القرآن والصيام شفيعان

الثانية إعدادي

التربية الإسلامية

القرآن والصيام شفيعان

عاد خالد من سفره رفقة صديقه أحمد، وبينما كانا يمران بأحد الأزقة، توقف خالد فجأة وهو يقول: “إني أسمع صوت تلاوة القرآن يتردد من بيت جارنا المريض”. فاستغرب أحمد وسأله قائلاً: “وكيف عرفت أنه توفي؟” فأجابه خالد: “إن تلاوة القرآن في مثل هذا السياق علامة على حصول وفاة، فالناس اعتادوا تلاوة القرآن عند موت أحدهم”.
فقال أحمد: “سبحان الله، ما أعظم القرآن، يُتلى في الحياة والممات”. فرد خالد: “ليس هذا فحسب، بل إن القرآن يوم القيامة يشفع لمن كان له رفيقًا في الدنيا”.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه.
ويقول القرآن: إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان”

رواه مسلم

عبد الله بن عمرو بن العاص: هو أحد الصحابة الكرام، كان من أوائل من أسلم من شباب قريش، وأسلم قبل والده عمرو بن العاص. اشتهر بحرصه على العلم وخاصة الحديث النبوي الشريف، حيث كان ممن أذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الحديث. عُرف بكثرة عبادته وتقواه وبكائه من خشية الله. توفي سنة 65 هـ.

يبين لنا الحديث الشريف أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، وذلك لما لهما من أثر في تهذيب النفس وضبط السلوك وتقوية الصلة بالله، فيرجوان من الله أن يغفر للعبد ذنوبه ويجزيه على حسن عمله.

القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، أنزله لهداية الناس وتنظيم حياتهم. وتلاوته ليست مجرد ألفاظ تقرأ، بل لها مقاصد عظيمة، منها:

  1. الهداية: فهو نور يرشد الناس إلى الصراط المستقيم.
  2. الإعجاز: فهو معجزة خالدة في بلاغته وأسلوبه وتشريعاته.
  3. العلم بأحكامه وقيمه: فهو مصدر رئيسي للعقيدة والشريعة والأخلاق.
  4. التعبد بتلاوته: لأن قراءته عبادة يؤجر عليها المؤمن.
  5. اكتساب المعرفة: من خلال تدبر معانيه وتعلم سنن الله في الخلق.
  1. الحرص على التلاوة المنتظمة، خصوصًا في أوقات الصفاء مثل الليل.
  2. تعظيم مكانة القرآن في القلب، والاعتراف بعظمته وأثره.
  3. مدارسة القرآن وتدبر معانيه، وفهم مراد الله من آياته.
  4. العمل بما جاء فيه، وتحكيمه في جميع مناحي الحياة.

الصيام عبادة عظيمة شرعها الله لتزكية النفس وتهذيبها، وتحقيق مقاصد عدة منها:

  1. التحلي بالتقوى: وهي أعظم ثمار الصيام، حيث يتعلم الإنسان مراقبة الله في السر والعلن.
  2. تزكية النفس: بالصبر على ترك المألوف والمحبوب، مما يطهر القلب من الأهواء.
  3. تربية النفس على الانضباط والامتثال: وذلك بالتحكم في الشهوات والميول.
  4. حفظ الصحة: بالتقليل من الأكل وتنظيم العادات الغذائية.
  1. الامتناع الكامل عن المفطرات، سواء المادية كالطعام والشراب، أو المعنوية كالغيبة والنميمة.
  2. الالتزام بشروط الصيام وأدابه، وعدم إفساده بسوء السلوك.
  3. تحقيق أهداف الصيام، مثل التزكية والتقوى والتسامح، واجتناب المعاصي.

القرآن والصيام هما رفيقان للعبد في الدنيا، ويكونان سببًا في شفاعته يوم القيامة إن هو أحسن صحبتهما، بالتلاوة والعمل والتزكية والتقوى. فلنحرص على دوام قراءتهما والتخلق بأخلاقهما حتى نُرجى شفاعتهما يوم العرض على الله.

لتحميل درس القرآن والصيام شفيعان للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version