| الثانية باكالوريا | الفلسفة | الشخص |
مجزوءة الوضع البشري : الشخص الثانية باكالوريا
محتويات
الطرح الإشكالي
الحديث عن الشخص هو حديث عن الذات أو الأنا، والشخص يمثل مجموعة السمات المميزة للفرد الذي يشترك مع الآخرين في كونه كيانًا نفسيًا واجتماعيًا، بينما يتميز عنهم في جوانب أخرى. غير أن هوية الشخص ليست معطى جاهزًا، بل هي نتاج تفاعل بين عناصر بيولوجية، نفسية، واجتماعية، مما يثير تساؤلات فلسفية حول مفهوم الشخص:
- ما هي هوية الشخص؟
- أين تكمن قيمته؟
- هل الشخص حر في تصرفاته أم خاضع لضرورات حتمية؟
المحور الأول: الشخص والهوية
الهوية والشعور
وفقًا لـ”جون لوك”، تتمثل هوية الشخص في كونه كائنًا عاقلاً قادرًا على التفكير والتأمل، ويشكل الشعور بالأفعال الشخصية أساس الهوية. فلا يمكن فصل الشعور عن الفكر، لأن الإنسان لا يعرف أنه يفكر إلا من خلال شعوره بهذا الفكر. وكلما امتد هذا الشعور إلى الأفعال والأفكار الماضية عبر الذاكرة، تزداد هوية الشخص امتدادًا واستمرارية. وهكذا، يتأسس الشعور بالذات كعامل رئيسي لتحديد الهوية الشخصية واستمراريتها.
الهوية والإرادة
من منظور “آرثر شوبنهاور”، رغم تغيرات الجسم مع مرور الزمن، يبقى الشخص يشعر بهوية ثابتة في داخله. شوبنهاور يعارض الربط بين الهوية والجسم لأنه يتغير، ويركز بدلاً من ذلك على الإرادة باعتبارها العنصر الثابت. فالإرادة تمثل القوة الداخلية التي تحدد هوية الشخص، وهي ما يجعله يشعر بأنه نفسه عبر الزمن، رغم غياب الذاكرة أحيانًا.
المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
قيمة الشخص في ذاته
” إيمانويل كانط” يرى أن الشخص، بوصفه كائنًا عاقلًا، يمتلك قيمة مطلقة باعتباره غاية في حد ذاته، ولا يجب أن يُستخدم كوسيلة لتحقيق أهداف أخرى. فالأشياء غير العاقلة لها قيمة نسبية بناءً على الحاجة إليها، بينما الشخص يمتلك قيمة أخلاقية تجعله غاية مطلقة.
قيمة الشخص والجماعة
وفقًا لـ”جورج غوسدورف”، فإن قيمة الشخص لا تتحدد فقط باستقلاله الفردي، بل أيضًا في تفاعله مع الجماعة. فالفرد عبر التاريخ عاش دائمًا في إطار جماعات مثل الأسرة والعشيرة، مما يجعل قيمته مرتبطة بتعايشه وتفاعله مع المجموعة البشرية.
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
الشخص والضرورة
يرى “سيغموند فرويد” أن الشخص يخضع لضرورات نفسية متعددة تتجلى في الصراعات بين “الهو” (الدوافع الغريزية) و”الأنا الأعلى” (المعايير الأخلاقية) والعالم الخارجي. يتعين على “الأنا” التعامل مع هذه الضغوط، مما يجعل الشخص ليس حرًا بالكامل في تصرفاته، بل يخضع لتأثيرات هذه القوى.
الشخص والحرية
من منظور “جان بول سارتر“، الإنسان كائن حر بطبيعته، ويحدد هويته من خلال أفعاله واختياراته. فهو يوجد أولاً ثم يختار كيفية تشكل مستقبله، وهذا الاختيار هو ما يجعله قادرًا على تجاوز الظروف المحددة له.
استنتاجات عامة
- هوية الشخص ليست معطى بسيطًا، بل هي نتاج لمجموعة من الخصائص الجوهرية مثل الشعور، والعقل، والإرادة.
- قيمة الشخص تتجلى في كونه غاية في حد ذاته، وفي علاقته بالجماعة التي تساهم في تشكيل هويته وقيمته.
- الشخص يخضع لضرورات مختلفة، لكنه يمتلك في الوقت نفسه حرية تمكنه من تعديل هذه الضرورات وتوجيه حياته وفقًا لاختياراته.
تحميل درس الشخص الثانية باكالوريا
لتحميل درس الشخص الثانية باكالوريا مادة الفلسفة اضغط على الرابط في الأسفل: