الدعم التربوي: مفهومه وأنواعه
جدول المحتويات
تُعدّ العملية التعليمية رحلةً مُثيرةً تُثري المعرفة وتُنمي المهارات لدى التلاميذ، ولكنّ هذه الرحلة قد تواجه بعض التحديات التي قد تُعيق تقدّم بعض التلاميذ وتُؤثّر على تحصيلهم الدراسي.
و هنا يأتي دور “الدعم التربوي” كرافعةٍ أساسيةٍ لِتقديم المساعدة والدعم اللازمين لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم لِمُساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات و تحقيق أقصى استفادةٍ من تعليمهم.
ما هو الدعم التربوي؟
يُعرّف الدعم التربوي على أنّه مجموعةٌ من الإجراءات و الخدمات المُخصصة لِتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم لِمساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات و تحقيق أهدافهم التعليمية.
و يهدف الدعم التربوي إلى تعزيز قدرة التلاميذ على التعلم والاستفادة من المناهج الدراسية و المشاركة الفعّالة في الأنشطة التعليمية و تحقيق النجاح الدراسي.
أهمية الدعم التربوي
- تحسين التحصيل الدراسي: يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على تحسين تحصيلهم الدراسي من خلال تقديم المساعدة والدعم اللازمين لهم لتجاوز صعوبات التعلم. و ذلك من خلال * توفير برامج تعليمية مُكثفةٍ تُلبي احتياجات التلاميذ الفردية. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ. * تقييم تقدّم التلاميذ بشكلٍ دوريٍّ وتعديل الخطط التعليمية حسب الحاجة.
- تعزيز الثقة بالنفس: يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإيمانهم بقدراتهم على التعلم والنجاح. و ذلك من خلال * توفير بيئة تعليمية آمنة و إيجابية تُشجّع التلاميذ على المشاركة و التعبير عن آرائهم. * التركيز على نقاط القوة لدى كلّ تلميذ و تشجيعه على تطويرها. * الاحتفاء بإنجازات التلاميذ و تقدير جهودهم.
- زيادة الدافعية للتعلم: يُساعد الدعم التربوي التلاميذ على زيادة دافعيتهم للتعلم من خلال شعورهم بالدعم والتشجيع من قبل المعلمين والمختصين. و ذلك من خلال * ربط المحتوى الدراسي باحتياجات و اهتمامات التلاميذ. * استخدام استراتيجيات التعلم النشط التي تُشجّع التلاميذ على المشاركة و التفاعل. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِتحقيق الإنجازات و الشعور بِالإنجاز.
- دمج التلاميذ في البيئة المدرسية: يُساعد الدعم التربوي التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم على الاندماج بشكلٍ أفضل في البيئة المدرسية والمشاركة في الأنشطة التعليمية. و ذلك من خلال * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلتعاون و التفاعل مع زملائهم في الصف. * تعزيز الشعور بِالانتماء لدى التلاميذ للمجتمع المدرسي. * خلق بيئة مُتسامحة و مُشجّعة لِلجميع.
أنواع الدعم التربوي
- الدعم الوقائي: يهدف هذا النوع من الدعم إلى منع حدوث صعوبات التعلم من خلال توفير بيئة تعليمية مُحفزة ومُلائمة لاحتياجات جميع التلاميذ. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقييم احتياجات التلاميذ الفردية منذ المراحل المبكرة. * توفير فرصٍ لِتطوير مهارات التلاميذ الاجتماعية والعاطفية. * تعزيز التعاون بين المعلمين و أولياء الأمور. * تصميم برامج تعليمية مُتباينة تُلبي احتياجات جميع التلاميذ.
- الدعم التعويضي: يهدف هذا النوع من الدعم إلى تعويض التلاميذ عن النقص في تحصيلهم الدراسي من خلال تقديم برامج وأنشطة تعليمية مُكثفة. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقوية المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب. * تقديم دروسٍ مُكثفةٍ في المواد الدراسية التي يواجه فيها التلاميذ صعوباتٍ محددة. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلتطبيق ما تعلّموه في مواقف حقيقية.
- الدعم العلاجي: يهدف هذا النوع من الدعم إلى معالجة صعوبات التعلم الناجمة عن اضطراباتٍ أو إعاقاتٍ محددة. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تقييم اضطرابات التعلم و الإعاقات. * تقديم برامج تعليمية مُخصصة لِتلبية احتياجات التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات. * توفير خدمات لِدعم التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات مثل خدمات الترجمة الفورية و خدمات التقنيات المساندة. * تدريب المعلمين على كيفية تعليم التلاميذ ذوي اضطرابات التعلم و الإعاقات.
طرق تطبيق الدعم التربوي
- العمل الفردي: يتضمن تقديم الدعم لِكلّ تلميذ على حدة وفقًا لاحتياجاته و صعوباته الفردية. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * وضع خطط تعليمية فردية لِكلّ تلميذ. * توفير دروسٍ خاصة لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ محددة. * متابعة تقدّم التلاميذ بشكلٍ دوريٍّ وتعديل الخطط التعليمية حسب الحاجة. * استخدام أدوات تقييمية مُتعددة لِتقييم احتياجات و تقدّم التلاميذ.
- العمل الجماعي: يتضمن تقديم الدعم لِمجموعةٍ من التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ متشابهة في التعلم. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * تكوين مجموعات دراسة لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ متشابهة. * توفير أنشطة تعليمية تعاونية لِتُساعد التلاميذ على التعلم من بعضهم البعض. * استخدام تقنيات التعلم التعاوني مثل تقنية “جيجسو“. * تعزيز مهارات التواصل و التعاون لدى التلاميذ.
- دمج التلاميذ في الصفوف العادية: يتضمن تقديم الدعم لِلتلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم داخل الصفوف العادية مع توفير الدعم والخدمات اللازمة لهم. و يتضمن هذا النوع من الدعم استراتيجياتٍ مثل: * توفير مساعدة لِلتلاميذ من قبل المعلمين أو المساعدين التعليميين داخل القسم. * استخدام تقنيات التعليم المُتباينة لِتلبية احتياجات جميع التلاميذ داخل القسم. * توفير فرصٍ لِلتلاميذ لِلمشاركة في الأنشطة التعليمية مع زملائهم في القسم. * تعزيز الشعور بِالانتماء و القبول لدى التلاميذ داخل القسم.
عوامل نجاح الدعم التربوي
- التعاون بين جميع الأطراف: من أجل تحقيق أقصى استفادةٍ من الدعم التربوي، من المهم أن يتعاون جميع الأطراف المُشاركة في العملية التعليمية مثل المعلمين و أولياء الأمور و المختصين و التلاميذ.
- التقييم المستمر: من الأهمية بمكان تقييم فاعلية البرامج و الخدمات المدعومة بشكلٍ دوريٍّ لِضمان تلبيتها احتياجات التلاميذ بالتحسين و التعديل حسب الحاجة.
- توفير الموارد اللازمة: من أجل تطبيق الدعم التربوي بشكلٍ فعّال، من الأهمية بمكان توفير الموارد اللازمة مثل المعلمين المُؤهلين و البرامج التعليمية المُخصصة و التقنيات المساندة.
- الدعم المجتمعي: يُمكن للمجتمع أن يلعب دورًا مهمًا في دعم التلاميذ الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلم من خلال توفير فرصٍ لِلتعلم و التطوير خارج المدرسة و خلق بيئة مُحفزة و داعمة لِلتعلم.
يُعدّ الدعم التربوي ركيزةً أساسيةً لِضمان تعليمٍ شاملٍ وعادلٍ لجميع التلاميذ.
و من خلال توفير أنواعٍ مختلفةٍ من الدعم و تطبيقها بشكلٍ فعال، يمكن مساعدة جميع التلاميذ على تجاوز صعوبات التعلم و تحقيق النجاح الدراسي.
و أخيرًا، من المهم أن نتذكر أنّ كلّ تلميذ هو فردٌ مُتميزٌ لديه احتياجاتٌ و قدراتٌ مُختلفة. و لذلك، يجب أن يُصمّم الدعم التربوي بشكلٍ مُلبي لاحتياجات كلّ تلميذ على حدة لِضمان تحقيق أقصى استفادةٍ ممكنةٍ من العملية التعليمية.