الثانوي الاعدادي

العبادة غاية الخلق: شمول العبادة لمناحي الحياة

الثانية إعداديالتربية الإسلاميةالعبادة غاية الخلق: شمول العبادة لمناحي الحياة

        قد يظن بعض الأشخاص أن العبادة في الإسلام تقتصر فقط على ممارسة الشعائر التعبدية مثل الصلاة والصوم، بينما يرون أن باقي جوانب الحياة كالعمل والعلاقات الاجتماعية لا تدخل ضمن مفهوم العبادة. هذا الاعتقاد يعتبر محدوداً ويتجاهل الشمولية التي يتمتع بها مفهوم العبادة في الإسلام.

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ۩ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ۩ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ۩ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾.

[سورة النجم، الآيات: 58 – 61]

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾.

[سورة الذاريات، الآية: 56]

      هي سورة مكية، تتكون من 62 آية، وترتيبها في المصحف الشريف هو 53. نزلت بعد سورة “الإخلاص”، وتتناول موضوعات عديدة تتعلق بالرسالة النبوية، والتوحيد، والإيمان بالبعث والنشور، وتأكيد صدق الرسول محمد ﷺ. السورة تهدف إلى ترسيخ العقيدة الإسلامية وإظهار عظمة الله تعالى وقدرته.

        هي سورة مكية أيضاً، وعدد آياتها 60، وترتيبها 51 في المصحف الشريف. نزلت بعد سورة “الأحقاف”، وسميت بهذا الاسم لأن بدايتها تتضمن قسمًا بالذاريات، التي تشير إلى الرياح. تناقش السورة مواضيع تتعلق بتوحيد الله، وضرورة الإيمان بالبعث والحساب، ودور الإيمان في حياة الإنسان.

  • أفمن هذا الحديث: أي القرآن العظيم، تعجبون تكذيبًا له.
  • سامدون: تعني غافلون أو منشغلون باللهو.
  • فاسجدوا لله: تعني وضع الجباه على الأرض تعبدًا وخضوعًا لله تعالى.
  • واعبدوا: أي أطيعوا الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
  1. النص الأول يذم الضحك واللهو من دون خشية الله، ويدعو الناس إلى السجود لله وحده وعبادته بصدق وإخلاص.
  2. النص الثاني يوضح الغاية من خلق الجن والإنس، وهي تحقيق العبادة الخالصة لله وحده.

        العبادة لغةً تعني الطاعة والخضوع لله تعالى، أما في الاصطلاح الشرعي فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، كالصلوات، والصيام، وبر الوالدين، وصلة الرحم. فالإسلام لا يقتصر في مفهوم العبادة على الشعائر الدينية فقط، بل يشمل كل جوانب الحياة، مادامت النية خالصة لوجه الله.

لتحقق العبادة وقبولها، هناك شرطان أساسيان:

  1. الإخلاص: أن تكون العبادة موجهة لله وحده دون إشراك غيره، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [سورة البينة، الآية 5].
  2. المتابعة: أن تكون العبادة متوافقة مع ما ورد في الكتاب والسنة، تطبيقًا للحديث الشريف: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (متفق عليه).

العبادة تتأسس على ثلاثة أركان رئيسية:

  1. المحبة: حب الله سبحانه وتعالى وحب كل ما يحبه من الأعمال الصالحة والطاعات.
  2. الرجاء: الطمع في ثواب الله ومغفرته، وانتظار رحمته وفضله.
  3. الخوف: الخشية من عقاب الله، وهو ما يدفع المسلم للابتعاد عن المعاصي والذنوب.

عند تحقيق العبادة لله بإخلاص، تظهر ثمار عديدة تشمل:

  • تحقيق الحرية الحقيقية والعزة والكرامة.
  • الشعور بالطمأنينة والثبات النفسي والسكينة.
  • النصر والتمكين للمسلمين في الدنيا.
  • قبول الأعمال الصالحة والبركة فيها.
  • سلامة القلب من أمراض الشرك والنفاق.
  • حسن الخاتمة والمصير الطيب في الآخرة.
  • نيل خيرات الدنيا ونعيم الآخرة.

العبادة في الإسلام ليست محصورة في الشعائر الدينية، بل تشمل كافة مناحي الحياة، مثل:

  • العبادات الضرورية: الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج.
  • العبادات التي تشمل الأنشطة اليومية: كالعمل، التجارة، الدراسة، ممارسة الرياضة، والعلاقات الأسرية والاجتماعية، شريطة أن تكون النية موجهة لإرضاء الله تعالى.
  • وجوب إخلاص النية لله تعالى: الإخلاص يجعل كل عملٍ يقوم به المسلم عبادة يتقرب بها إلى الله، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ويكسب بها الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

لتحميل درس العبادة غاية الخلق: شمول العبادة لمناحي الحياة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى