الجذع المشترك علوم | الاجتماعيات | التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و 16م |
التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و 16م
التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و 16م
تقديم إشكالي
مع بداية العصر الحديث، بدأت الطبقة البورجوازية تحل تدريجيًا محل الطبقة الإقطاعية في أوروبا، وفي نفس الوقت تزايد الدور السياسي للدولة القومية. إذن، ما هي ملامح المجتمع الأوروبي في نهاية العصور الوسطى؟ وكيف نشأت الطبقة البورجوازية؟ وما هي أبرز التطورات السياسية التي شهدتها كل من إسبانيا، فرنسا، وإيطاليا؟ وما هي الأسس التي قامت عليها الدولة القومية الحديثة؟
التحولات الاجتماعية في أوروبا
تركيبة المجتمع الأوروبي في أواخر العصور الوسطى
كان المجتمع الأوروبي في نهاية العصور الوسطى مكونًا من عدة طبقات، أبرزها:
- طبقة النبلاء أو الإقطاعيين: ضمت كبار ملاك الأراضي الذين كانوا يتمتعون بالسلطة والثروة عبر أنظمة الفلاحة التقليدية. كانوا يوفرون الحماية لرجال الدين والفلاحين الصغار، وشكلوا نسبة ضئيلة من السكان.
- طبقة رجال الدين أو الإكليروس: تمتع رجال الدين بامتيازات عديدة، منها الحماية من طرف النبلاء والحصول على الهدايا، بالإضافة إلى إعفائهم من الضرائب. في المقابل، كانوا يقومون بالدعاء لفائدة النبلاء ويدعمون الفلاحين الصغار، وشكلوا بدورهم طبقة قليلة العدد.
- طبقة الفلاحين الصغار (الأقنان): كانوا يشكلون الأغلبية من سكان المجتمع الأوروبي، وكانوا يقومون بأعمال السخرة لصالح النبلاء ورجال الدين، كما كانوا يدفعون ضرائب ثقيلة.
عوامل نشأة وتطور الطبقة البورجوازية الأوروبية
شهدت أوروبا خلال نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر تحولات اقتصادية هامة، خصوصًا في إيطاليا، حيث شهدت البلاد انتقالًا من الفلاحة التقليدية إلى التجارة والأنشطة المالية، مما أدى إلى ظهور طبقة بورجوازية جديدة لأول مرة. وقد ساعدت التجارة البحرية الأوروبية على تطور هذه الطبقة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حيث اكتسبت القوة والسلطة تدريجيًا.
التحولات السياسية وبناء الدولة القومية الحديثة في أوروبا
التحولات السياسية في إسبانيا، فرنسا، وإيطاليا
- إسبانيا: شهد القرن الخامس عشر توحيد إسبانيا بعد زواج فرديناند ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة، كما تم طرد العرب من الأندلس، مما جعلها قوة كبرى. وفي القرن السادس عشر، أصبحت إسبانيا دولة عظمى خاصة في عهد الملكين شارل الخامس وفيليب الثاني.
- فرنسا: كانت فرنسا في النصف الأول من القرن الخامس عشر في الجزء الثاني من حرب المائة عام ضد إنجلترا، وفي الفترة بين بداية القرن الخامس عشر ومنتصف القرن السادس عشر تم توحيد فرنسا تدريجيًا، مما جعلها دولة قوية على مستوى العالم.
- إيطاليا: ظلت إيطاليا مقسمة إلى عدة إمارات مستقلة مثل البندقية، فلورانسا، جينوة، ونابولي، بينما تمركزت ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية في الجزء الأوسط من البلاد، وخاصة في روما.
وسائل بناء الدولة القومية الحديثة في أوروبا
مع بداية العصر الحديث، بدأت الدولة القومية في أوروبا تحل محل النظام الإقطاعي، واعتمدت الدولة القومية على عدة وسائل لتحقيق ذلك، منها:
- الملكية المطلقة: حيث جمع الملك جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، مما أدى إلى منع الحريات العامة.
- البيروقراطية: سيطرة الأقلية الحاكمة على السلطة التقريرية واتخاذ القرارات.
- تقوية الأجهزة الإدارية والعسكرية والجبائية: سعت الدولة إلى تنظيم إداراتها وتطوير أنظمتها العسكرية والجبائية لتعزيز سلطتها وسيطرتها.
خاتمة
شكّلت التحولات الاجتماعية والسياسية في نهاية العصور الوسطى قفزة نوعية في تاريخ أوروبا، وواكبتها أحداث بارزة مثل الاكتشافات الجغرافية التي أدت إلى توسيع الآفاق الأوروبية نحو عوالم جديدة وظهور توجهات اقتصادية وسياسية مختلفة.
تحميل درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و 16م
لتحميل درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرنين 15 و 16م مادة الاجتماعيات الجذع المشترك علوم اضغط على الرابط في الأسفل: