الثانوي الاعدادي

درس في الوطنية الثانية إعدادي

الثانية إعدادياللغة العربيةالنص القرائي درس في الوطنية

كان ملكا، فكان قدوة بين الملوك، وكان زعيما، فكان مثالا بين الزعماء الثائرين، وكان بطلا مجاهدا، فكان رمزا بين الأبطال المجاهدين، وكان أبا رحيما، فكان نموذجا بين الرحماء. وكان عربيا مسلما، فكان قائدا في مقدمة القادة العرب والمسلمين.

ومن غريب أن تجتمع هذه الصفات في رجل واحد، وأن يكون فيها جميعا مثلا أعلى، ترنو إليه الأبصار تقديرا، وتعجب به إعجابا، وتهفو إليه النفوس احتراما وإكبارا، وتخفق لذكره القلوب حبا، وتعزه إعزازا عظيما، وتتعلق به الأرواح تمجيدا وتجله إجلالا.

ولي العرش شابا يافعا والمستعمر الغاشم راسخة أقدامه، ضارية أنيابه، يحكم المغرب بقوته وجبروته، ويتسلط على أهله الأكرمين كل التسلط ببأسه وطاغوته، وإذا ارتفع صوت يعلن السخط أسكته، إذا كتب قلم يعبر عن الألم قصفه قصفات، وإذا نادت روح تشكو الظلم أخمدها.

وكان يستطيع أن يسكت على الضيم، وأن يستكين ويلين، وأن يعبث ويلهو، ولو أنه فعل لمد له العدو كل أسباب الحياة الغنية المترفة، ولأعانه على الاستمتاع بكل مباهج الدنيا وزخرفتها استمتاعا لم يستمتعه أحد من قبل.

كان وطنيا مخلصا قبل أن يكون ملكا، وكان زعيما مجاهدا قبل أن يكون حاكما، كان إذا اشتد بوطنه الظلم، فاضت بالألم جوانحه، إذا استبد بشعبه الضيق، طارت نفسه من الحزن، فعاش يكافح العدو وينافحه. هدفه الأسمى أن يرى وطنه العزيز وقد تطهر من دنس الاستعمار، وشعبه وقد تحرر من رقبة الاحتلال. ضحى بالملك وجاهه، وبالعرش وسلطانه، وقاسى وأسرته الكريمة من آلام النفي أشد ما يقاسي إنسان، وكان هذا الفداء هو النبراس الذي أضاء للمغاربة الطريق.

واندلعت نيران الثورة في كل مكان، ورفرفت روحه على ربوع المغرب وأنحائه، تقود الثورة كما كان يقودها هو بنفسه قبل منفاه، وأقض الشعب مضاجع المستعمرين، وأذاقهم العلقم حتى أحسوا بالهزيمة وألقوا السلاح … وعاد الأسد إلى عرينه.

ولو أن ملكا عانى ما عاناه، لآثر السلامة بعد عودته وصانع، ولكنه عاد أقوى شكيمة، وأصلب عودا وأقوى على الكفاح روحا، وأشد على النضال عزيمة. وظل يعمل دائبا جاهدا إلى أن أصبح الأمل إرادة والحلم حقيقة، وكأنه كان وساعة تحقيق الهدف على موعد. فلم يكد يقترب اليوم الذي حدد لجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض المغرب، حتى بلغ الكتاب أجله، وارتفعت روح البطل المجاهد إلى بارئها. فسلام على الملك العربي المسلم، والبطل المناضل المجاهد محمد الخامس يوم ولد، وسلام عليه يوم لبى نداء ربه، وسلام عليه يوم يبعث حيا.

د. جمل الدين الشيال . عن (( المطالعة الثانوية )) ج1

مراحل من حياتهأعماله ومؤلفاته
– ولد المؤرخ المصري جمال الدين الشيال عام 1911.
– حصل على الليسانس في التاريخ عام 1936، ثم دبلوم التربية وعلم النفس عام 1938.
– عمل مدرساً واستكمل دراسته ليحصل على الدكتوراه في التاريخ عام 1948.
– شغل منصب مستشار ثقافي بالسفارة المصرية في المغرب عام 1964.
– عُين عميداً لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1965.
– توفي عام 1967.
– تاريخ الإسكندرية
– تاريخ دمياط
– قصة الكفاح بين العرب والاستعمار
– قصة الاحتلال
– الوثائق الفاطمية
– دراسات في التاريخ الإسلامي

يتألف من مركب إسنادي (مبتدأ + خبر شبه جملة)، ويشير إلى مجال وطني، حيث يعبر عن الهدف من النص وهو تقديم “درس في الوطنية”.

تشير إلى شخصية “الملك” وتعدد صفاته (زعيم، بطل، مجاهد، أب، عربي، مسلم).

تستمر في وصف الملك بنفس الصفات وتختتم بأسلوب الدعاء (سلام على الملك)، ما يدل على التركيز على شخصيته من بداية النص حتى نهايته.

سيرة غيرية ذات بعد وطني.

  • تهفو إليه النفوس: تميل إليه وتتمنى قربه.
  • تجله: تعظمه وترفعه إلى مكانة عالية.
  • يافعاً: شاباً في مقتبل العمر.
  • الغاشم: ظالم ومتجبر.

يسعى النص (درس في الوطنية) إلى وصف الملك محمد الخامس، مستعرضاً صفاته ومحطات حياته.

  1. اتصاف الملك محمد الخامس بصفات تجعله نموذجاً للقائد العربي المسلم.
  2. توليه العرش في سن مبكرة مع تحدي المستعمر وعدم استسلامه.
  3. تضحيته بالعرش وتحمله للنفي في سبيل نيل استقلال المغرب.
  4. استمراره في النضال حتى تحقق الاستقلال.
  • السرد: يتناول أحداثاً تاريخية كاستعمار المغرب، وتولي محمد الخامس العرش، نضاله، تعرضه للنفي، ثورة الملك والشعب، عودته، استقلال المغرب، ووفاته.
  • الوصف: يستخدم لوصف صفات الملك (كان زعيماً، كان قدوة، كان وطنياً، كان أشد عزيمة…).
  • الشخصية الرئيسية: محمد الخامس
  • علاقتها بالسارد: السارد ≠ الشخصية الرئيسية
  • العامل المساعد: وطنيته + ثورة الشعب ضد المستعمر
  • العامل المعرقل: المستعمر + النفي

      يعبر الكاتب جمال الدين الشيال عن إعجابه بشخصية الملك محمد الخامس، موضحاً الصفات التي جعلت منه قائداً عربياً مسلماً ومثالاً يحتذى في مقاومة الاستعمار. تتضمن المقالة قيماً أساسية:

  • قيمة تاريخية: النص يوثق مرحلة بارزة من تاريخ المغرب، مرحلة الاستعمار والكفاح لأجل الحرية.
  • قيمة وطنية: تبرز الروح الوطنية لدى الملك والشعب في كفاحهم لنيل الاستقلال، ما يعكس أهمية التضحية لأجل الوطن.

لتحميل درس النص القرائي درس في الوطنية للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى