النص القرائي ثقافة حقوق الإنسان

18/11/2024

الثانية إعدادي

اللغة العربية

ثقافة حقوق الإنسان

النص الاستدلالي

لا جدال أن من وسائل احترام حقوق الإنسان الالتزام بالمواثيق الدولية المرتبطة بها، ووضع آليات لاحترام الحقوق وصونها. بيد أن تلك الأدوات القانونية والمؤسساتية تظل قاصرة إن لم يكن احترام حقوق الإنسان سلوكا متواترا على جميع المستويات أو بتعبير آخر إن لم يكن ثقافة مشتركة.

لذلك لم تقتصر نظرتنا لحقوق الإنسان على الجانب الحقوقي أو المؤسساتي أو في اتخاذ تدابير وإجراأت معينة، بل كذلك في صرف الاهتمام إلى الجوانب الاجتماعية التي هي من صميم صون كرامة الإنسان. ومازلنا نولي اهتمامنا بإدماج المحرومين والمعاقين والاعتناء بالمرأة القروية التي تعاني أشد ظروف التهميش إيمانا منا أن ذلك يندرج في صلب حقوق الإنسان.

إن إشاعة ثقافة حقوق الإنسان تفترض إشاعة نور العلم. إن دور المدرسة يظل مركزيا في غرس قيم حقوق الإنسان لدى الناشئة حتى تضحى حقوق الإنسان جبلّة وطبعا، ولذلك فإن من أولى الأوليات التي تشغل بالنا هي محاربة الأمية، لأن القضاء على الجهل هو انتصار للمعرفة ولحقوق الإنسان.

ونهيب بمجتمعنا المدني الانغمار في قضايا مجتمعنا والعمل على الرقي بمختلف شرائح شعبنا، ومما يثلج الصدر روح المسؤولية التي أبان عنها و الدينامية التي أظهرها.

إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفل به اليوم هو مستوحى من روح الديانات السماوية التي تدعو إلى تكريم الإنسان من حيث هو إنسان واحترام الآخر، وينبغي هاهنا في هذا اليوم الأبرك من شهر رمضان أن نستحضر تلك القيم الخالدة التي يدعو إليها ديننا الحنيف بالجنوح إلى التسامح والميل للجدال بالتي هي أحسن والدعوة إلى السلم كافة، إن من تلك القيم الرائعة الصفح الجميل. إن مما يسمو بالإنسان هو الارتفاع عن دواعي القصاص ، إن القصاص والانتقام هو حجر للذكاء وتكبيل للطاقات الفعالة التي يزخر بها مجتمع ما.

إن ما نرومه هو تفعيل طاقات شعبنا وصون كرامته في ظل دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان. وإن اجتماعنا على هذه القيم وتوافقنا حولها من شأنه أن يمهد السبيل لبلدنا نحو التقدم والرقي والعيش مع محيطنا في سلام ووئام.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقتطفات من خطاب جلالة الملك محمد السادس.

ملاحظة النص واستكشافه

العنوان (ثقافة حقوق الإنسان)

يتكون العنوان “ثقافة حقوق الإنسان” من ثلاث كلمات تشكل مركبين إضافيين.

الثقافة: تشير إلى مستوى الوعي والاستيعاب لهذه الحقوق.
حقوق الإنسان: تدل على القيم الإنسانية الأساسية التي يجب أن تكون جزءًا من سلوك الإنسان بشكل طبيعي.

بداية النص

تجيب عن سؤال مرتبط بوسائل احترام حقوق الإنسان: ما هي السبل التي تضمن احترام حقوق الإنسان وصونها؟

نهاية النص ومصدره

تختم النص بتأكيد أهمية التوافق على قيم حقوق الإنسان لتحقيق التقدم والعيش بسلام.
المصدر: خطاب ملكي لجلالة الملك محمد السادس.

نوعية النص

النص عبارة عن خطاب رسمي، يحمل طابعًا تحليليًا ودعويًا، يتميز بأسلوب مباشر موجه للمجتمع.

فهم النص

الإيضاح اللغوي

الدينامية: الحركية والنشاط المتجدد.
حجر: منع وحجز.
يسمو: يرتفع ويرتقي.
دواعي: مبررات وأسباب.
تكبيل: تقييد وإعاقة.

الفكرة المحورية

الدعوة إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان باعتبارها أساسًا لتحقيق الكرامة الإنسانية والسلام الاجتماعي، مع التركيز على الوسائل والغايات لتحقيق هذا الهدف.

تحليل النص

الأفكار الأساسية

الهدف الأساسي

نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل المجتمع.

الوسائل المقترحة

الالتزام بالمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
وضع آليات قانونية ومؤسساتية تضمن احترام الحقوق.
معالجة الجوانب الاجتماعية من خلال:
- إدماج المحرومين.
- الاعتناء بالمرأة القروية.
- الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.
تعزيز التعليم ومحاربة الأمية باعتبارهما وسيلة لنشر الوعي.
نشر قيم السلم والتسامح والجدال بالحسنى.

الغايات المرجوة

تفعيل طاقات الشعب.
صون كرامة الإنسان في إطار دولة الحق والقانون.
تحقيق التقدم والرقي الاجتماعي.
تعزيز السلام والوئام في المجتمع ومع المحيط الإقليمي والدولي.

الحقول الدلالية

المعجم الحقوقي	المعجم الاجتماعي
– حقوق الإنسان. – الأدوات القانونية. – احترام. – كرامة الإنسان. – التسامح. – السلم. – الصفح الجميل. – دولة الحق والقانون.	– الجوانب الاجتماعية. – إدماج المحرومين. – المرأة القروية. – محاربة الأمية. – المجتمع. – شرائح الشعب. – المحيط.

التركيب والتقويم

تركيب

يدعو جلالة الملك محمد السادس في خطابه إلى ضرورة جعل حقوق الإنسان ثقافة مجتمعية تتجاوز القوانين والإجراءات لتصبح جزءًا من السلوك اليومي للأفراد. لتحقيق ذلك، يؤكد على أهمية التعليم ونشر قيم التسامح والسلم، إلى جانب الاهتمام بالفئات الهشة والمهمشة كذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة القروية. كما يشدد على أهمية الالتزام بالمواثيق الدولية واحترام القيم الدينية التي تدعو إلى تكريم الإنسان.

القيم التي يحملها النص

قيمة حقوقية: تتمثل في التأكيد على أهمية حقوق الإنسان كأساس للكرامة والعدالة.
قيمة اجتماعية: تبرز من خلال الدعوة إلى الاهتمام بالفئات المهمشة ومحاربة الأمية.
قيمة إنسانية: تتجلى في نشر قيم التسامح والسلام واحترام الآخر.

تقويم

يتميز النص (ثقافة حقوق الإنسان) بمنهجيته الواضحة وأسلوبه المباشر الذي يعكس رؤية ملكية شاملة لإرساء مجتمع يقوم على احترام حقوق الإنسان. النص لا يكتفي بتقديم الوسائل النظرية، بل يربطها بغايات عملية تعزز من دور الأفراد في بناء مجتمع متوازن ومزدهر.