تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

الثانية إعدادي

الاجتماعيات

تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

المقدمة

      فشلت دول الغرب الإسلامي في نصرة الإسلام في الأندلس بعد العقد الثاني من القرن 13م، مما أدى إلى تقوية الممالك المسيحية التي أعلنت حرب الاسترداد. هذا الفشل أثّر بشكل كبير على الدولة الموحدية وأدى إلى تراجعها، بينما حاولت الدولة المرينية الصمود ومواجهة التحديات الجديدة.

انعكاسات حرب الاسترداد على الدولة الموحدية

حرب الاسترداد ونتائجها

       حرب الاسترداد التي قادتها ممالك قشتالة وأرغون والبرتغال كانت لها نتائج كارثية على الدولة الموحدية. في معركة العقاب سنة 1212م، هزم الموحدون بقيادة محمد الناصر من قبل القوات المسيحية، مما أسفر عن فقدانهم لمدن كبرى مثل ماردة وقرطبة وإشبيلية. تبع ذلك استرجاع أرغون لبلنسية ومرسية، وسيطرة البرتغاليين على لشبونة وقادس. وبذلك تضاءل التواجد الإسلامي في الأندلس ليقتصر على مملكة بني الأحمر، التي ضمت غرناطة وألميرية ومالقة والجزيرة الخضراء.

تفكك الدولة الموحدية

      انهيار الموحدين في معركة العقاب كان بداية لتفكك مناطق نفوذهم في الغرب الإسلامي. فالحفصيون استقلوا بافريقية (تونس)، وبنو عبد الواد في المغرب الأوسط. وفي المغرب الأقصى، ظهرت حركة بني مرين الزناتيين التي سيطرت على فاس عام 1251م، وسجلماسة في 1258م، ومراكش عاصمة الموحدين عام 1269م، لتصبح المغرب تحت حكم الدولة المرينية.

تطور الدولة المرينية وتراجع الجهاد

نشأة الدولة المرينية ومراحل تطورها

       بعد أن تمكن المرينيون من السيطرة على المغرب الأقصى، حاولوا استعادة مجد الموحدين وتوحيد الغرب الإسلامي، إلا أن التفوق المسيحي في الأندلس والوجود الحفصي في تونس واستقلال بني عبد الواد في المغرب الأوسط حالت دون تحقيق هذا الهدف. وبعد وفاة السلطان أبي عنان في 1358م، دخلت الدولة المرينية في مرحلة ضعف، وتمكن الوطاسيون من السيطرة على الحكم حتى انتهت دولتهم بوصول السعديين إلى الحكم عام 1465م.

تراجع الجهاد في العهد المريني

       بدأ جهاد المرينيين بالأندلس بطلب من أمراء بني الأحمر، لكن هذه المحاولات توقفت بعد انهزام أبي الحسن في معركة طريف سنة 1340م. بعد ذلك، بدأ الأوروبيون يهددون السواحل المغربية، وتمكن البرتغاليون من احتلال سبتة في 1415م، وتوالى سقوط المدن الساحلية في أيدي الإسبان والبرتغاليين. عجز المرينيون والوطاسيون من بعدهم في صد الأطماع الأوروبية، مما مهد الطريق لظهور الدولة السعدية.

الخاتمة

       حاول المرينيون بناء إمبراطورية قوية في الغرب الإسلامي، لكن الظروف المتغيرة حالت دون تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، تركوا خلفهم حضارة مزدهرة وراقية ساهمت في تطور المنطقة.

تحميل درس تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد

لتحميل درس تراجع الجهاد وبداية حرب الاسترداد للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: