النص القرائي عبقرية الخط العربي

الثالثة إعدادياللغة العربيةعبقرية الخط العربي

       يعتبر الخط العربي فنا من الفنون الزخرفية، وهو أكثرها أصالة وانتشارا. وليست الزخرفة في الخط العربي مقصودة لذاتها، بل إنها تجريدية رمزية تتصل باللغة ذاتها. وبما أن الإسلام لم يقر الفنون التصويرية والنحتية، فإن الخط العربي كان معبرا ومعوضا كذلك عن الرغبة في التعبير عن الذات.

      وإذا كانت اللغة العربية لغة إيحاء بما في كلماتها من ذبذبة وروحية، فإنها تفرض ذلك على الشكل الفني للخط العربي، إذ إنه يحقق للروح السمو والطهارة التي تحققها الكلمة العربية أيضا، فالخط العربي هو تعبير وصورة صادقة للإحساس الجمالي في الكلمة العربية الموسيقية، والتي تتألف في صياغتها التعبيرية على أسس هندسية لا يمثلها الخط العربي نفسه.

         وقد تفنن العرب في كتابة الخط وصياغته مما جعله قطعة فنية رائعة ومقدسة أيضا، فالخط العربي ليس بصورة جامدة، وإنما هو حركي فيه إيقاع وسكون تتخلله ظفائر وزهريات مستمدة من جمال الطبيعة، وهو يشبه الشعاع الضوئي عندما يتوجه إلى قلب الإنسان ليعطيه قوة الوجدان والإحساس، وينقل إليه الإيحاءات الكامنة في اللغة العربية. والخط العربي خط صوتي ذو إيقاع وإلهام، يخاطب القلب، ويفضي إليه بالمعارف الخارجية، ليتصل بالوجدان والعقل معا. والخطوط العربية كلها تعكس هذا التحليل الدقيق، فالكوفي جماله في الاستقرار، والنسخي في الحركة، والجوهر في السيولة، والفارسي في الزخرفة اللؤلئية. على أن الخط العربي بصفة عامة يرمز إلى شجرة الخليقة، فالحروف المتضامة في كلمة تشبه الغصن، والكلمة في جمل تشبه فروع الشجرة.

       وربما كان من خصائص الفن الإسلامي أنه يستعمل الحروف العربية عنصرا للزخرفة، وذلك لطبيعة الحرف العربي الذي يتميز بجماله ورشاقته ومرونته، كما أنه ذو قابلية للتشكيل والتصنيف. فالحرف العربي بطبيعته يستوعب عناصر الرسم الفني، لما فيه من قوة الانسجام مع بعضه، وتناسق مجموعته الحرفية ذات الرشاقة والجمال الأخاذ، إذ أنه مستوحى من جمال الطبيعة، وما فيها من نبات دقيق وأغصان مورقة وألوان هادئة.

         ومن نافلة القول أن نسجل ظاهرة كتابة الحرف العربي في كل التحف الفنية من كؤوس وأباريق وخزف وديباج وسجاد، وغير ذلك، بل إن متاحف أوروبا تحتفظ بالتحف الفنية مكتوبة بالحرف العربي، إذ أن صناعة نسيج الحرير كانت متأثرة بالحرف العربي في صياغة الصور والزخارف.

حسن السائح، مجلة دعوة الحق (غشت 1980) – بتصرف.

بطاقة التعريف بالكاتب حسن السائح:

يندرج النص ضمن المجال الفني الثقافي، حيث يتناول فن الخط العربي كإبداع ثقافي وفني أصيل.

النص عبارة عن مقالة تفسيرية ذات بُعد فني وثقافي تهدف إلى إبراز جماليات الخط العربي وأبعاده الحضارية.

      بناءً على المؤشرات الخارجية للنص، يمكن افتراض أن النص يتحدث عن جماليات الخط العربي، مراحل تطوره، أنواعه المختلفة، وأثره في الثقافة والفنون الإسلامية والعالمية.

       النص يبرز عبقرية الخط العربي من خلال تسليط الضوء على خصائصه الجمالية، قيمه الروحية، ودوره في الزخرفة والفنون الإسلامية والعالمية، مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة.

أدلة دينية:

أدلة تاريخية:

أدلة فنية:

       الخط العربي يُعد فناً زخرفياً مميزاً يعبر عن الهوية الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي. بفضل خصائصه الجمالية ومرونته الفائقة، اكتسب الخط العربي مكانة عالمية، حيث استُخدم في زخرفة المساجد، التحف الفنية، وصناعة النسيج. كما أنه يُعبر عن إحساس عميق بالروحانية، مما جعله مؤثراً في الفنون الأخرى، سواء داخل العالم العربي أو خارجه. عبقرية هذا الخط تكمن في كونه أكثر من مجرد وسيلة للكتابة، بل فناً يعبر عن الإبداع الإنساني في أبهى صوره.

لتحميل درس النص القرائي عبقرية الخط العربي للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version