| الثانية باكالوريا | الإجتماعيات | العولمة المفهوم، الآليات والفاعلون |
العولمة المفهوم، الآليات والفاعلون
محتويات
تمهيد إشكالي
العولمة تُعتبر مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية، حيث تهدف إلى إزالة الحواجز والقيود الجمركية، مما يتيح للشركات التجارية والصناعية فرصة لترويج منتجاتها بحرية في الأسواق العالمية. العولمة ظاهرة شاملة متعددة الأبعاد تطال مختلف جوانب الحياة المعاصرة، وتتحكم فيها عدة آليات اقتصادية وتقنية، يقودها فاعلون من مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية.
فما هو مفهوم العولمة؟
وما هي الآليات المستخدمة في إدارة المجال العالمي؟
ومن هم الفاعلون الرئيسيون فيها؟
وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟
مفهوم العولمة وأبعادها
مفهوم العولمة
العولمة هي ترجمة لمصطلح “Globalisation”، والذي يعني تعميم شيء معين وجعله عالميًا. من الناحية الاصطلاحية، تشير العولمة إلى عملية اقتصادية تتوسع لتشمل أيضًا الأبعاد السياسية، الاجتماعية، والثقافية. نشأت هذه الظاهرة كجزء من النظام العالمي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبروز الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على الساحة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت العولمة في تراجع سيادة الدول بشكل كامل على شعوبها واقتصاداتها.
أبعاد العولمة
- البعد الاقتصادي: يتمثل في سيادة النظام الرأسمالي واندماج الأسواق العالمية وزيادة حركة رؤوس الأموال، بالإضافة إلى تزايد التكتلات الاقتصادية العالمية.
- البعد الثقافي والفلسفي: يتمثل في هيمنة ثقافة الدول المتقدمة، مما يؤدي إلى تلاشي الخصوصيات الحضارية المحلية وإشاعة القيم الرأسمالية.
- البعد التاريخي: العولمة هي مرحلة متقدمة من تطور الرأسمالية، خصوصًا بعد انتهاء الحرب الباردة.
- البعد التكنولوجي: الثورة التكنولوجية التي تشمل النقل والمواصلات والإنتاج، مما أدى إلى تقلص المسافات الجغرافية وتسهيل التواصل العالمي.
- البعد الجغرافي: تزايد الترابط بين الاقتصاد العالمي والمحلي، مما أدى إلى ظهور اقتصاد عالمي مترابط يشمل مختلف الأقاليم.
آليات العولمة
الآليات الاقتصادية
تتضمن تحرير التجارة الدولية، بما في ذلك إزالة الحواجز الجمركية وفتح الأسواق أمام السلع والخدمات الأجنبية. كما تشمل خصخصة القطاعات الإنتاجية، تحرير أسعار الفائدة، وتفعيل المبادرة الحرة للشركات والأفراد.
الآليات التقنية
تشمل التطور الهائل في وسائل المواصلات مثل النقل الجوي والبري والبحري، مما أدى إلى تسهيل حركة البضائع والأفراد. إضافة إلى الثورة التكنولوجية في وسائل الاتصال مثل الإنترنت والأقمار الصناعية، التي سهلت تبادل المعلومات وزادت من سرعة انتشار الأخبار.
القوى الفاعلة في العولمة
الفاعل الاقتصادي
- الشركات متعددة الجنسيات: التي تتحكم في السوق العالمية وتفرض قوانينها الاقتصادية الخاصة، مما يسمح لها بالتوسع والانتشار.
- المدن العالمية: المدن التي تحتضن المراكز المالية الكبرى مثل بورصات طوكيو، لندن، ونيويورك، حيث تتم المعاملات المالية الكبرى.
- المستثمرون: الذين يسعون إلى الاستثمار على المستوى العالمي بحثًا عن الفرص الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
الفاعل المؤسساتي
- القوى الاقتصادية العظمى: والتي تشمل الدول الثماني الكبرى مثل الولايات المتحدة، اليابان، وألمانيا.
- صندوق النقد الدولي: مؤسسة مالية تعمل على مراقبة السياسات الاقتصادية والمالية على مستوى العالم.
- المنظمة العالمية للتجارة: تسعى إلى تحرير التجارة العالمية وتعزيز اندماج الدول في الاقتصاد العالمي.
- البنك الدولي: مؤسسة تمول المشاريع الاقتصادية في الدول النامية وتساعدها على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية.
الفاعل الاجتماعي
يشمل المنظمات غير الحكومية المناهضة للعولمة، مثل “المنتدى الاجتماعي العالمي” و”حركة أطاك“، التي تعارض العولمة الاقتصادية وتأثيرها على الدول النامية.
التمييز بين إيجابيات ومخاطر العولمة
إيجابيات العولمة
توفر العولمة فرصًا كبيرة للدول النامية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتطور، خاصة إذا كانت هذه الدول تتبنى أنظمة سياسية ديمقراطية. كما تعزز العولمة المنافسة وتفتح الأسواق أمام السلع والخدمات، مما يساهم في تحسين القطاعات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة.
مخاطر العولمة
تشكل العولمة خطرًا على اقتصاديات الدول النامية، حيث يؤدي تحرير التجارة إلى تراجع الصناعات الوطنية أمام الشركات الكبرى العالمية. كما تعزز العولمة التبعية الاقتصادية للدول المتخلفة وتؤدي إلى استفحال الفوارق الاجتماعية والثقافية.
خاتمة
يمكن القول أن العولمة تقدم فرصًا لتنمية اقتصاديات الدول المتقدمة، لكنها في المقابل تجعل الدول النامية أكثر عرضة للتبعية الاقتصادية وتفقدها القدرة على التحكم في أوضاعها الاقتصادية.
تحميل درس العولمة المفهوم، الآليات والفاعلون
لتحميل درس العولمة المفهوم، الآليات والفاعلون السنة الثانية باكالوريا اضغط على الرابط في الأسفل: