الثانوي التاهيلي

التطورات السياسية الكبرى بأوربا خلال القرن 19م

الأولى باكالورياالاجتماعياتالتطورات السياسية الكبرى بأوربا خلال القرن 19م

         شهدت القارة الأوروبية خلال القرن 19م تطورات سياسية مهمة، أدت إلى تحولات جذرية في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. كانت هذه التحولات نتيجة مباشرة للأحداث الكبرى التي شهدتها أوروبا بعد الثورة الفرنسية وما تلاها من حروب نابليونية، بالإضافة إلى تأثير مؤتمر فيينا الذي حاول إعادة ترتيب الأوضاع السياسية في القارة.

فما هي أبرز التطورات التي شهدتها أوروبا خلال القرن 19؟

وما هي النتائج التي ترتبت عنها على الصعيدين السياسي والاجتماعي؟

        كان مؤتمر فيينا بمثابة نقطة تحول كبيرة في تاريخ أوروبا بعد الإطاحة بنابليون بونابرت. انعقد هذا المؤتمر بهدف إعادة ترتيب الأوضاع السياسية في أوروبا والحفاظ على الاستقرار بعد الاضطرابات التي تسببت فيها الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. جمع المؤتمر الدول المنتصرة بقيادة النمسا، بريطانيا، بروسيا، وروسيا، وصدرت عنه قرارات مهمة تمثلت في:

  • إعادة الأنظمة الملكية التقليدية في أوروبا، وهو ما عُرف بمبدأ الشرعية.
  • إعادة التوازن الأوروبي عبر تقليص نفوذ فرنسا وتوسيع أراضي الدول المنتصرة.
  • تشكيل التحالف المحافظ الذي سمي بالحلف المقدس، بهدف الحفاظ على الأنظمة الملكية ومنع الثورات.

     أدت مقررات مؤتمر فيينا إلى استياء الشعوب التي كانت تتوق إلى الحريات والإصلاحات. فجاءت هذه الفترة مليئة بالانتفاضات والثورات التي شملت أجزاءً مختلفة من أوروبا:

  • في ألمانيا، انطلقت انتفاضة طلابية عام 1817م مطالبة بتحديد سلطة الملكية ووضع دستور للبلاد.
  • في إيطاليا، نظمت جمعية “الكاربوناري” انتفاضات ضد الاحتلال النمساوي، ولكنها قمعت بالقوة.
  • في إسبانيا، قاد الجيش الإسباني تحركًا مطالِبًا بوضع دستور، غير أن الجيش الفرنسي تدخل لقمعها.
  • في فرنسا، اندلعت ثورة الأيام الثلاثة عام 1830م، وهي ثورة ليبرالية برجوازية ضد حكم الملك شارل العاشر.
  • في اليونان، قادت ثورة قومية تحررية ضد الحكم العثماني، توجت بالحصول على الاستقلال.

       انتشرت ثورات الشعوب الأوروبية كالنار في الهشيم بدءًا من باريس، حيث أطاحت هذه الثورات بحكم لويس فيليب في فرنسا وأعلنت الجمهورية الثانية. في إيطاليا، حاول الثوار إعلان الجمهورية وطرد النمساويين من المدن المحتلة، وفي ألمانيا، طالبت الثورة بتوحيد البلاد ووضع دستور قومي. غير أن هذه الثورات قمعت بشكل عام من قبل القوى الملكية، ما أدى إلى إجهاض العديد من المطالب الشعبية.

     ظلت إيطاليا مجزأة إلى عدة دويلات حتى منتصف القرن 19م، إلا أن جهود القادة الإيطاليين مثل “كافور” و”غاريبالدي” أدت إلى تحقيق الوحدة الإيطالية تدريجياً. اعتمدت هذه الجهود على التحالفات العسكرية مع بروسيا وفرنسا ضد النمسا، وانتفاضات شعبية قادتها طبقات المجتمع الإيطالي. تم ضم مناطق مثل لومبارديا، روما، ومملكة الصقليتين، وبهذا تحققت الوحدة الإيطالية في عام 1870م.

      كانت ألمانيا أيضًا مجزأة إلى دويلات عدة. وقاد بسمارك، المستشار البروسي، جهود توحيد ألمانيا اعتمادًا على القوة العسكرية، ما عرف بسياسة “الحديد والدم”. شن بسمارك حروبًا ضد الدنمارك، النمسا، وفرنسا، وخرج منتصرًا، ما أدى إلى توحيد الولايات الألمانية تحت قيادة الإمبراطورية الألمانية عام 1871م.

      أصبح الاقتراع العام المباشر أسلوبًا متبعًا في الدول الأوروبية لاختيار ممثلي الشعب في البرلمان. بدأ تطبيقه في فرنسا عام 1848م، ومن ثم امتد إلى دول أوروبية أخرى. اعتبر هذا الأسلوب تعبيرًا مباشرًا عن إرادة الشعوب، وساهم في تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية.

      مع نهاية القرن 19م، عرفت أوروبا تحولات كبيرة في الحياة الديمقراطية والمواطنة. أسست الأحزاب السياسية والنقابات العمالية، وظهرت الصحافة الحرة والجمعيات الحقوقية. كما أن المدرسة أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في تكوين المواطن الصالح الذي يساهم في دعم الديمقراطية.

       عرفت أوروبا خلال القرن 19م تحولات سياسية كبيرة أدت إلى توحيد بعض الدول مثل إيطاليا وألمانيا، وأسهمت في تطوير أساليب الديمقراطية والمواطنة. هذه التطورات كانت لها آثار كبيرة على النظام السياسي والاجتماعي في أوروبا، ومهدت الطريق للتغيرات الكبرى التي ستشهدها القارة في القرن 20م.

لتحميل درس التطورات السياسية الكبرى بأوربا خلال القرن 19م للسنة الأولى باكالوريا اضغط على الاربط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى