الثانوي التاهيلي

درس المقطع الشعري

الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانيةاللغة العربيةدرس المقطع الشعري

قال الشاعر أمل دنقل في قصيدته “الطيور”:

الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات،
ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ،
ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
ربما تتنزلُ..
كي تَستريحَ دقائقَ..
فوق النخيلِ – النجيلِ – التماثيلِ –
أعمِدةِ الكهرباء –
حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
والأَسْطحِ الخرَسانية……
سُرعانَ ما تتفزّعُ..
من نقلةِ الرِّجْل،
من نبلةِ الطّفلِ،
من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط،
من حَصوات الصَّياح!

والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس،
مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
فانتخَتْ،
وبأعينِها.. فارتخَتْ،
وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح،
غيرُ انتظارِ النهايه.
إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!

الطيورُ.. الطيورْ
تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
طوتِ الريشَ، واستَسلَمتْ
هل تُرى علِمتْ
أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ؟!
الجناحُ حَياة
والجناحُ رَدى.
والجناحُ نجاة.
والجناحُ.. سُدى!

  • يتكون النص من ثلاثة مقاطع شعرية غير متساوية في عدد الأسطر.
  • كل مقطع يمثل وحدة شعرية مستقلة، لكنه في الوقت ذاته يتصل بباقي المقاطع ليشكل وحدة كلية.
  • النص يعتمد على تفعيلة “فاعلن”، وهي وحدة موسيقية تتكرر دون التقيد بعدد ثابت داخل السطر الشعري.
  • تتفاوت التفعيلات بين تفعيلة واحدة (كما في السطر 17) وحتى ستة تفعيلات (كما في السطر 3)، مما يخلق تناغمًا إيقاعيًا يعبر عن الدفقات الشعورية للشاعر.
  • تتنوع القافية بين المقاطع:
    • المقطع الأول ينتهي بضرب رويّه “الحاء”.
    • المقطع الثاني يتنوع بين “التاء” و”الحاء”.
    • المقطع الثالث تتعدد قوافيه بين “الراء”، “الدال”، و”الحاء”.
  • هذا التنوع يُضفي على النص موسيقى داخلية متجددة.
  • النص يتمحور حول الطيور كرمز متعدد الأبعاد.
    • في المقطع الأول: الطيور رمز للتشرد والخوف، تُقادفها الرياح، وتفزع من أدنى حركة.
    • في المقطع الثاني: الطيور التي اعتادت مخالطة البشر أصبحت فاقدة لحريتها، واستسلمت لسكينة الذبح.
    • في المقطع الثالث: الطيور التي لا تطير باتت رمزًا للاستسلام والموت، وكأنها أدركت عبثية الحياة.
  • رغم تنوع المعاني في كل مقطع، إلا أنها تدور جميعها حول فكرة مركزية: الطيور كرمز للحرية، الخوف، والمصير المحتوم.
  • العلاقة بين المقاطع علاقة تركيبية ودلالية، بحيث يضيف كل مقطع معنى جديدًا يكمل تجربة الشاعر الوجدانية.
  • “الطيور” في النص ليست مجرد كائنات، بل رمز للحرية المهددة، والخوف من المجهول، والموت المحتوم.
  • النص يربط بين الطيور والإنسان في تعبيره عن معاناة الإنسان في مواجهة الواقع القاسي.
  • تعتمد القصيدة على التفعيلة كأساس إيقاعي مع تجاوز النظام التقليدي للشطرين.
  • يسمح هذا الشكل بحرية تشكيل السطر الشعري تبعًا للدفقات الشعورية والرؤية الفنية للشاعر.
  • التوزيع المتفاوت للتفعيلات والقوافي يمنح النص مرونة وتنوعًا موسيقيًا.
  • تتمحور القصيدة حول رمزية الطيور التي تعكس تجربة إنسانية عميقة.
  • كل مقطع شعري يمثل وحدة دلالية مستقلة، لكنه يتصل بالبنية الكلية للنص ليعبر عن تجربة متكاملة.
  • الشكل الحر للقصيدة يخدم مضمونها الرمزي؛ فالحرية في تشكيل الأسطر تعكس الرغبة في الانعتاق من القيود، كما يعكس التشظي في البنية الخوف والاضطراب الذي تعيشه الطيور.
  • القصيدة الحديثة ليست مجرد تعبير عن المشاعر، بل هي تجربة فنية وجمالية متكاملة، تجمع بين الإيقاع، الرمزية، والصورة الشعرية لتوصيل رؤية الشاعر.
  • العلاقة بين المقاطع ليست مجرد سرد أو وصف، بل هي علاقة تفاعلية وديناميكية تضيف أبعادًا متعددة لمعنى النص.

لتحميل درس المقطع الشعري للسنة الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى