الثانوي التاهيلي

التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19م و20م

الأولى باكالوريا
الشعب العلمية والتقنية
الاجتماعياتالتحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19م و20م

       ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية، الناتجة عن الثورة الصناعية في أوروبا، في تطور النظام الرأسمالي. أدى هذا التطور إلى اشتداد التنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية المصنعة، مما أسهم في اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية. وبعد عام 1945م، انقسم العالم إلى معسكرين: غربي رأسمالي وشرقي اشتراكي. انتهى هذا الصراع العالمي بانهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية القرن العشرين، وظهور نظام عالمي جديد. من خلال هذه التحولات الكبرى، نستطيع استكشاف الإطار الزمني والمكاني الذي يغطيه برنامج مادة التاريخ في هذه المرحلة الدراسية.

      يغطي برنامج مادة التاريخ المرحلة الممتدة خلال القرنين 19م و20م، وهما قرنان تميزا بسلسلة من الأحداث المتشابكة التي أثرت في مجمل الأوضاع العالمية.

     شهد القرن التاسع عشر تطورات هامة في الأنظمة الرأسمالية، كان من أهمها ظهور الآلة البخارية، التي أدت إلى ثورة صناعية واسعة النطاق. بفضل هذه الثورة، تطورت الصناعة بشكل كبير، وانتعشت وسائل المواصلات، وزادت الحاجة إلى المواد الأولية والأسواق الاستهلاكية لتصريف المنتجات الجديدة. وفي هذا السياق، ازدهرت المبادلات التجارية وظهرت المؤسسات البنكية الكبرى، مما أسهم في تعزيز دور الرأسمالية العالمية.

     في خضم هذه التطورات، اشتد التنافس بين الدول الرأسمالية الكبرى على الاستحواذ على الموارد والأسواق، وهو ما أدى إلى ظهور حركة الإمبريالية. وقد كان من نتائج هذا التنافس الإمبريالي تصاعد التحالفات العسكرية والتسابق نحو التسلح، إلى جانب استعمار العديد من البلدان، مما شكل الظروف التي أدت في النهاية إلى اندلاع الحربين العالميتين.

     الحربان العالميتان خلفتا آثاراً عميقة، وأدت كل واحدة منهما إلى إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتقسيم العالم إلى معسكرين: معسكر رأسمالي غربي، ومعسكر اشتراكي شرقي. مع انهيار المعسكر الاشتراكي في نهاية القرن العشرين، بعد سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي، ظهر نظام عالمي جديد. وبالتوازي مع هذه الأحداث، حصلت الدول المستعمرة على استقلالها تدريجيًا.

       يشمل الإطار الجغرافي للبرنامج مناطق مختلفة من العالم، ولكن تُعطى أهمية خاصة للقارة الأوروبية، حيث شهدت هذه المنطقة معظم التحولات الكبرى في النظام الرأسمالي خلال القرنين 19م و20م.

  • أوروبا: كانت أوروبا المحرك الرئيسي للتحولات الكبرى، حيث انطلقت منها الثورة الصناعية، ومنها أيضًا اندلعت الحربان العالميتان. التحولات الصناعية والسياسية والاقتصادية التي عرفتها أوروبا امتدت آثارها إلى مختلف أنحاء العالم، وأثرت بشكل خاص في العلاقات الدولية والتوازنات العالمية.
  • الولايات المتحدة الأمريكية: خلال القرن 19م، تطورت الولايات المتحدة لتصبح واحدة من القوى الرأسمالية الكبرى في العالم. شاركت بقوة في الحربين العالميتين، وأسهمت في انتصار الحلفاء، كما لعبت دورًا هامًا في إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.
  • اليابان: بعد اتباعها سياسة تحديثية واسعة خلال النصف الثاني من القرن 19م، سعت اليابان إلى التوسع على حساب جيرانها. تطورت اليابان اقتصاديًا بشكل لافت، لكنها هُزمت في الحرب العالمية الثانية. ورغم الهزيمة، أصبحت اليابان نموذجًا للنجاح الرأسمالي في شرق آسيا خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

         تمثل التحولات العميقة التي شهدها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م في ظل الثورة الصناعية عاملاً رئيسيًا في تغيير بنية المجتمعات الأوروبية، وأدت إلى خلخلة التوازنات الاقتصادية والسياسية القائمة داخل هذا العالم. ونتيجة لهذه التحولات، اشتد التنافس بين الدول الرأسمالية، مما أدى في نهاية المطاف إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى في بداية القرن 20م.

       على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، عرف العالم تغييرات كبيرة ومتعددة خلال هذا القرن. وعلى الجانب الآخر، تعرض المغرب، ودول الشرق العربي عمومًا، لضغوط استعمارية متزايدة، مما أدى إلى فرض الحماية الفرنسية والإسبانية على المغرب في عام 1912م، وبالتالي خضوعه للاستعمار.

      من هنا يتضح أن التحولات التي يشملها البرنامج الدراسي تمتاز بالشمولية من حيث طبيعتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما أنها متعددة من حيث جغرافيتها، إذ تشمل التحولات الدولية، الإقليمية، والوطنية. وهذا يُظهر الترابط الوثيق بين الأحداث الداخلية والخارجية.

  • ما هي مظاهر التحول التي شهدها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م؟
  • كيف كان رد فعل الشرق العربي والمغرب إزاء التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي؟
  • ما هي أبرز مظاهر التحول التي شهدها العالم الرأسمالي خلال القرن 20م؟

     يعتبر القرنان 19م و20م من الفترات التاريخية الغنية بالتحولات الكبرى التي أثرت في العالم بأسره. هذه التحولات، سواء كانت اقتصادية، سياسية، أو اجتماعية، لا تزال تترك بصمتها على الحياة المعاصرة في مختلف أنحاء العالم.

لتحميل درس التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19م و20م للسنة الأولى باكالوريا علوم اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى