الثانوي الاعدادي

الحفاظ على الموارد الطبيعية

الثالثة إعداديالاجتماعياتالحفاظ على الموارد الطبيعية

       تُعد التنمية المستدامة خيارًا استراتيجيًا يهدف إلى تلبية حاجات الإنسان في الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة في الاستفادة من الموارد الطبيعية. لذلك فإن المحافظة على هذه الموارد تُعد من أهم أولويات التنمية المستدامة.

فما هو واقع استغلال الموارد الطبيعية في المغرب؟
وكيف يمكننا المساهمة في ترسيخ سلوكيات إيجابية للحفاظ عليها؟

تتنوع الموارد الطبيعية التي يستفيد منها الإنسان، ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • موارد طبيعية غير متجددة:
    وهي الموارد التي توجد بكميات محدودة في الطبيعة، ويؤدي الإفراط في استغلالها إلى نضوبها، مثل المعادن ومصادر الطاقة الأحفورية كالفحم والبترول والغاز الطبيعي.
  • موارد طبيعية متجددة:
    وهي الموارد التي تتجدد بشكل طبيعي شريطة أن يكون الاستغلال في حدود قدرة الطبيعة على تعويض ما يُستهلك، ومن أمثلتها: المياه العذبة، الغابات، النباتات، والثروة الحيوانية.
  • موارد طبيعية دائمة:
    وهي الموارد التي لا يمكن أن تنفد، حيث تتجدد باستمرار ولا تعتمد على وتيرة الاستغلال البشري، مثل: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، وطاقة المد والجزر.

تشير المعطيات المتوفرة إلى أن الموارد الطبيعية في المغرب تتعرض لاستنزاف مفرط نتيجة الاستغلال غير العقلاني، مما يهدد التوازن البيئي، ومن أبرز المظاهر الدالة على ذلك:

  • الماء:
    يعاني المغرب من أزمة مائية حادة، حيث تراجع نصيب الفرد من الماء من حوالي 1000 متر مكعب سنويًا إلى 560 متر مكعب، ويتوقع أن يستمر هذا التراجع بفعل التغيرات المناخية والنمو الديمغرافي.
  • الغابة:
    تُسجل الغابات المغربية تدهورًا متواصلاً، إذ تُفقد حوالي 31 ألف هكتار سنويًا، ولا تُغطي الغابات سوى 12% من المساحة الوطنية، ما يؤثر على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي.
  • التربة:
    لا تتجاوز الأراضي الزراعية بالمغرب 9 ملايين هكتار، وهي معرضة للتقلص نتيجة انجراف التربة والتعرية، فضلًا عن التوسع العمراني الذي يزحف على المساحات الفلاحية.

تُحتم هذه الوضعية اتخاذ إجراءات مستعجلة وفعّالة لترشيد استغلال الموارد الطبيعية، وذلك عبر الحد من التلوث، وترشيد استخدام المياه، وحماية الغابات، والتقليل من الضغوط التي تهدد البيئة الطبيعية، حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة.

عمل المغرب، في إطار التزامه بمبادئ التنمية المستدامة، على وضع برامج وطنية تروم حماية الموارد الطبيعية، وذلك عبر مقاربة متكاملة تشمل الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية:

  • حماية الأنظمة البيئية من التلوث.
  • المحافظة على التنوع البيولوجي.
  • إصلاح الأوساط البيئية المتدهورة.
  • تحسين جودة الحياة.
  • تقليص المخاطر البيئية التي تهدد الإنسان والطبيعة.
  • تعميم الولوج إلى الماء الصالح للشرب.
  • توسيع خدمات التطهير السائل والصرف الصحي.
  • تحسين ظروف السكن.
  • حماية صحة المواطنين من أضرار التلوث.
  • تشجيع الاستثمار في القطاعات البيئية وخلق فرص عمل خضراء.
  • تقليص كلفة تدهور البيئة التي ترهق الاقتصاد الوطني.
  • تطوير صناعات تراعي المعايير البيئية.
  • تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على الموارد الطبيعية، خصوصًا الثروة السمكية.

من أجل نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، يمكننا تنفيذ حملات تحسيسية فعّالة وفق خطوات منهجية:

    • رصد وتصنيف الموارد الطبيعية الموجودة.
    • تحديد المورد الأكثر عرضة للخطر أو التدهور.
    • اختيار مشكل رئيسي مثل: ندرة المياه، انجراف التربة، زحف التصحر، حرائق الغابات
    • رفع الوعي بأهمية ترشيد استعمال الموارد.
    • غرس ثقافة حماية البيئة.
    • اختيار الفئة المستهدفة (تلاميذ، فلاحون، سكان المدن…)، مع مراعاة خصوصياتها الثقافية والاجتماعية لضمان وصول الرسائل بفعالية.
    • وسائل مكتوبة (مطويات، ملصقات).
    • وسائل مرئية ومسموعة (فيديوهات، إذاعة مدرسية).
    • اتصال مباشر (ورشات، عروض، زيارات ميدانية…).
    • الحصول على الترخيصات اللازمة من الجهات المختصة.
    • التواصل بلغة مبسطة يفهمها الجميع.
    • اعتماد أسلوب إيجابي في التحسيس، بتشجيع السلوكيات الإيجابية وتقديم نماذج ناجحة.
    • تقييم الحملة من حيث مدى تحقق أهدافها وتأثيرها على سلوك المستهدفين.

          أصبح الحفاظ على الموارد الطبيعية أولوية وطنية وواجبًا أخلاقيًا لضمان توازن المنظومات البيئية، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. ويقع على عاتق كل فرد المساهمة في هذا المسار من خلال تبني سلوك بيئي مسؤول يراعي الاستعمال العقلاني للموارد ويحمي البيئة من الاستنزاف.

    لتحميل درس الحفاظ على الموارد الطبيعية للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

    زر الذهاب إلى الأعلى