الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف

الأولى باكالورياالتربية الإسلاميةالكفاءة والاستحقاق أساس التكليف

       في سياق حديث بين مجموعة من الأصدقاء بعد خوضهم لمباراة توظيف، عبّر أحدهم عن ثقته بالنجاح بناءً على تدخل والده لدى بعض كبار المسؤولين، مما أثار تعليقات متباينة بين زملائه. ففي حين عبر أحدهم عن تمنياته بأن يكون له نفس الحظ، أبدى الآخر رفضه، معتبرًا هذا السلوك غشًا، مؤكداً أن المناصب يجب أن تسند لأصحاب الكفاءة والاستحقاق. غير أن رأيه قوبل بالسخرية، حيث قيل له بأن الزمان قد تغير، وأن الذكاء يكمن في انتهاز الفرص المتاحة.

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ  ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ۝ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.

[سورة يوسف، الآيات: 54 –  57]

ورد في المادة الرابعة من القانون التنظيمي رقم 12 – 02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا لأحكام الفصلين 49 و92 من دستور المملكة المغربية (2011)، ما يلي: «تطبيقا لأحكام الفصل 92 من الدستور تحدد كما يلي مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا المشار إليها في الفقرة الثانية من المادة الأولى أعلاه:

مبادئ التعيين:

        –    تكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية والمساواة في وجه جميع المرشحات والمرشحين.

معايير التعيين:

        –    التوفر على مستوى عال من التعليم والكفاءة اللازمة.

        –    التحلي بالنزاهة والاستقامة …”.

[القانون التنظيمي رقم 12 – 02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا]

  1. صفات استحقاق يوسف عليه السلام للمنصب: نال يوسف عليه السلام المنصب بفضل صفاته مثل الأمانة (الحفظ) والعلم (الكفاءة).
  2. مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا: تتضمن تكافؤ الفرص، الاستحقاق، الشفافية، والمساواة.

التكليف يعني إلزام الشخص بالقيام بأعمال معينة وفقًا لأوامر الشرع، حيث يكون الإنسان ملزمًا باتباع تعاليم وأوامر الله التي تأتي عبر الرسول ﷺ.

     تُعتبر المسؤولية في الإسلام تكليفًا لا تشريفًا، مما يعني أن الشخص المُكلف يتحمل عبئًا ثقيلًا ويتوجب عليه الالتزام بواجباته. قال ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، و«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

الكفاءة هي القدرة على أداء عمل بشكل جيد وكفاءة، وهي مرتبطة بمدى حسن استخدام الموارد المتاحة لتحقيق الأداء الأمثل.

يعني الأهلية للحصول على وظيفة أو منصب بناءً على الجدارة، حيث يجب أن يكون الفرد مؤهلًا لتحقيق النجاح في المسؤوليات الموكلة إليه.

       تتطلب المناصب الحساسة والوظائف العليا اجتماع الكفاءة والاستحقاق معًا، حيث لا يصح تولي المهام إلا لمن يتمتع بهاتين الصفتين. وبدونهما تنتشر المحسوبية والرشاوى ويحل الخراب. قال ﷺ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».

      ينبغي لأهل الكفاءة والخبرة أن يتصدروا المسؤوليات، حيث إن الكفء قادر على أداء العمل بإخلاص وإتقان، وهو ما عبّر عنه يوسف عليه السلام في قوله: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾.

لتحميل درس الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف الأولى باكالوريا اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version