الثانوي الاعدادي

الزكاة أحكامها ومقاصدها: الغايات والوظائف التنموية

الثالثة إعداديالتربية الإسلاميةالزكاة أحكامها ومقاصدها: الغايات والوظائف التنموية

         كان عمك معروفًا بين الناس بسعة رزقه وكثرة أمواله، لكنه رغم ذلك يُعرف ببخله الشديد ورفضه أداء الزكاة، ويعلل ذلك بأن المال حصيلة جهده وكده، ولا يرى من المنطقي أن يشاركه فيه أحد. عندما نصحته بوجوب الزكاة، قلت له: “المال مال الله، وقد استخلفك فيه، والزكاة حق الفقراء والمحتاجين، تضمن لهم العيش الكريم”، أجابك متحججًا: “أنا لست مسؤولًا عنهم، بل الدولة هي التي يجب أن تتكفل بهم، ثم إن الزكاة قليلة لا تُغني فقيرًا ولا تقضي على الفقر. على الفقير أن يعمل ويرتقي بمجهوده”.

أمام هذا التصور الخاطئ، كيف توضح له مكانة الزكاة في الإسلام وغاياتها الاجتماعية والتنموية؟

قال تعالى :«آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ»

سورة الحديد الآية 7

قال تعالى :«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»

سورة التوبة الآية 103

أَتَى رَجُل مِنْ بَنِي تَمِيم إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي ذُو مَال كَثِير وَذُو أَهْل وَوَلَد وَحَاضِرَة فَأَخْبِرْنِي كَيْف أُنْفِق وَكَيْف أَصْنَع؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” تُخْرِج الزَّكَاة مِنْ مَالِك إِنْ كَانَ فَإِنَّهَا طُهْرَة تُطَهِّرك وَتَصِل أَقْرِبَاءَك وَتَعْرِف حَقّ السَّائِل وَالْجَار وَالْمِسْكِين” فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَقْلِلْ لِي ؟ قَالَ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقّه وَالْمِسْكِين وَابْن السَّبِيل وَلَا تُبَذِّر تَبْذِيرًا فَقَالَ حَسْبِي يَا رَسُول اللَّه إِذَا أَدَّيْت الزَّكَاة إِلَى رَسُولك فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” نَعَمْ إِذَا أَدَّيْتهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْت مِنْهَا وَلَك أَجْرهَا وَإِثْمهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا ”

أخرجه الإمام أحمد

الإمام أحمد بن حنبل:
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أحد أئمة المذاهب الأربعة في الفقه الإسلامي، وُلد ببغداد سنة 164هـ ونشأ يتيمًا، عُرف بعلمه الغزير وصبره أثناء محنة القول بخلق القرآن في عهد الخليفة المأمون. توفي ببغداد سنة 241هـ عن عمر يناهز 77 سنة.

المصطلحالمعنى
صدقةالزكاة المفروضة أو كل ما يُتقرّب به إلى الله تعالى من مال.
تُطَهِّرهمتزيل عنهم الذنوب والبخل والشح.
تُزَكِّيهمتنمّي نفوسهم وأموالهم، وتزيد بركتها.
صَلِّ عليهمادع لهم بالبركة والرحمة.
  • الآية الأولى تؤكد أن من آمن بالله ورسوله وأنفق مما استخلفه الله فيه، له أجر عظيم.
  • الآية الثانية تُبيِّن الحكمة من الزكاة، فهي تطهّر النفس من البخل والذنوب، وتزكي المال وتنميه.
  • الحديث الشريف يبرز الغايات الاجتماعية والنفسية للزكاة، ويُحدد بعضًا من وجوه صرفها، كالقرابة والمساكين.
  1. نيل رضى الله تعالى وتحقيق الأجر والثواب.
  2. أداء ركن من أركان الإسلام، والتقرب إلى الله تعالى.
  3. شكر الله على نعمة المال، والتصرف فيه وفق مرضاته.
  4. تطهير نفس المزكي من البخل والشح، وتطهير نفس الفقير من الحقد والحسد.
  5. إشاعة المحبة والألفة بين الفقراء والأغنياء.
  6. تحرير الإنسان من عبودية المال.
  7. إرساء قيم التكافل والتضامن داخل المجتمع.
  8. ضمان العيش الكريم للفقراء والمحتاجين.
  9. تقليص الفوارق الاجتماعية والحد من مظاهر التسول والجريمة.
  10. تنمية المال وتزكيته بالبركة والمضاعفة.
  11. إخراج المال من الركود إلى الاستثمار والإنتاج.
  12. الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية.

لكي تؤتي الزكاة ثمارها المرجوة في إصلاح الفرد والمجتمع، ينبغي:

  • أن تُجمع وتُصرف تحت إشراف الدولة ومؤسساتها المختصة.
  • أن تُوجَّه إلى مستحقيها الحقيقيين، وهم الأصناف الثمانية الذين ذكرهم القرآن.
  • أن تُعطى بنية خالصة لوجه الله، لا من أجل مصلحة أو شهرة.
  • أن تُوزع بطريقة منتظمة تكفل للمحتاجين قوتهم السنوي، وتقيهم الحاجة.
  • أن تُعطى للمحتاج القادر على العمل والاستثمار دفعة تُعينه على إطلاق مشروع منتج.

لتحميل درس الزكاة أحكامها ومقاصدها: الغايات والوظائف التنموية للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى