الثانوي الاعدادي

حديث الفقيه كل الفقيه

الأولى إعداديالتربية الإسلاميةحديث الفقيه كل الفقيه

      الفقه في اللغة يعني الفهم والإدراك. أما في الشريعة، فهو معرفة الأحكام الشرعية التي تحتاج إلى اجتهاد لاستنباطها، مثل العلم بأن النية في الوضوء واجبة، وأن صلاة الوتر مستحبة، وأنه يجب النية من الليل لصحة صيام رمضان، وأن الزكاة مفروضة في مال الصبي، ولكنها غير واجبة في الحلي المباح. كما يشمل الفقه مسائل القصاص، مثل أن القتل بأداة ثقيلة يوجب القصاص. هذه المسائل تتضمن اجتهادًا لأنها ليست مسائل قطعية يمكن إدراكها دون اجتهاد، مثل العلم بوجوب الصلوات الخمس أو حرمة الزنا، فهذه مسائل معلومة بيقين.

      في اللغة، الفقه يعني الفهم العميق والدقيق، ولا يُستخدم إلا للإشارة إلى أمر يحتاج إلى تدقيق وفهم عميق، مثل فهم علل الأمور، وليس الأشياء المادية البسيطة مثل السماء والأرض. وقد ذكر السيوطي في تفسيره لقوله تعالى: “انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون” (الأنعام: 65)، أن هذا يدل على أهمية تكرار الآيات والاختلاف بين الحجج والأمثال، حيث إن في ذلك ما يُعين على الفهم العميق.

ووفقًا للشيرازي، فإن الفقه في اللغة هو إدراك الأشياء الخفية. أما العلم فهو إدراك الشيء كما هو عليه في الواقع، وعندما يكون الأمر دقيقًا وصعب الفهم يُسمى فقهًا. لذلك، الفقه أعمق من العلم، حيث ينطوي على فهم الأمور الدقيقة، في حين أن العلم قد يكتفي بمجرد الإدراك.

       الفقه الإسلامي جزء من الشريعة الإسلامية، ويرتبط بكل ما يقوم به الإنسان من تصرفات فردية أو جماعية أو حتى على مستوى العلاقات الدولية. فهو يحدد العلاقة بين الإنسان وربه، وكذلك بين الإنسان وأخيه الإنسان. وقد وضع الوحي الإلهي القواعد الأساسية والمبادئ العامة للفقه خلال فترة الرسالة النبوية، تاركًا للناس مهمة تطبيقها بما يتماشى مع حياتهم ويحقق مصالحهم. وبذلك، تطور الفقه عبر الزمن بفضل اجتهاد الفقهاء، ليشكل ثروة معرفية ضخمة يمكن الاستفادة منها في التشريعات الحديثة إذا خضعت للتنظيم والتطوير.

لهذا السبب، تنوعت مجالات الفقه الإسلامي وموضوعاته، وتشمل الأقسام التالية:

  1. العبادات: تتعلق بأداء العبادات مثل الصلاة، الصيام، والزكاة.
  2. المعاملات: تشمل أحكام البيع، الشراء، والقروض.
  3. الأحوال الشخصية: تتعلق بقوانين الزواج، الطلاق، والميراث.
  4. السياسة الشرعية: تشمل التنظيمات السياسية والإدارية في الدولة.
  5. السير (القانون الدولي العام): تعني بالمعاملات والعلاقات بين الدول.
  6. العقوبات والجنايات: تتعلق بأحكام القصاص والحدود.
  7. الآداب: تشمل الأخلاق والسلوكيات التي يُرشد إليها الإسلام.

الفقيه المثالي هو الذي يتميز بعدة صفات، منها:

  1. يبشر الناس برحمة الله: يدعو الناس إلى الأمل في رحمة الله، ويجنبهم اليأس منها.
  2. يذكرهم بعذاب الله: يحث الناس على تجنب المعاصي ويذكرهم بعقاب الله كوسيلة للردع.
  3. يلازم القرآن: يحرص على الاسترشاد بالقرآن الكريم ويجعله مرجعًا أساسيًا في استنباط الأحكام.

       بهذا، يظهر أن الفقيه يجب أن يتمتع بالقدرة على تحقيق التوازن بين الترغيب في رحمة الله والترهيب من عقابه، بالإضافة إلى التمسك الدائم بتعاليم القرآن الكريم، بما يجعله مرشدًا صالحًا للمجتمع في قضايا الدين والدنيا.

لتحميل درس حديث الفقيه كل الفقيه مادة التربية الإسلامية للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى