التحولات الاقتصادية والمالية المعززة للنظام الرأسمالي بأوربا خلال القرن 19م

الأولى باكالوريا آداب
وعلوم إنسانية
الاجتماعياتالتحولات الاقتصادية والمالية المعززة للنظام الرأسمالي بأوربا خلال القرن 19م

      تعزز النظام الرأسمالي في أوروبا خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نتيجة التحولات الاقتصادية والمالية الكبرى التي عرفتها القارة. فما هي المظاهر والعوامل التي ساهمت في هذه التحولات؟ وما هو منطق تطور الرأسمالية الأوروبية وحدودها؟

      أدى استخدام الآلات والأسمدة والبحث العلمي إلى تطور الفلاحة وظهور “الفلاحة العصرية” التي اعتمدت على الدورة الزراعية والتخصص الفلاحي، وارتبطت الفلاحة مع الصناعة والتجارة، حيث تم توجيه فائض الإنتاج إلى الأسواق الخارجية.

      شهدت التجارة الأوروبية تطورًا ملحوظًا خلال القرن التاسع عشر، إذ توسعت المبادلات التجارية العالمية، مما أدى إلى نشوء سوق دولية، وتبنت بعض الدول الأوروبية، مثل إنجلترا، نظام التبادل الحر.

أسهمت الابتكارات في تعزيز التحولات الصناعية والزراعية، حيث ظهرت محركات جديدة، مثل المحرك الانفجاري والكهربائي، وامتدت الاختراعات إلى عدة مجالات، كصناعة النسيج والصناعة الكيماوية، وكذلك الميدان الفلاحي مع اختراع الجرارات وآلات الحصاد. كما شهدت وسائل المواصلات تطورًا ملحوظًا باختراع القاطرة البخارية والسفينة البخارية، ووسائل الاتصال كالهاتف والتلغراف.

     اعتمد النهج الليبرالي الاقتصادي على عدة مبادئ، أبرزها: حرية الإنتاج والتبادل التجاري، والمنافسة، وقانون العرض والطلب، والسعي وراء الربح، والتجديد المستمر في التقنيات. ونتج عن ذلك ظهور التركيز الرأسمالي الذي اتخذ شكلين رئيسيين:

     توسعت شبكات السكك الحديدية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت خطوط منتظمة للملاحة البحرية بين أوروبا والعالم، وتم إنشاء قنوات مائية مهمة كقناة السويس، بالإضافة إلى تحسين الطرق البرية.

ظهرت مؤسسات اقتصادية جديدة أسهمت في نمو الرأسمالية الأوروبية، منها:

     ساهمت الثورة الصناعية في تعزيز الاقتصاد الأوروبي، حيث أسفرت عن ثورة فلاحية أدت إلى زيادة الإنتاج وتحسين التغذية، مما أسهم في انخفاض نسبة الوفيات وحدوث انفجار ديموغرافي في أوروبا أدى إلى زيادة الأيدي العاملة واتساع السوق الاستهلاكية. وترافق هذا النمو مع اعتماد الليبرالية الاقتصادية وتطور التركيز الرأسمالي، بالإضافة إلى التقدم التقني الذي عزز النمو الاقتصادي.

      استفادت دول مثل إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا من التحولات الاقتصادية والمالية بشكل أكبر مقارنةً ببعض الدول الأخرى كإسبانيا والبرتغال وأوروبا الشرقية التي شهدت حركة تصنيعية ضعيفة. كما شهدت أوروبا بعض الأزمات الاقتصادية الدورية خلال القرن التاسع عشر نتيجة تجاوز العرض للطلب، مما أدى إلى فائض الإنتاج وانخفاض الأسعار والأرباح، وتسريح العمال، وارتفاع معدلات البطالة، وانهيار الأجور. لذلك، لجأت الدول إلى فرض الحماية الجمركية كوسيلة لحماية إنتاجها المحلي من المنافسة الأجنبية.

      انعكست التحولات الاقتصادية والمالية على الحياة الاجتماعية والديموغرافية والفكرية في أوروبا، مما ساهم في تعزيز الرأسمالية وظهور مجتمع استهلاكي صناعي متطور.

لتحميل درس التحولات الاقتصادية والمالية المعززة للنظام الرأسمالي بأوربا خلال القرن 19م الأولى باكالوريا آداب وعلوم إنسانية اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version