الأولى إعدادي | التربية الإسلامية | دار الأرقم التآلف والتشاور |
دار الأرقم التآلف والتشاور
دار الأرقم التآلف والتشاور
الوضعية وتحديد الإشكال
قال ابن إسحاق: “.. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليه نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام”
بعد هذه المواجهة التي حدثت بين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقريش، اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم مقرًا سريًا لدعوته، حفاظًا على أصحابه، وتربيتهم وإعدادهم.
ما هو السبب الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اتخاذ دار الأرقم مقرًا سريًا لدعوته؟
ماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مع الصحابة من السابقين الأولين في هذه الدار؟
قاموس المفاهيم الأساسية
- ذو الجاه: صاحب الشرف والمكانة، والمال والنفوذ.
- يواسيه: من المواساة، وتعني التخفيف من الحزن والمصاب.
- الأتقى: اسم تفضيل من وقى، وتعني الأكثر خشية وخوفًا من الله.
- المولى: المالك والسيد، وضده العبد.
- الشورى: التشاور وتعني تبادل الآراء لاختيار أفضل الحلول.
استخلاص المضامين المساعدة
- دار الأرقم أول دار اجتمع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه للدعوة إلى الإسلام.
- في دار الأرقم، ضرب المسلمون الأوائل أروع الأمثلة في المحبة والتآخي والتآلف والتشاور.
- اتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام دار الأرقم مركزًا لتربية الصحابة على قيم التقوى، والمحبة، والصبر، والثبات، والتآلف، والتشاور، والعدل، والمساواة.
الأرقم بن أبي الأرقم وداره في خدمة الإسلام ورسول الإسلام
من هو الأرقم بن أبي الأرقم؟
هو الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم في مكة وكان سابع سبعة في الإسلام. اسمه عبد مناف بن أسد، وكان يكنى أبا عبد الله.
اختار النبي صلى الله عليه وسلم داره لتكون مقرًا سريًا للدعوة، فكانت أول دار يُجتمع فيها لنشر الإسلام بعيدًا عن أعين المشركين. شهد الأرقم غزوة بدر، وأحد، وسائر المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة المنورة عن عمر ناهز بضعًا وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص.
مكانة دار الأرقم في الإسلام
تُعد دار الأرقم إحدى أهم الدور في تاريخ الإسلام، فقد كانت المحضن التربوي الأول الذي ربى فيه النبي صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة الأوائل، الذين حملوا مسؤولية نشر الدعوة الإسلامية.
استمر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرًا في هذه الدار لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة:
- توافد المسلمون الجدد إلى هذه الدار لتعلم القرآن الكريم وتعاليم الإسلام.
- ازدادت قريش في اضطهادها للمسلمين، فكانت الدار مأوى لهم للحماية من بطش المشركين.
- تعلم الصحابة أمور دينهم مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت مركزًا للتعليم والإعداد الروحي.
- بلغ عدد المسلمين في هذه الدار أربعين فردًا، ومنهم صهيب الرومي، ومصعب بن عمير، وعمار بن ياسر.
- كان آخر من أسلم في دار الأرقم هو عمر بن الخطاب، وبعد إسلامه خرج المسلمون للدعوة الجهرية.
وظائف دار الأرقم ودورها في نشر الدعوة والتمكين للإسلام
أدوار ووظائف دار الأرقم في المرحلة السرية للدعوة الإسلامية
في هذه الدار، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بالمسلمين الجدد، ويقوم بتربيتهم على أسس العقيدة الإسلامية الصحيحة، حيث:
- يتلو عليهم القرآن الكريم، ويشرح لهم معانيه.
- يربيهم على القيم والأخلاق الإسلامية، وينقي قلوبهم من رواسب الجاهلية.
- يعلمهم أركان الإيمان بالله والرسالات السماوية.
- يربيهم على العبادة، ويغرس فيهم حب الصلاة والتقرب إلى الله.
التآلف والتشاور: أول درس من دروس دار الأرقم
لم تقتصر دار الأرقم على كونها مكانًا للتربية والتعليم فقط، بل كانت أيضًا مكانًا للتآخي والتشاور بين المسلمين الجدد.
- التآلف:
- تعززت المحبة والتراحم بين الصحابة، فأصبحوا إخوة متحابين في الله.
- ساعد المسلمون بعضهم البعض في مواجهة الاضطهاد القريشي.
- رسخ النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ الأخوة الإسلامية بينهم، مصداقًا لقوله تعالى:
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (آل عمران: 103).
- التشاور:
- كان الصحابة يعرضون مشاكلهم على النبي صلى الله عليه وسلم، فيواسيهم، ويحثهم على الصبر والثبات.
- كان النبي يستشير أصحابه في أمور الدعوة، ويأخذ بآرائهم.
- أصبحت دار الأرقم مركزًا للتخطيط لنشر الإسلام، والتشاور حول كيفية التعامل مع قريش.
القيم المستفادة
من خلال دراسة دار الأرقم، نتعلم القيم التالية:
- تقدير فضل الصحابة، والاعتراف بتضحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.
- الحرص على الاقتداء بالصحابة في تألفهم واجتماعهم على دعم الإسلام.
- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلاص للدين، والصبر على الأذى.
- أهمية الشورى في اتخاذ القرارات.
- التعارف والتآلف بين المسلمين، لأنه يقوي روابط الأخوة في الله.
- التخطيط والتنظيم والتشاور من أهم أسباب النجاح في الحياة.
الخاتمة
شاركت دار الأرقم بدور رئيسي في بناء الدعوة الإسلامية، حيث كانت المنطلق الأول لنشر الإسلام، والمكان الذي نشأ فيه جيل الصحابة الذين حملوا الرسالة الإسلامية إلى العالم.
بفضل الحكمة النبوية والتخطيط السليم، استطاع المسلمون التأسيس لمرحلة الجهر بالدعوة، مما جعل دار الأرقم رمزًا للصبر، والتضحية، والثبات في سبيل الحق.
تحميل درس دار الأرقم التآلف والتشاور
لتحميل درس دار الأرقم التآلف والتشاور للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: