النظر والتفكر سبيل العلم والإيمان

الثانية باكالورياالتربية الإسلاميةالنظر والتفكر سبيل العلم والإيمان

       يُعَدُّ النظر والتفكر من أعظم العبادات العقلية التي أمر بها الله تعالى في كتابه الكريم، ودعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة. فالتأمل في مخلوقات الله والتمعن في آياته في الآفاق والأنفس سبيلٌ إلى ترسيخ الإيمان، وتقوية العلاقة بالله عز وجل، وبلوغ مراتب العلم واليقين.

فما هو مفهوم النظر و التفكر؟ وما هي مجالاته ومقاصده؟ وكيف يساهم في ترسيخ الإيمان وتطوير العلوم؟

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) ﴾

سورة يس

قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَم يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53)﴾

سورة فصلت

      يشمل التأمل في الكون الواسع بما فيه من سماء وأرض ونجوم وكواكب وكائنات حية. وقد أمرنا الله بالتدبر في خلق السماوات والأرض، كما جاء في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾
(سورة آل عمران: 190)

يحث الإسلام على التأمل في خلق الإنسان، لأن الإنسان آية من آيات الله، كما في قوله تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ ﴾
(سورة الروم: 7)

ويشمل ذلك:

       يساهم التأمل في خلق الله في تحقيق تطور علمي كبير، حيث يساعد العلماء على اكتشاف قوانين الكون والاستفادة منها في تطوير التكنولوجيا والطب والهندسة. وكلما ازدادت معرفة الإنسان بالكون، ازداد إيمانه بالله، كما قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ (سورة فاطر: 28)

فالتفكر وسيلة تجمع بين العلم والدين، وتقود الإنسان إلى فهم أعمق لعظمة الخالق.

       يعتقد البعض أن العبادة تقتصر على الصلاة والصيام، لكن الإسلام جعل التأمل في خلق الله عبادة عقلية لا تقل أهمية عن العبادات الأخرى. يقول الإمام الغزالي:

“ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل ( (إحياء علوم الدين، ج 4، ص 234)

مما يدل على أن التفكر هو مفتاح العلم والإيمان والعمل الصالح.

        يُعتبر النظر والتفكر في آيات الله من أعظم العبادات التي تزيد الإيمان، وتُرسخ العلم، وتقوِّي الارتباط بالخالق. وهو السبيل إلى فهم أسرار الكون والوجود، كما أنه يؤدي إلى تطوير العلوم والاكتشافات النافعة للبشرية. لذا، يجب على المسلم أن يجعل التفكر عادة يومية، لأن كل نظرة في خلق الله تزيده إيمانًا ويقينًا بعظمة الخالق سبحانه وتعالى.

لتحميل درس النظر والتفكر سبيل العلم والإيمان للسنة الثانية باكالوريا اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version