الوحدة المغربية عبر العصور

الثانية إعدادياللغة العربيةالوحدة المغربية عبر العصور

إذا نحن بحثنا في تاريخ المغرب، وجدنا أن الوطنية بمعنى الدفاع عن النفس والميل للحرية الفردية والاجتماعية صفة من أطهر الصفات التي امتاز بها المغاربة، في مختلف مراحل حياتهم وتجاربهم التاريخية.

فلم تقف أمة من الأمم في وجه الدولة المستعمرة، كمثل ما وقفته أمة المغرب في جميع عصورها. ولقد شهدت بلاد المغرب غزاة أجانب وهجرات من الشرق ومن الغرب، ولكنها استطاعت في كل الأوقات أن تحتفظ بمشخصاتها الوطنية، وتدمج في كيانها الفاتحين والمهاجرين حتى تغمرهم ذهنيتها وأخلاقها وعاداتها، وبذلك حفظت تبلورها الوطني، وكيانها المسدود في وجه كل غاصب مهما كانت قوته عظيمة.

وقديما أم المهاجرون الفنيقيون قرطاجة للتجارة، وانتشرت جاليتهم في البلاد وتمغربت، وامتزجت الحضارة السامية بالحضارة المغربية.

ولقد كانت الحرب الفنيقية الثانية عنوان الوطنية المتجسمة في أحدث صورها، إذا اجتمع المغاربة قاطبة تحت راية واحدة يذودون عن وطن محدود بحدوده الجغرافية التي يسدها البحر من كل جهاتها، فلا تنفتح إلا عن طريق الصحراء التي ورد منها إخفاء الفنيقيين، ليمهد من بعده للإسلام ووحدة اللسان العربي.

وهكذا تجد في تاريخ المغرب القديم صراعا مستمرا بين نفوذ العائلة اللاتينية والعائلة التي تسمى اليوم بالعربية. ولكننا نجد أن النصر كان دائما حليف هذه الحضارة العربية التي تكون الأساس الأصيل لحضارة البحر الأبيض المتوسط، ذلك الأساس الذي يعنى بالمادة بقدر ما يعنى بالروح، وذلك ما يساعد على تكييف الذهنية على مركب هذا الأساس الذي يحس بالقرابة الأصيلة بينه وبين سائر أنحاء العالم العربي.

على أن المغرب ظل دائما معتدا بوجوده الخاص، ناشدا مكانه تحت شمس العروبة والإسلام، غير راض أن يكون في مؤخرة القافلة العربية، أو بعيدا عن مركز القيادة منها. فالوطنية المغربية إرث قديم مبتوث في كل الآثار المغربية التي سلمت من عوادي الزمن. وإنك لتجد في كتب ابن جبير وابن خلدون، وفي شعر ابن هانئ، وغيرهم من الأدلة الواضحة على تمسك المغربي بوطنه وحبه لبلاده ما لا تجده في آثار الأمم المعاصرة لهم. وهذه الروح الوطنية هي التي دفعت بأمتنا الى الاستبسال والذود عن حياض الوطن طوال العصور، وصد كل الهجمات الاستعمارية.

علال الفاسي (الحركات الإستقلالية)، مطبعة الرسالة

يتكون العنوان من مركب وصفي “الوحدة المغربية” ومركب إضافي “عبر العصور”، وتدل هذه العبارات على موضوع وطني.

تشير إلى تعريف الوطنية وارتباطها بالمغاربة.

تؤكد على أن الوطنية المغربية إرث قديم، وترسخت أهميتها في الدفاع عن الوطن.

النص هو مقالة تفسيرية / حجاجية ذات طابع وطني.

حب المغاربة لوطنهم، ومظاهر التزامهم به عبر التاريخ.

  1. تشبث المغاربة بهويتهم ومواجهتهم للغزاة على مر العصور.
  2. مقاومة المغاربة للفينيقيين قديماً تحت راية وطنية واحدة كدليل على رسوخ الروح الوطنية.
  3. تأسيس الحضارة المغربية على الحضارة العربية الإسلامية.
  4. الانفتاح المغربي على الحضارات الأخرى مع حفاظه على الانتماء إلى الحضارة العربية الإسلامية.

      يتوافق المعجم الوطني مع الجزء الأول من العنوان “الوحدة المغربية”، بينما يتناسب المعجم التاريخي مع الجزء الثاني “عبر العصور”. ويوضح سيطرة المعجم التاريخي تركيز الكاتب على استعراض شواهد تاريخية لدعم فكرته عن الوطنية المغربية المتجذرة.

      يوضح علال الفاسي في هذا النص (الوحدة المغربية عبر العصور) حرص المغاربة على الحفاظ على وحدتهم الترابية وثقافتهم المحلية، مع التفاعل مع الحضارات الأخرى، كما يؤكد على دور الثقافة العربية الإسلامية في تشكيل هويتهم. واعتمد الكاتب على شواهد تاريخية لتوضيح فكرة الوطنية المغربية المتجذرة عبر العصور، مما يضفي مصداقية أكبر على طرحه.

      تتضمن هذه المقالة قيمتين، الأولى وطنية والثانية تاريخية. تتجلى القيمة الوطنية في صفة الوطنية الراسخة التي دفعت المغاربة للدفاع عن وطنهم في وجه كل الطامعين، بينما تتجلى القيمة التاريخية في تناول الكاتب لأحداث ومراحل تاريخية تثبت تشبث المغاربة بوطنيتهم عبر الزمان.

لتحميل درس الوحدة المغربية عبر العصور مادة اللغة العربية للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version