزون بسرعة البديهة ودقة التعبير، مما جعلهم يلجؤون إلى النحت كوسيلة للإيجاز وإبداع كلمات جديدة.

الخليل بن أحمد الفراهيدي يُعتبر أول من تناول مفهوم النحت وسمّاه بهذا الاسم. ذكر في “معجم العين” أمثلة للنحت وشرح أنواعه، مثل قوله: “وقد أكثرت من الحيعلة”، أي من قول “حي على”. وأشار إلى أمثلة مثل:

  • تعبشم: المأخوذة من “عبد شمس”.
  • تعبقس: المأخوذة من “عبد قيس”.

كذلك أشار سيبويه إلى النحت في كتابه حين قال إن بعض الكلمات تُصاغ من “حروف الأول والأخير” لتصبح كلمة واحدة، مثل:

  • عبشمي: في النسبة إلى “عبد شمس”.
  • عبدري: في النسبة إلى “عبد الدار”.

يختلف النحت عن التركيب المزجي في أن:

  • التركيب المزجي: يحافظ على الأجزاء المكونة للكلمة المركبة كما هي، مثل:
    • لاسلكي: تحتفظ كلمتا “لا” و”سلكي” بمكوناتهما.
    • برمائي: تحتفظ كلمتا “بر” و”مائي” ببنيتهما.
  • النحت: تصهر الكلمات معًا لتنتج كلمة جديدة، مثل:
    • زمكان: مزيج من “زمان” و”مكان”.
    • كهروطيسية: مزيج من “كهرباء” و”مغناطيسية”.

توجد عدة صور للنحت في اللغة العربية، منها:

يُؤلَّف من جملة كلمة جديدة تختصر معناها، مثل:

  • بسمل: اختصار لـ “بسم الله الرحمن الرحيم”.
  • حيعل: اختصار لـ “حي على الصلاة، حي على الفلاح”.

يُصاغ اسم جديد عند النسبة إلى مركب إضافي إذا كان علمًا، مثل:

  • عبشمي: من “عبد شمس”.
  • عبدري: من “عبد الدار”.

تصهر كلمتان معًا لتنتج كلمة ذات معنى جديد، مثل:

  • لن: يرى بعض اللغويين أنها مزيج من “لا” النافية و”أن” الناصبة.
  • أيَّان: يُعتقد أنها مزيج من “أي” و”آن”.

يمكن تقسيم النحت إلى عدة أنواع، بناءً على ما أورده علماء اللغة، وهي:

يُصاغ فعل من جملة كاملة، مثل:

  • جعفد: اختصار لـ “جعلت فداك”.
  • بسمل: اختصار لـ “بسم الله الرحمن الرحيم”.

يُصاغ وصف من كلمتين يعبران عن صفة واحدة، مثل:

  • ضبطر: للرجل القوي، مأخوذة من “ضبط وضبر”.

يُصاغ اسم من كلمتين، مثل:

  • جلمود: مأخوذة من “جمد” و”جلد”.
  • حبقر: تعني البرد، وأصلها “حب” و”قر”.

يُستخدم عند النسبة إلى شيئين أو أكثر، مثل:

  • طبرخزي: النسبة إلى مدينتي “طبرستان” و”خوارزم”.
  • شفعنتي: النسبة إلى “الشافعي” و”أبي حنيفة”.

يتكون من حروف مختصرة، مثل:

  • لكن: يرى بعض اللغويين أنها منحوتة من “لكن أن”.
  • هلم: يُعتقد أنها منحوتة من “هل” و”أُمَّ”.

يُستخدم لتخفيف بعض العبارات، مثل:

  • بلعنبر: من “بني العنبر”.
  • بلخزرج: من “بني الخزرج”.

      النحت يُعتبر وسيلة فعّالة لتوسيع المفردات اللغوية مع الحفاظ على الاختصار والإيجاز. كما يعكس قدرة اللغة العربية على التطور والابتكار، مما يُبرز ثراءها ومرونتها عبر العصور.

لتحميل درس النحت الثانية باكالوريا علوم اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى