تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية | الاجتماعيات | تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة |
تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
تمهيد إشكالي
يتسم تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة بهيمنة دول الشمال المتقدمة على دول الجنوب النامية، مما يؤدي إلى تباينات كبيرة بين المجالات المندمجة في العولمة وتلك التي لا تزال متخلفة عن مواكبتها. فمع التقدم السريع للعولمة، تتفاقم الفجوات بين المجالات المهيمنة والمندمجة والمجالات التي تواجه صعوبات في الاندماج.
فما هو واقع تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة؟ وما هي معايير تصنيفه؟ وما هي أبرز الترابطات بين مختلف المجالات العالمية وتأثيراتها؟
واقع تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة وتفاوتاته
واقع تنظيم المجال العالمي
يتوزع العالم في إطار العولمة إلى ثلاث فئات رئيسية من المجالات:
- المجالات المهيمنة: هذه المجالات تتكون أساسًا من دول الشمال، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، واليابان. تتميز هذه الدول بالهيمنة على النظام الاقتصادي العالمي، بما في ذلك الهيمنة المالية والتجارية والصناعية والثقافية. تتحكم هذه الدول في النسبة الأكبر من الناتج الإجمالي العالمي والتجارة الدولية، وتتمتع ببنية تحتية متقدمة ومؤشرات عالية من التنمية البشرية.
- المجالات المندمجة: تتألف من الدول التي نجحت في الاندماج في الاقتصاد العالمي، مثل دول صناعية جديدة في آسيا وأمريكا اللاتينية. تمتاز هذه الدول بنمو اقتصادي سريع، قدرة عالية على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتطور كبير في مجالات الصناعة والتجارة. ومع ذلك، فإنها لا تزال تحت تأثير الدول المهيمنة.
- المجالات المتخلفة: تشمل الدول الفقيرة في أفريقيا جنوب الصحراء وبعض مناطق آسيا وأمريكا اللاتينية. هذه الدول تعاني من ضعف الاندماج في العولمة، وتعتمد بشكل كبير على تصدير المواد الخام مع مستويات منخفضة من الاستثمار الأجنبي وتدني في مؤشرات التنمية البشرية.
معايير تصنيف المجال العالمي
- معدل الدخل الفردي: يتم تصنيف الدول بناءً على معدل الدخل الفردي، حيث تُعتبر الدول التي يتجاوز فيها هذا المعدل 20,000 دولار من الدول الغنية، مثل الولايات المتحدة وألمانيا. بينما تتراوح معدلات الدخل في الدول النامية بين 1,000 و20,000 دولار، مثل المغرب والبرازيل. وتُعد الدول التي يقل فيها المعدل عن 1,000 دولار مثل إثيوبيا من الدول الفقيرة.
- مؤشر التنمية البشرية: يستخدم هذا المؤشر لقياس مستوى رفاهية السكان في الدول. الدول ذات المؤشر المرتفع تتجاوز 0.8، مثل اليابان وفرنسا. بينما الدول ذات المؤشر المتوسط تتراوح بين 0.5 و0.7، مثل المغرب وجنوب إفريقيا. أما الدول ذات المؤشر المنخفض، فهي تلك التي يقل مؤشرها عن 0.5، مثل نيجيريا ومالي.
- التحالفات السياسية: تُساهم التحالفات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الدول الأمريكية في تصنيف الدول بحسب قدرتها على التأثير في السياسات الدولية.
الترابطات بين المجالات العالمية وتأثيراتها
الترابطات البشرية
- الهجرات الدولية: تعتبر الهجرة من أبرز أوجه الترابط بين دول الشمال والجنوب، حيث تسعى العمالة من دول الجنوب إلى الهجرة إلى دول الشمال بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل. بينما يساهم الشمال في استقطاب العقول والكفاءات من الجنوب.
- السياحة الدولية: تلعب السياحة دورًا كبيرًا في الربط بين المناطق المختلفة، حيث تشكل دول الشمال المصدر الرئيسي للسياح في حين تعتمد دول الجنوب على هذه السياحة كجزء من اقتصادها.
الترابطات الاقتصادية
- الترابطات التجارية: تتبادل الدول الموارد الطبيعية والمنتجات التكنولوجية، حيث تستورد دول الشمال المواد الأولية من دول الجنوب، بينما تُصدر منتجات تكنولوجية متقدمة. هذا التبادل يعزز الترابط بين الأسواق العالمية.
- الترابطات المالية: تشمل المساعدات الاقتصادية، القروض الدولية، وخدمات الدين التي تقدمها المؤسسات المالية العالمية لدعم الدول النامية.
- الترابطات التكنولوجية: تساهم الدول المتقدمة في نشر التكنولوجيا الحديثة في العالم، بينما تبقى الدول النامية مستهلكة لهذه التكنولوجيا دون قدرة كبيرة على إنتاجها.
- الترابطات الغذائية: يتمثل هذا النوع من الترابط في حاجة الدول النامية إلى المنتجات الغذائية الأساسية من دول الشمال، بينما يحتاج الشمال للمنتجات الزراعية المدارية من الجنوب.
دور الشركات العالمية والمنظمات الدولية
تلعب الشركات متعددة الجنسيات دورًا حاسمًا في تنظيم المجال العالمي، فهي تسهم في توسيع نطاق التجارة العالمية ونقل التكنولوجيا بين الدول. هذه الشركات، إلى جانب المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، تساهم في وضع قواعد العولمة وتؤثر على اقتصادات الدول النامية بشكل خاص.
الانعكاسات المترتبة على اختلال التوازن بين المجالات العالمية
أدى التفاوت بين الشمال والجنوب إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية. تسيطر دول الشمال على معظم الثروات العالمية بينما تعاني دول الجنوب من مشاكل الفقر والديون. تتزايد نسبة السكان في الجنوب، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد والخدمات، بينما تواجه دول الشمال تحديات الشيخوخة وتقلص عدد السكان، مما يؤدي إلى فرض سياسات أكثر صرامة تجاه الهجرة.
خاتمة
على الرغم من الجهود المبذولة لتقليص الفوارق بين الدول، إلا أن العولمة أسهمت في تعزيز الفجوة بين الشمال والجنوب. تظل الهيمنة الاقتصادية لدول الشمال قائمة، بينما تواجه دول الجنوب تحديات كبرى في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة سكانها.
تحميل درس تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة
لتحميل درس تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية اضغط على الرابط أسفله: