الثانوي الاعدادي

سكان المغرب (دراسة ديمغرافية)

الثانية إعداديالاجتماعياتسكان المغرب (دراسة ديمغرافية)

        يتميز المغرب بخصوصيات ديمغرافية فريدة، حيث يشهد نموًا سكانيًا سريعًا، إلى جانب تفاوت واضح في التوزيع الجغرافي للسكان بين المدن والبوادي. ويرتبط هذا الوضع بعدة عوامل ديمغرافية واجتماعية واقتصادية.

فما هي الخصائص الديمغرافية التي تميز سكان المغرب؟ وما تأثيرها على الوضع العام بالبلاد؟

       شهد المغرب منذ مطلع القرن العشرين نموًا ديمغرافيًا متسارعًا، نتيجة ارتفاع نسبة الولادات وانخفاض نسبة الوفيات. ويعود هذا التزايد إلى مجموعة من العوامل، من بينها:

  • تحسن الظروف الصحية بفضل تقدم الخدمات الطبية.
  • ارتفاع مستوى المعيشة وتحسن الظروف الغذائية.
  • انخفاض معدلات الوفيات بفضل انخفاض معدلات الأمراض والأوبئة.

        يبلغ عدد سكان المغرب حاليًا أكثر من 30 مليون نسمة، مع تسجيل زيادة ملحوظة في سكان المدن مقابل تراجع نسبة سكان البوادي. غير أن هذا النمو السكاني السريع بدأ في التراجع خلال العقود الأخيرة، حيث انخفضت نسبة الولادات والوفيات بفعل عوامل متداخلة، من أبرزها:

  • تحسن مستوى العيش وزيادة الوعي الصحي.
  • توسع تعليم الفتيات، مما أدى إلى تأخير سن الزواج وتقليل عدد الولادات.
  • سياسة تنظيم النسل التي شجعت الأسر على تحديد عدد الأطفال.
  • الأزمة الاقتصادية التي جعلت الكثير من الأسر تعيد النظر في حجم أفرادها لتفادي المصاعب المعيشية.

تعرف الساكنة المغربية تحركات مستمرة سواء داخل البلاد أو نحو الخارج، حيث تمثل الهجرة ظاهرة بارزة تؤثر على البنية الديمغرافية.

      تشكل الهجرة القروية نحو المدن أبرز أنواع الهجرات في المغرب، حيث يتزايد عدد سكان المدن مقابل تراجع سكان القرى. وترجع هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، منها:

  • الأسباب الطبيعية: تكرار موجات الجفاف، وقلة الموارد المائية، وضعف الأراضي الزراعية.
  • الأسباب الاقتصادية: قلة فرص العمل في البوادي، وضعف الدخل الفلاحي، مقارنة بفرص العمل المتوفرة في المدن.
  • الأسباب الاجتماعية: الرغبة في تحسين مستوى العيش، والبحث عن خدمات صحية وتعليمية أفضل.

     بالإضافة إلى الهجرة الداخلية، يعرف المغرب هجرة خارجية نحو بلدان أوروبية، مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل. ومن أهم دوافع الهجرة الخارجية:

  • البحث عن عمل بسبب محدودية فرص التشغيل بالمغرب.
  • تحسين المستوى المعيشي والهروب من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
  • استكمال الدراسة في الجامعات الأوروبية، خصوصًا بين الشباب الطموحين.
  • الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي دفعت بعض الفئات إلى البحث عن الاستقرار في الخارج.

       وتؤثر هذه الهجرات على توزيع السكان بالمغرب، حيث يزداد عدد المدن الكبرى بشكل سريع، في حين تعرف القرى نزيفًا سكانيًا بسبب الهجرة نحو الحواضر.

       تتميز البنية السكانية في المغرب بارتفاع نسبة الأطفال والشباب، مقابل انخفاض نسبة المسنين. ويعود ذلك إلى النمو السكاني السريع الذي شهده المغرب خلال العقود الماضية، حيث انعكس ارتفاع نسبة الولادات وانخفاض نسبة الوفيات على توزيع الفئات العمرية.

ويتجلى ذلك في:

  • ارتفاع نسبة الفئة العمرية 0-14 سنة، مما يعكس فتوة المجتمع المغربي.
  • ارتفاع نسبة الشباب (15-34 سنة)، مما يجعل المجتمع المغربي مجتمعًا فتيا وقادرًا على العمل والإنتاج.
  • انخفاض نسبة الأشخاص المسنين (60 سنة فأكثر)، مما يدل على أن المجتمع المغربي لم يصل بعد إلى مرحلة الشيخوخة السكانية التي تعرفها بعض الدول المتقدمة.

      يعرف المغرب توزيعًا غير متوازن للسكان بين مختلف المناطق، حيث تتفاوت الكثافة السكانية بشكل كبير بين المناطق الحضرية والقروية، وذلك بفعل مجموعة من العوامل الطبيعية والاقتصادية.

  • المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة:
    • المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، فاس، مراكش، وطنجة، نظرًا لوجود الأنشطة الاقتصادية والخدمات الأساسية وفرص العمل.
    • السهول الخصبة مثل سهول الشاوية ودكالة وسوس، التي توفر أراضي زراعية خصبة وأجواء مناخية ملائمة.
  • المناطق ذات الكثافة السكانية الضعيفة:
    • المناطق الجبلية مثل الأطلس الكبير والمتوسط، حيث التضاريس الوعرة وقلة الأراضي الزراعية.
    • المناطق الصحراوية مثل الجنوب الشرقي والصحراء المغربية، حيث المناخ القاسي وندرة الموارد المائية.

بلغت الكثافة السكانية في المغرب حوالي 42 نسمة في الكيلومتر المربع، لكن هذه النسبة تخفي تفاوتًا كبيرًا بين المناطق الحضرية والقروية.

شهد المغرب تحولًا ديمغرافيًا كبيرًا منذ بداية القرن العشرين، حيث تزايدت نسبة سكان المدن بشكل سريع، مقابل تراجع نسبة سكان القرى.

ويرجع ذلك إلى:

  • الهجرة القروية الكثيفة نحو المدن، بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل.
  • التوسع الحضري وإنشاء مناطق سكنية جديدة داخل المدن.
  • تحول بعض القرى إلى مدن صغيرة نتيجة التطور الاقتصادي والعمراني.

       وقد أدى هذا التمدين السريع إلى مشكلات حضرية مثل الاكتظاظ، انتشار الأحياء العشوائية، والضغط على الخدمات الأساسية، مما يتطلب جهودًا كبيرة لتخطيط المدن وتوفير البنية التحتية الكافية.

      يواجه المغرب تحديات ديمغرافية مهمة، أبرزها سرعة النمو السكاني، واستمرار الهجرة القروية نحو المدن، وما يترتب عن ذلك من ضغوط على الخدمات الحضرية، وتفاقم البطالة، وتزايد الحاجة إلى البنية التحتية. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة من خلال برامج التنمية القروية، وسياسات ضبط النمو السكاني، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، مما يستدعي مواصلة الإصلاحات لتحقيق توازن ديموغرافي وتنموي مستدام.

لتحميل درس سكان المغرب (دراسة ديمغرافية) للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى