الثانوي التاهيلي

نشأة الفلسفة الجذع المشترك

الجذع المشتركالفلسفةنشأة الفلسفة

  عندما نسعى لفهم شيء ما، غالباً ما نتجه إلى تاريخه لفهم أصوله وسياقه. نسأل عن تاريخ ظهوره، مساره، وتطوره. وهذا ما سنفعله مع الفلسفة.

  • ما هي الفلسفة؟
  • ماذا تعني هذه الكلمة؟
  • أين بدأت وكيف تطورت؟
  • هل يكفي أن نعرف تاريخ الفلسفة لنقول إننا فهمنا الفلسفة؟
  • هل مجرد حفظ مقولات فلسفية يكفي ليكون لدينا فهم حقيقي للفلسفة؟

 قد نتمكن من العثور على بعض الإجابات من خلال تتبع مسار الفلسفة عبر التاريخ.

الفلسفة، وهي كلمة ذات أصل يوناني تتألف من مقطعين:

  1. فيلوس: بمعنى “محب” أو “صديق”.
  2. سوفيا: تعني “الحكمة”.

        إذن، الفلسفة هي محبة الحكمة. وقد كان الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس (572 – 497 ق.م) أول من وصف نفسه بأنه فيلسوف. كان يرى أن الفيلسوف هو الشخص الذي يسعى وراء الحقيقة من خلال تأمل الأشياء. وهكذا، أصبحت الفلسفة تعرف بأنها العلم الذي يبحث عن حقائق الأشياء كما هي بقدر الطاقة البشرية. تجدر الإشارة إلى أن الفلسفة استخدمت عبر التاريخ بمعانٍ متعددة، ففي بعض الفترات شملت كل العلوم العقلية، بينما تقلص معناها في فترات أخرى.

       الفلسفة أو فيلوسوفيا: أين ظهرت؟ ومتى؟ ولماذا ظهرت في اليونان دون غيرها؟ ما هي الظروف التي ساعدت على نشأة هذا النمط من التفكير؟ وكيف تم الانتقال من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي؟

        نشأت الفلسفة في اليونان القديمة في القرن السادس قبل الميلاد في مدن مثل أثينا وملطية. تميز هؤلاء المفكرون الأوائل بأنهم لم يهتموا بالأحداث السطحية بل بالمبادئ العميقة وراء الأشياء. أطلق عليهم الحكماء الطبيعيون. كانوا يبحثون عن المبدأ الأولي الذي يفسر التغير في العالم المحيط بهم.

على سبيل المثال:

  • طاليس: اعتبر أن الماء هو العنصر الأولي لكل شيء.
  • أنكسماندر: قال بأن “اللانهائي” هو المبدأ الأول.
  • أنكسماس: رأى أن الهواء هو العنصر الأساسي.
  • هيراقليطس: اعتبر النار العنصر الأولي.

       جاءت الفلسفة لتعارض الأساطير التي كانت تقدم تفسيرات خيالية لأصل الكون. الفلسفة قدمت نفسها على أنها علم ومعرفة قائمة على التأمل والطبيعة. كانت بداية الانتقال إلى الفلسفة مع سقراط الذي أسس فلسفة الحوار والتأمل العقلي. رغم أن سقراط لم يترك آثاراً مكتوبة، إلا أن تلميذه أفلاطون خلد فكره من خلال المحاورات التي كتبها.

        في القرن السادس قبل الميلاد، بدأ التحول من الميثوس (الأسطورة) إلى اللوغوس (العقل)، وهو تحول من السرد الأسطوري إلى الحجة العقلية، حيث أصبح الخطاب يعتمد على البرهان والحجة بدلاً من الخيال.

  • الدولة المدينة: كانت أكورا (الساحة العامة) في قلب المدن اليونانية مركزًا للتبادل الفكري والسياسي، مما شجع على التفكير الفلسفي.
  • الديمقراطية: ظهور الديمقراطية في المدن اليونانية، وخاصة أثينا، جعل السلطة والمعرفة مشاعًا بين المواطنين.
  • انفتاح المدن: موقع أثينا الاستراتيجي وتطور التجارة بعد الحروب ساعد على انفتاحها على الثقافات المجاورة وانتشار الفلسفة.

     نشأت الفلسفة كبديل للأسطورة وكمحاولة لتقديم تفسير عقلاني للعالم. من خلال التفكير الفلسفي، تم توظيف العقل والبرهان لتفسير الطبيعة والوجود، مما ساهم في تطور الفلسفة وانتشارها.

لتحميل درس نشأة الفلسفة الجذع المشترك آداب وعلوم اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى