دار الأرقم التآلف والتشاور

       قال  ابن إسحاق: “.. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليه نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب  سعد بن أبي وقاص  يومئذ رجلاً من المشركين فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام”

      بعد هذه المواجهة التي حدثت بين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقريش، اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم مقرًا سريًا لدعوته، حفاظًا على أصحابه، وتربيتهم وإعدادهم.

ما هو السبب الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اتخاذ دار الأرقم مقرًا سريًا لدعوته؟
ماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مع الصحابة من السابقين الأولين في هذه الدار؟

       هو الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم في مكة وكان سابع سبعة في الإسلام. اسمه عبد مناف بن أسد، وكان يكنى أبا عبد الله.

      اختار النبي صلى الله عليه وسلم داره لتكون مقرًا سريًا للدعوة، فكانت أول دار يُجتمع فيها لنشر الإسلام بعيدًا عن أعين المشركين. شهد الأرقم غزوة بدر، وأحد، وسائر المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة المنورة عن عمر ناهز بضعًا وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص.

       تُعد دار الأرقم إحدى أهم الدور في تاريخ الإسلام، فقد كانت المحضن التربوي الأول الذي ربى فيه النبي صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة الأوائل، الذين حملوا مسؤولية نشر الدعوة الإسلامية.

استمر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرًا في هذه الدار لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة:

في هذه الدار، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بالمسلمين الجدد، ويقوم بتربيتهم على أسس العقيدة الإسلامية الصحيحة، حيث:

لم تقتصر دار الأرقم على كونها مكانًا للتربية والتعليم فقط، بل كانت أيضًا مكانًا للتآخي والتشاور بين المسلمين الجدد.

من خلال دراسة دار الأرقم، نتعلم القيم التالية:

  1. تقدير فضل الصحابة، والاعتراف بتضحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.
  2. الحرص على الاقتداء بالصحابة في تألفهم واجتماعهم على دعم الإسلام.
  3. محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلاص للدين، والصبر على الأذى.
  4. أهمية الشورى في اتخاذ القرارات.
  5. التعارف والتآلف بين المسلمين، لأنه يقوي روابط الأخوة في الله.
  6. التخطيط والتنظيم والتشاور من أهم أسباب النجاح في الحياة.

     شاركت دار الأرقم بدور رئيسي في بناء الدعوة الإسلامية، حيث كانت المنطلق الأول لنشر الإسلام، والمكان الذي نشأ فيه جيل الصحابة الذين حملوا الرسالة الإسلامية إلى العالم.

       بفضل الحكمة النبوية والتخطيط السليم، استطاع المسلمون التأسيس لمرحلة الجهر بالدعوة، مما جعل دار الأرقم رمزًا للصبر، والتضحية، والثبات في سبيل الحق.

لتحميل درس دار الأرقم التآلف والتشاور للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version