الاجتهاد والتجديد

الثانية باكالورياالتربية الإسلاميةالاجتهاد والتجديد

    أثناء خطبة الجمعة، تحدث الإمام عن مفهوم كمال الدين، مستشهداً بقوله تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ {المائدة: 3}.
       وقد أوضح أن الإسلام دين كامل صالح لكل زمان ومكان، ولا مجال فيه للابتداع أو إضافة ما ليس منه. بعد انتهاء الصلاة، سأل أخوك قائلاً: “إذا كان الدين كاملاً، فلماذا لا نجد فيه نصوصاً صريحة حول مستجدات عصرنا؟ وكيف نعرف الحكم الشرعي لهذه القضايا الحديثة؟”

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَمِنَ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾.

[سورة التوبة، الآية: 122]

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ».

[صحيح البخاري، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة]

      سورة التوبة هي سورة مدنية، باستثناء الآيتين 128 و129 فهما مكيتان. يبلغ عدد آياتها 129، وهي السورة التاسعة في ترتيب المصحف الشريف، ونزلت بعد سورة المائدة.
      تميزت هذه السورة ببيان أسس التعامل مع المشركين وأهل الكتاب، كما أبرزت مواقف بعض الصحابة أثناء غزوة تبوك، وسلطت الضوء على مفهوم التوبة.

      هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أحد سادات قريش قبل إسلامه، واشتهر بدهائه وحنكته السياسية. اعتنق الإسلام في السنة الثامنة للهجرة، وشارك في عدة معارك، وكان قائداً محنكاً، حيث قاد فتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتولى ولايتها. توفي سنة 43 هـ.

  1. الحث على التفقه في الدين، وضرورة وجود علماء يوضحون الأحكام الشرعية للأمة، مما يبرز أهمية الاجتهاد.
  2. بيان أجر الاجتهاد، حيث يحصل المجتهد المصيب على أجرين، بينما ينال المخطئ أجر الاجتهاد فقط، مما يدل على قيمة البحث في الأحكام الفقهية.

       يهدف الاجتهاد إلى بيان الأحكام الشرعية في القضايا المستجدة التي لم يرد فيها نص قطعي في الكتاب أو السنة، وهو بذلك وسيلة لتحقيق مرونة الشريعة الإسلامية واستمراريتها عبر العصور.

      يتميز الإسلام بالشمولية والمرونة، مما يجعله قادراً على مواكبة مختلف التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ومن أجل ذلك، فتح الإسلام باب الاجتهاد لعلمائه ليتمكنوا من:

وبذلك، فإن الاجتهاد والتجديد يشكلان معاً وسيلة للحفاظ على حيوية الإسلام واستمراريته، مما يجعل العلاقة بينهما علاقة تكامل وترابط.

       يُعد الاجتهاد من أهم الوسائل التي تضمن استمرارية تطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف العصور، وهو مرتبط بمبدأ التجديد الذي يسهم في استيعاب المتغيرات الحديثة وفق مقاصد الإسلام. ومن خلاله، يمكن تقديم حلول شرعية للقضايا المستجدة، بما يحقق العدل والاستقرار للمجتمعات الإسلامية، ويؤكد أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان.

لتحميل درس الاجتهاد والتجديد للسنة الثانية باكالوريا اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version