الثانوي الاعدادي

الإمبراطورية العثمانية في أقصى امتدادها

الثانية إعداديالاجتماعياتالإمبراطورية العثمانية في أقصى امتدادها

       نشأت الدولة العثمانية في منطقة آسيا الصغرى، ثم تحولت تدريجيًا إلى إمبراطورية كبرى امتدت عبر قارات متعددة، وفرضت نفوذها على مساحات شاسعة من العالم.

فما هي المراحل والعوامل التي ساهمت في اتساع هذه الإمبراطورية؟ وما هي المناطق التي شملها نفوذها؟

        ينتمي العثمانيون إلى القبائل التركية التي نزحت من آسيا الوسطى إلى منطقة الأناضول، هربًا من غزو المغول في القرن الثالث عشر. في البداية، عمل العثمانيون كجنود مرتزقة في خدمة سلاجقة الأناضول، ثم استقلوا تدريجيًا بإمارتهم تحت قيادة عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية.

       حرص عثمان الأول على تعزيز استقلال إمارته، فقام بتنظيم شؤونها وتقوية جيشها، مما ساعد في توسيع نفوذها في الأناضول، وكانت هذه البداية الحقيقية لنشوء الدولة العثمانية.

       ركز العثمانيون جهودهم خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر على تحقيق السيطرة الكاملة على شبه جزيرة الأناضول، فنجحوا في توحيد مختلف الإمارات التركية. ثم توجهوا إلى شبه جزيرة البلقان، حيث استولوا على مدن مهمة مثل بروصة وكاليبولي، مما مهد لهم التوسع داخل أوروبا.

       وكان الحدث الأبرز خلال هذه المرحلة هو سقوط القسطنطينية عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح، حيث تمكن العثمانيون من القضاء على الإمبراطورية البيزنطية، وجعلوا القسطنطينية (إسطنبول حاليًا) عاصمة لدولتهم.

      بلغت الإمبراطورية العثمانية أوج اتساعها خلال القرن السادس عشر، خاصة في عهد السلطانين سليم الأول (1512-1520م) وسليمان القانوني (1520-1566م).

  • في عهد السلطان سليم الأول:
    • انتصر العثمانيون على الدولة الصفوية في إيران في معركة جالديران (1514م).
    • استولى العثمانيون على بلاد الشام ومصر والحجاز بعد هزيمة المماليك سنة 1517م، مما جعل السلطان العثماني الخليفة الفعلي للعالم الإسلامي، إذ أصبح مسؤولًا عن الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.
  • في عهد السلطان سليمان القانوني:
    • استكمل التوسع في العالم الإسلامي باحتلال العراق.
    • اتسع النفوذ العثماني في أوروبا ليصل إلى حدود بولندا والنمسا، حيث فرض العثمانيون هيمنتهم على البلقان والمجر.
    • سيطر العثمانيون على العديد من الموانئ المهمة على البحر الأبيض المتوسط، مما جعلهم قوة بحرية عظمى.

      واصل السلطان سليم الثاني (1566-1574م) جهود التوسع العثماني، فتمكن من احتلال تونس، وبذلك أصبح العثمانيون يسيطرون على شمال إفريقيا باستثناء المغرب الأقصى.

امتدت الإمبراطورية العثمانية عبر ثلاث قارات رئيسية:

  • الشرق الإسلامي: شملت أراضي الدولة العثمانية مناطق الأناضول، وبلاد الشام، والعراق، والحجاز، ومصر، والمغرب العربي (باستثناء المغرب الأقصى).
  • أوروبا: امتد النفوذ العثماني ليشمل البلقان، وصربيا، والبوسنة، والمجر، ووصل حتى حدود بولندا والنمسا.
  • شمال إفريقيا: ضم العثمانيون ليبيا، تونس، والجزائر، مما جعلهم قوة مهيمنة على البحر الأبيض المتوسط.

     اعتمد العثمانيون على نظام إداري محكم يتسم بالهرمية، حيث كان السلطان، الملقب بـ الباب العالي، هو رأس الدولة، ويمتلك سلطات دينية ودنيوية مطلقة.

ساعد السلطان في إدارة الدولة جهاز إداري متكامل، يضم:

  • الصدر الأعظم: وهو الوزير الأول والمسؤول عن تسيير شؤون الدولة.
  • الدفتردار: المسؤول عن الشؤون المالية والضرائب.
  • الشاوش باشا: وزير العدل والمسؤول عن تطبيق القوانين.
  • مجلس الديوان: هيئة استشارية تتألف من الوزراء وكبار القادة العسكريين.

        كما تم تقسيم أراضي الإمبراطورية إلى إيالات (ولايات)، وكان يحكم كل إيالة والٍ يعينه السلطان، يساعده مجموعة من الموظفين المختصين بالشؤون العسكرية والإدارية والمالية والقضائية.

      لعب الجيش العثماني دورًا حاسمًا في توسع الإمبراطورية، وكان يتألف من قوات برية وبحرية منظمة ومجهزة بأحدث الأسلحة المتاحة في ذلك العصر.

  • الإنكشارية: وحدة عسكرية متميزة، تأسست في عهد السلطان أورخان، وتكونت من أطفال المسيحيين الذين تم تربيتهم تربية إسلامية صارمة، وتم تدريبهم على فنون القتال ليصبحوا قوة نخبة في الجيش العثماني.
  • السباهية (الفرسان): نخبة من المحاربين الذين كانوا مسؤولين عن القتال في المعارك البرية الكبرى.

     أولى العثمانيون اهتمامًا كبيرًا بالقوة البحرية، حيث تمكنوا من إنشاء أسطول قوي ساعدهم في السيطرة على البحر الأبيض المتوسط، والتوسع في شمال إفريقيا والساحل الأوروبي.

      مكنت التنظيمات الإدارية والعسكرية المحكمة الإمبراطورية العثمانية من تحقيق توسع هائل، جعلها واحدة من أقوى الدول في العالم لعدة قرون. غير أن النزاعات الداخلية، والتدخل العسكري في السياسة، إضافة إلى ضعف السلاطين في الفترات اللاحقة، ساهمت في تراجع قوة الدولة العثمانية، مما أدى في النهاية إلى دخولها مرحلة الانحطاط التدريجي حتى انهيارها رسميًا بعد الحرب العالمية الأولى.

لتحميل درس الإمبراطورية العثمانية في أقصى امتدادها للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى