التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و16م

الجذع المشترك آداب وعلوم إنسانيةالاجتماعياتالتحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و16م

        نشأت البورجوازية في أوروبا من رحم النظام الإقطاعي، ولعبت دورًا رئيسيًا في التحولات الاجتماعية والسياسية مع بداية العصر الحديث.

فما هي أسباب تفكك النظام الإقطاعي وأبرز مظاهره؟

وكيف ساهمت هذه الظروف في ظهور الطبقة البورجوازية؟

وما هي خصائص التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر؟

في بداية القرن الخامس عشر، بدأت ملامح تفكك النظام الإقطاعي بالظهور نتيجة لعدة عوامل:

         شهدت إيطاليا خلال القرنين 15 و16 ظهور العوامل التي ساهمت في تكوين طبقة بورجوازية مرتبطة بالتجارة والاستثمار. استفادت هذه الطبقة من نظام تعليمي متميز أفرز رجال أعمال وتجار متمكنين. كما لعبت الاكتشافات الجغرافية دورًا كبيرًا في تدفق المعادن الثمينة، مما زاد من تراكم الثروات وظهور المصارف. ولحماية مصالحها، دعمت البورجوازية الحكومات الحاكمة ضد الكنيسة، وسعت لتحويل سلطة الكنيسة إلى سلطة الدولة التي تستمد شرعيتها من إرادة الشعب.

       الدولة هي كيان سياسي وقانوني يضم جماعة من الناس داخل إطار قانوني، وهي تتمتع بأعلى سلطة تتمثل في الإدارة المركزية والجهاز العسكري. ظهرت الدولة الحديثة خلال القرن السادس عشر نتيجة للتغيرات الفكرية والاجتماعية في أوروبا، حيث حلت محل الأنماط السياسية السابقة مثل الجمهوريات والمدن المستقلة.

         شهد الفكر السياسي تطورًا ملحوظًا مع ظهور مفكرين بارزين مثل “نيكولا مكيافيللي” في إيطاليا، و”توماس هوبس” في إنجلترا، و”جان بودان” في فرنسا. دعوا هؤلاء إلى إصلاحات سياسية لتعزيز الدولة الحديثة والملكية المطلقة. على سبيل المثال، فصل مكيافيللي السياسة عن الأخلاق ودعا لتعزيز سلطة الأمير، بينما منح جان بودان السيادة المطلقة للملك، واعتبر هوبس أن السلطة يجب أن تكون مبنية على ميثاق اجتماعي بين الحاكم والشعب.

        تمكنت البورجوازية الأوروبية خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر من تغيير الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتحقيق نفوذها وسلطتها، مما مهد لتوسيع نفوذها الخارجي وتعزيز قوة الدول الحديثة.

لتحميل درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و16م الجذع المشترك آداب وعلوم إنسانية اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version