الثانوي الاعدادي

المغرب القديم الممالك الأمازيغية ومقاومة الرومان

الأولى إعداديالاجتماعياتالمغرب القديم الممالك الأمازيغية ومقاومة الرومان

     شهدت منطقة شمال إفريقيا تاريخاً طويلاً من الصراع بين القبائل الأمازيغية والاحتلالات الأجنبية، حيث تنافست الممالك الأمازيغية مع القوى العظمى في ذلك الوقت، وأبرزها القرطاجيون والرومان، إلى أن انتهى الأمر بسيطرة الرومان على المنطقة بعد معارك متواصلة.

  • فما هو التسلسل التاريخي لتطور هذه الممالك الأمازيغية؟
  • وكيف نجح الأمازيغ في مقاومة الاحتلال الروماني والتخلص منه؟

        كانت منطقة شمال إفريقيا قبل الغزو الروماني مأوى للقبائل الأمازيغية، التي أطلق عليها الإغريق والرومان عدة أسماء، مثل الليبيين، والنوميديين، والموريين. ومع وصول الرومان، تم تقسيم المنطقة إلى موريطانيا القيصرية وموريطانيا الطنجية. وشهدت تلك الفترة بروز مملكتين أمازيغيتين أساسيتين: مملكة نوميديا، التي أسسها ماسينيسا عام 202 ق.م، ومملكة موريطانيا التي بدأ حكمها باخوس الأول في 118 ق.م. وقد تعرضت المملكتان للاحتلال الروماني في حوالي سنة 40 م.

       بدأت مملكة نوميديا تحت حكم ماسينيسا (202 – 148 ق.م) ثم انتقلت إلى خلفائه، مثل مسيبسا (148 – 142 ق.م) ويوغرطة (108 – 105 ق.م) وغيرهم حتى وصول جوبا الأول. أما مملكة موريطانيا فقد حكمها باخوس الأول، ثم انقسمت بعد وفاته إلى موريطانيا الشرقية بقيادة باخوس الثاني، وموريطانيا الغربية بقيادة بوغود. وبعد تعرضها لاحتلال روماني قصير، توحدت تحت حكم جوبا الثاني (25 ق.م – 23 م)، الذي تلقى تعليمه في روما وبرز كعالم ومؤلف، ودرس كذلك للإمبراطور يوليوس قيصر. غير أن ابنه بطليموس، الذي وسع حدود المملكة وقضى على ثورة تاكفاريناس (16م – 24م)، أثار قلق الإمبراطور كاليغولا، مما أدى إلى اغتياله في 40 م وتقسيم مملكة موريطانيا إلى طنجية وقيصرية، ومن هنا بدأ الاحتلال الروماني للمغرب القديم.

      توحدت موريطانيا في عهد جوبا الثاني، واتخذ عاصمتين هما تيباسا ووليلي لتثبيت حكمه. ومع استقرار الأوضاع، تزايدت طموحات روما تجاه المنطقة، خصوصاً بعد أن برزت سياسة بطليموس التوسعية. وكانت ثروات المغرب القديم من المعادن الثمينة والمحاصيل الزراعية أحد الأسباب الرئيسية لاهتمام الرومان بالسيطرة عليه. وبالفعل، عملت الإمبراطورية الرومانية على فرض حكمها واستغلال موارد المنطقة الاقتصادية، حيث ركزت على فرض الضرائب واستخدام المنطقة كقاعدة لتوفير الغذاء لروما وسوق لتجارة منتجاتها.

      انطلقت مقاومة الأمازيغ للاحتلال الروماني منذ بداياته الأولى، حيث اندلعت سلسلة من الثورات لمواجهة الرومان الذين اغتالوا بطليموس وفرضوا تقسيمات إدارية جديدة. بدأت الثورة الأولى مع وزير بطليموس، أيدمون، في الفترة من 40 إلى 43 م، وتلتها ثورات أخرى مثل ثورة موريطانيا الطنجية عام 180 م، وثورة إفريقيا الرومانية بين عامي 235 و284 م، وأخيراً الثورة الدينية بقيادة القس دوناتوس في 429 م، التي شكلت خطوة حاسمة نحو استعادة الاستقلال في 429 م.

       بعد سلسلة من الصراعات مع ملوك الأمازيغ أمثال ماسينيسا ويوغرطة، تمكن الرومان من بسط سيطرتهم على المغرب القديم. ومع ذلك، أدت سياسات الاستغلال التي انتهجتها روما إلى تزايد نقمة الأمازيغ، مما ساهم في اندلاع المقاومة ضد الاحتلال، وصولاً إلى تحقيق الاستقلال.

لتحميل درس المغرب القديم الممالك الأمازيغية ومقاومة الرومان للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى