تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث

الثانية باكالوريا علوم اقتصادية | الاجتماعيات | تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث |
تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث
تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث
مقدمة
شهد العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين تحولات كبرى، تمثلت في تفكك الإمبراطوريات الاستعمارية ونشأة دول جديدة فيما يعرف بالعالم الثالث. وقد ساهمت عدة عوامل في تصفية الاستعمار، مما أدى إلى استقلال العديد من الدول، وظهور حركة عدم الانحياز، التي سعت إلى تأكيد سيادة الدول المستقلة حديثًا وتعزيز مكانتها الدولية.
ولكن رغم تحقيق الاستقلال السياسي، واجهت هذه الدول تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية جسيمة.
- ما ھي أسباب و مراحل تصفية الاستعمار؟
- ما ھي مشاكل العالم الثالث و جھود التغلب عليھا؟
- ماذا عن حركة عدم الانحياز وباقي التكتلات الإقليمية؟
أسباب ومراحل تصفية الاستعمار
دور الحرب العالمية الثانية في تصفية الاستعمار
أثرت الحرب العالمية الثانية بشكل كبير على الدول الاستعمارية، حيث أدت إلى:
- استنزاف مواردها الاقتصادية والبشرية والعسكرية، مما جعلها غير قادرة على الاحتفاظ بمستعمراتها.
- تفاقم الاستغلال الاستعماري، مما أدى إلى تصاعد الغضب في المستعمرات ونمو الحركات الوطنية.
- انتقال الحركات الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى النضال المسلح بعد فشل أسلوب المقاومة السلمية.
- ظهور توجهات دولية جديدة تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، خاصة مع تصاعد الصراع بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية اللذين تبنيا هذا المبدأ لإضعاف القوى الاستعمارية.
- اهتمام منظمة الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار، وإصدارها قرارًا بهذا الشأن سنة 1960.
- انعقاد مؤتمر باندونغ سنة 1955، الذي دعا إلى مناهضة الاستعمار ودعم حركات التحرر في إفريقيا وآسيا.
مراحل تصفية الاستعمار
مرت عملية تصفية الاستعمار بعدة مراحل، تميزت بتحقيق الاستقلال في مناطق مختلفة من العالم:
- المرحلة الأولى (1945-1947):
- استقلال سوريا ولبنان.
- استقلال بلدان شبه القارة الهندية بفضل النضال السياسي السلمي الذي قاده غاندي، والذي اعتمد على سياسة المقاطعة والاعتماد على الذات ونبذ العنف.
- المرحلة الثانية (1948-1954):
- استقلال ليبيا ومصر.
- استقلال فيتنام بعد مقاومة مسلحة قادها الزعيم هوشي منه، الذي اعتمد على حرب العصابات ضد القوات الفرنسية.
- المرحلة الثالثة (1955-1959):
- استقلال السودان والمغرب وتونس بعد تصاعد الكفاح الوطني.
- المرحلة الرابعة (1960-1966):
- استقلال معظم دول إفريقيا السوداء، بفضل كفاح الحركات الوطنية، التي كان من أبرز قادتها باتريس لومومبا في الكونغو.
- المرحلة الخامسة (1967-1975):
- استكمال استقلال الدول الإفريقية، بالإضافة إلى استقلال بعض دول الخليج العربي.
نتائج تصفية الاستعمار
أسفرت عملية تصفية الاستعمار عن:
- نشأة عدد كبير من الدول المستقلة، التي شكلت ما يعرف بالعالم الثالث.
- ظهور حركة عدم الانحياز، التي سعت إلى تحقيق استقلالية القرار السياسي للدول حديثة الاستقلال.
مشاكل العالم الثالث وجهود التغلب عليها
التحديات التي واجهتها دول العالم الثالث
بعد الاستقلال، وجدت دول العالم الثالث نفسها أمام عدة مشاكل، أبرزها:
- مشاكل اقتصادية:
- ازدواجية الفلاحة بين أساليب تقليدية وأخرى عصرية.
- ضعف التصنيع وعدم القدرة على تحقيق التنمية الاقتصادية.
- عجز الميزان التجاري بسبب الاعتماد الكبير على الاستيراد.
- تراكم الديون الخارجية والتبعية الاقتصادية للدول الكبرى.
- مشاكل اجتماعية:
- ارتفاع نسبة الفقر والأمية بين السكان.
- ضعف الخدمات الصحية وانتشار الأمراض وسوء التغذية.
- نقص الكوادر المؤهلة لإدارة الدول المستقلة حديثًا.
- مشاكل سياسية:
- عدم الاستقرار السياسي وكثرة الانقلابات العسكرية.
- التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية.
- النزاعات الحدودية بين الدول المستقلة حديثًا.
محاولات التغلب على هذه المشاكل
اتبعت بعض دول العالم الثالث سياسات تنموية لمواجهة التحديات التي تعاني منها، ومن أبرز هذه الجهود:
- “الثورة الخضراء” في المكسيك وشبه القارة الهندية: هدفت إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال تطوير الزراعة، وذلك عن طريق استخدام الحبوب المحسنة، والتقنيات الحديثة، ومشاريع الري الكبرى.
- التصنيع في بعض دول العالم الثالث: خلال الستينات والسبعينات، قامت دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل بتنفيذ استراتيجيات صناعية ناجحة، مما جعلها تنافس الدول الصناعية الكبرى.
حركة عدم الانحياز والتكتلات الإقليمية
حركة عدم الانحياز
نشأت حركة عدم الانحياز كاستجابة لرغبة دول العالم الثالث في الحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي، وعدم الانجرار وراء التنافس بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة.
نشأة الحركة وأهم مبادئها
- تأسست الحركة رسميًا خلال مؤتمر بلغراد سنة 1961، بفضل جهود قادة مثل جمال عبد الناصر (مصر)، جواهر لال نهرو (الهند)، وجوزيف تيتو (يوغوسلافيا).
- استندت الحركة إلى خمسة مبادئ رئيسية:
- اتخاذ موقف محايد من الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.
- عدم الانضمام إلى أي حلف عسكري.
- عدم توقيع اتفاقيات مع الدول الكبرى تؤدي إلى التبعية السياسية.
- عدم السماح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضي الدول الأعضاء.
- دعم حركات التحرر الوطني.
التكتلات الإقليمية في العالم الثالث
إلى جانب حركة عدم الانحياز، ظهرت عدة تكتلات إقليمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الثالث، ومن أبرزها:
- منظمة الوحدة الإفريقية (1963): تأسست لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية المستقلة، ومكافحة الاستعمار والتمييز العنصري.
- منظمة المؤتمر الإسلامي (1972): أنشئت لتعزيز التضامن بين الدول الإسلامية، والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- جامعة الدول العربية (1945): تهدف إلى تحقيق الوحدة العربية، وحماية المصالح المشتركة للدول العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك.
أهداف هذه المنظمات
- احترام مبدأ السيادة الوطنية والمساواة بين الدول الأعضاء.
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
- تسوية النزاعات بالطرق السلمية.
- دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها ومناهضة الاستعمار.
- تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول الأعضاء.
خاتمة
رغم حصولها على الاستقلال، لا تزال دول العالم الثالث تعاني من مشاكل التخلف الاقتصادي والتبعية للدول الكبرى. ومع ذلك، فإن الجهود التنموية ومحاولات التكامل الإقليمي تبقى وسائل هامة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.
تحميل درس تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث
لتحميل درس تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث اضغط على الرابط في الأسفل: