روسيا ورهانات التحول

الثالثة إعداديالاجتماعياتروسيا ورهانات التحول

      تعد روسيا الوريث الرئيسي لما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي، وقد شهدت خلال الثمانينات العديد من التحولات السياسية والاقتصادية التي أدت إلى انتقالها من الاقتصاد الموجّه إلى اقتصاد السوق.

       يسود روسيا مناخ قاري بارد يتميز بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم فترات السنة، وذلك بسبب امتدادها الواسع في العروض العليا القطبية، مما يجعل فصل الشتاء طويلاً وقارس البرودة، بينما يكون الصيف قصيرًا نسبياً.

      تتميز روسيا بتضاريس يغلب عليها الطابع الانبساطي، حيث يشكل نهر “إينيسي” فاصلاً بين أهم السهول والهضاب. في الغرب، تمتد سهول “سيبيريا الغربية” الشاسعة التي تكثر فيها المستنقعات، بينما في الشرق، تسود الهضاب التي تتكون من صخور قديمة. كما تضم روسيا سلاسل جبلية مهمة مثل جبال الأورال التي تعتبر كتلًا قديمة، إضافة إلى الجبال الحديثة المرتفعة في الشرق التي تخترقها البراكين النشطة.

      يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 146 مليون نسمة، ويشكل القادرون على العمل %71.3 من إجمالي السكان، مع تركّز معظمهم في قطاع الخدمات الذي يمثل %65 من الوظائف. ويُلاحظ تفاوت كبير في التوزيع السكاني بسبب الظروف الطبيعية والتاريخية والاقتصادية، إذ يتركز أغلب السكان في القسم الأوروبي الغربي الذي يشكل ربع مساحة البلاد فقط، حيث توجد أكبر المدن مثل موسكو وسانت بطرسبورغ، في حين تقل الكثافة السكانية في المناطق الشرقية ذات المناخ القاسي.

       تُعد روسيا ثامن قوة صناعية في العالم، بفضل ما تمتلكه من ثروات طبيعية هائلة، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في احتياطي الغاز الطبيعي، والمرتبة الثالثة في إنتاج البترول، والمرتبة الرابعة في إنتاج الكهرباء، والمرتبة الخامسة في إنتاج الطاقة النووية والفحم.

يتركز النشاط الصناعي بشكل رئيسي في القسم الأوروبي الغربي، حيث تنشط العديد من الصناعات، مثل:

       تُعتبر الزراعة من الأنشطة الاقتصادية الهامة، حيث تتركز في الجنوب والغرب، وتشمل المحاصيل الزراعية الأساسية الحبوب مثل القمح والذرة، بالإضافة إلى المزروعات الصناعية مثل دوار الشمس وبعض أنواع الخضروات. كما يُمارس قطاع تربية الماشية، حيث يتم تربية الأبقار والأغنام والخنازير.

       تعتمد التجارة الخارجية الروسية بشكل كبير على تصدير مصادر الطاقة والمعادن، حيث يمثل تصدير البترول والغاز الطبيعي حوالي %44 من إجمالي الصادرات، في حين تشكل المعادن نسبة %15. بالمقابل، تعتمد روسيا على استيراد المواد المصنعة والتجهيزية التي تمثل %38 من الواردات، مما يجعل ميزانها التجاري يحقق فائضًا كبيرًا.

      انتقلت روسيا من النظام الاشتراكي، الذي كان يعتمد على التخطيط المركزي وتأميم وسائل الإنتاج وهيمنة الحزب الواحد، إلى نظام اقتصاد السوق القائم على الخوصصة وتحرير الأسعار وتشجيع المبادرات الحرة، مما أدى إلى تغير جذري في بنيتها الاقتصادية.

     بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، أصبحت روسيا دولة مستقلة، حيث ورثت %76 من مساحة الاتحاد السوفياتي السابق، مما جعلها أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.

     كان الاتحاد السوفياتي يعتمد على اقتصاد موجه تُسيطر فيه الدولة على جميع القطاعات الإنتاجية، لكنه انهار مع تفكك الاتحاد، ما دفع روسيا إلى تبني سياسة اقتصاد السوق، التي تضمنت الخوصصة والانفتاح التجاري والليبرالية الاقتصادية، إضافة إلى تحويل المؤسسات العمومية الكبرى إلى شركات مساهمة.

     منذ سنة 1992، تعرف روسيا انخفاضًا مستمرًا في نسبة التكاثر الطبيعي بسبب تراجع معدلات الخصوبة، حيث تُعد الأقل في أوروبا. كما أن متوسط أمل الحياة شهد تراجعًا بسبب ارتفاع نسبة الوفيات الناتجة عن عدة عوامل، مثل:

كل هذه العوامل أدت إلى نقص الفئات النشيطة، مما أثر سلبًا على الاقتصاد والنمو السكاني.

تواجه روسيا عدة مشاكل اجتماعية، أبرزها:

تعاني روسيا من مشاكل بيئية خطيرة نتيجة التصنيع السريع وغياب الرقابة، ومنها:

        من خلال هذه المعطيات، يتضح أن روسيا شهدت تحولات كبرى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث انتقلت من الاقتصاد الاشتراكي الموجه إلى اقتصاد السوق، وأصبحت دولة ذات اقتصاد متنوع يعتمد على الصناعة، الفلاحة، والتجارة. ومع ذلك، لا تزال تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية تحتاج إلى حلول مستدامة لضمان تطورها في المستقبل.

لتحميل درس روسيا ورهانات التحول للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version