نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة

الثانية باكالوريا علوم اقتصادية | الاجتماعيات | نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة |
نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة
نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة
المقدمة
أسفرت الحرب العالمية الثانية عن تحولات جذرية على المستوى الدولي، كان أبرزها ظهور نظام القطبية الثنائية الذي تمثل في بروز الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي كقوتين عظميين تتنافسان على النفوذ العالمي. وقد أدى هذا التنافس إلى نشوب الحرب الباردة، التي مرت بمرحلتين رئيسيتين: مرحلة التصعيد والتوتر، ومرحلة التعايش السلمي، قبل أن تعود المواجهة من جديد في شكل حرب باردة ثانية.
- ما هي الظروف التي أدت إلى ظهور نظام القطبية الثنائية؟
- ما مظاهر وعوامل الحرب الباردة الأولى؟
- كيف تطورت العلاقات بين القطبين خلال مرحلة التعايش السلمي؟ وما أسباب اندلاع الحرب الباردة الثانية؟
الأوضاع الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وبروز نظام القطبية الثنائية
نتائج الحرب العالمية الثانية وبروز القوتين العظميين
رغم دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية متأخرة، إلا أنها لعبت دورًا حاسمًا في انتصار الحلفاء الغربيين، حيث ساهم جيشها في تحرير أوروبا الغربية من الاحتلال النازي، وأصبحت القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم.
في المقابل، تمكن الاتحاد السوفياتي من تحقيق انتصارات كبرى ضد ألمانيا النازية، حيث حرر أراضيه، ثم توسع في أوروبا الشرقية وأقام بها أنظمة اشتراكية، مما جعله قطبًا رئيسيًا للمنظومة الشيوعية. وهكذا، برز العالمان الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، وبدأت مرحلة جديدة من الصراع الدولي عُرفت بـ الحرب الباردة.
تأسيس هيئة الأمم المتحدة وترسيخ القطبية الثنائية
مع نهاية الحرب، اجتمع قادة العالم في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945م وأعلنوا عن تأسيس هيئة الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون بين الدول.
- أهداف هيئة الأمم المتحدة:
- إقرار السلم والأمن الدوليين.
- تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات.
- حماية حقوق الإنسان وضمان الحريات الأساسية.
- أهم أجهزة هيئة الأمم المتحدة:
- مجلس الأمن: يتكون من 15 عضوًا، من بينهم 5 دول دائمة العضوية تمتلك حق الفيتو (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي، بريطانيا، فرنسا، الصين)، وهو الجهاز المسؤول عن حفظ السلام الدولي.
- الجمعية العامة: تضم جميع الدول الأعضاء، وتختص بمناقشة القضايا الدولية واتخاذ التوصيات.
- الأمانة العامة: تتولى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ويرأسها الأمين العام.
- محكمة العدل الدولية: تختص بالنظر في النزاعات الدولية القانونية.
- المجلس الاقتصادي والاجتماعي: يشرف على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وينسق عمل المنظمات الدولية المتخصصة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة.
رغم الجهود المبذولة لتحقيق السلم، إلا أن تصاعد الخلافات بين القطبين أدى إلى انقسام العالم إلى كتلتين ودخول مرحلة الحرب الباردة.
تصاعد التوتر ونشوب الحرب الباردة الأولى (1947-1953م)
أسباب الحرب الباردة
ساهمت عدة عوامل في انقسام العالم إلى معسكر رأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، ومعسكر اشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، ومن أبرز هذه العوامل:
- التناقض الأيديولوجي والاقتصادي:
- تقوم الرأسمالية على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وحرية السوق، مما يؤدي إلى تفاوت اقتصادي واجتماعي.
- تعتمد الاشتراكية على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والمساواة الاجتماعية، مما يتعارض مع النموذج الرأسمالي.
- الخلاف حول أوروبا الشرقية:
- طالبت الولايات المتحدة بإجراء انتخابات حرة في الدول التي حررها الاتحاد السوفياتي، لكن الأخير رفض وأقام بها أنظمة اشتراكية.
- الخلاف حول مصير ألمانيا:
- رفض الاتحاد السوفياتي إعادة توحيد ألمانيا ضمن النظام الرأسمالي، مما أدى إلى انقسامها إلى دولتين: ألمانيا الغربية الرأسمالية، وألمانيا الشرقية الاشتراكية.
مظاهر الحرب الباردة الأولى
- القطيعة الاقتصادية والسياسية:
- قدمت الولايات المتحدة مشروع مارشال لمساعدة أوروبا الغربية اقتصاديًا ومنع انتشار الشيوعية.
- رد الاتحاد السوفياتي بتأسيس منظمة الكوميكون لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الاشتراكية، وإنشاء الكومينفورم لتنسيق نشاط الأحزاب الشيوعية في أوروبا.
- أزمة برلين الأولى (1948-1949م):
- فرض الاتحاد السوفياتي حصارًا على برلين الغربية، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إطلاق جسر جوي لنقل الإمدادات.
- انتهى الحصار بتقسيم ألمانيا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية).
- الأحلاف العسكرية:
- أنشأت الولايات المتحدة حلف الناتو (1949م)، كما دعمت حلف بغداد وحلف جنوب شرق آسيا.
- رد الاتحاد السوفياتي بتأسيس حلف وارسو (1955م) الذي ضم الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية.
- الحرب الكورية (1950-1953م):
- اندلعت الحرب بين كوريا الشمالية الشيوعية وكوريا الجنوبية الرأسمالية، وتدخلت الولايات المتحدة لدعم الجنوب، بينما دعمت الصين والاتحاد السوفياتي الشمال.
- انتهت الحرب بتقسيم كوريا إلى دولتين تفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح.
مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية
التعايش السلمي بعد وفاة ستالين
بعد وفاة ستالين (1953م)، بدأت مرحلة جديدة عرفت بـ التعايش السلمي، حيث:
- اعترف الاتحاد السوفياتي بألمانيا الغربية.
- تم حل الكومينفورم، وأعلن الزعيم السوفياتي خروتشوف عن ضرورة تجنب الحروب المباشرة.
- عقدت مؤتمرات لحل النزاعات الدولية، وتم توقيع اتفاقيات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (سالت) بين القطبين.
مظاهر الحرب الباردة الثانية
رغم محاولات التهدئة، عاد التوتر من جديد في عدة مناطق، من بينها:
- أزمة برلين الثانية (1961م): قامت ألمانيا الشرقية ببناء جدار برلين لمنع هروب السكان إلى ألمانيا الغربية.
- الأزمة الكوبية (1962م): أقام الاتحاد السوفياتي قواعد صواريخ نووية في كوبا، مما أدى إلى حصار أمريكي انتهى بسحب الصواريخ السوفياتية.
- ربيع براغ (1968م): اندلعت احتجاجات شعبية في تشيكوسلوفاكيا للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية، لكن الجيش السوفياتي تدخل لقمعها.
- حرب الفيتنام (1954-1975م): دعمت الولايات المتحدة الجنوب الفيتنامي ضد الشمال الشيوعي، لكنها اضطرت للانسحاب بعد خسائر كبيرة.
- التسابق نحو التسلح: شهدت الحرب الباردة سباقًا نوويًا بين القطبين فيما عُرف بـ توازن الرعب.
الخاتمة
مع نهاية الثمانينات، بدأت الأنظمة الاشتراكية في الانهيار، وانتهت الحرب الباردة بسقوط جدار برلين عام 1989م وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991م، مما أدى إلى ظهور النظام العالمي الأحادي القطب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
تحميل درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة
لتحميل درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة اضغط على الرابط في الأسفل: