إيواء الرسول ونصرته: أيوب الأنصاري – أم سليم

الثالثة إعدادي

التربية الإسلامية

إيواء الرسول ونصرته: أيوب الأنصاري – أم سليم

القيمة

النص الدال عليها

الاحتضان

“يحبون من هاجر إليهم”

الإيثار

“يؤثرون على أنفسهم”

التضحية

“وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا”

حسن الخلق

“فخدمته عشر سنين فما ضربني، ولا سبّني، ولا عبس في وجهي”

ذكرت الآية الكريمة صفات عظيمة للأنصار، منها:

ومن يتمسك بهذه القيم فهو من المفلحين، كما قالت الآية الكريمة.

عندما اقترب النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة قادمًا من الهجرة، خرج أهل المدينة كل يوم يستقبلونه في أطرافها، ينتظرون مقدم الحبيب بلهفة وشوق، حتى إذا اشتد الحر عادوا إلى بيوتهم.

وفي اليوم الذي وصل فيه، وبينما الناس في بيوتهم، صرخ رجل من اليهود قائلاً: “يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء!”، فخرج أهل المدينة عن بكرة أبيهم فرحين، يمتلئ الشوارع والأسطح بالنساء والأطفال والرجال، يرددون:
“الله أكبر، جاء رسول الله”.

وكانت الفتيات الصغيرات يحملن الدفوف ويُنشدن الأناشيد، والناس يلوّحون بسعف النخيل في مشهد مهيب يعكس الفرحة العظيمة.

وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كانت كل قبيلة تدعوه للإقامة عندها، لكنه كان يقول:
“خلّوا سبيلها، فإنها مأمورة”.

حتى بركت ناقته أمام بيت أبي أيوب الأنصاري، فحمل أبو أيوب متاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستضافه في بيته، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
“المرء مع رحله”.
فأقام النبي في بيت أبي أيوب سبعة أشهر إلى أن بُني المسجد النبوي.

كان بيت أبي أيوب يتكون من طابقين، فأراد أن يُكرم النبي صلى الله عليه وسلم بجعله يسكن الطابق العلوي، لكن النبي اختار الطابق الأرضي مراعاة لزائريه.

مع ذلك، لم يكن أبو أيوب مرتاحًا لذلك، فطلب من النبي أن يسكن الطابق العلوي احترامًا له، فأجابه النبي:

“إني أرفق بي أن أكون في السفلى لما يغشانا من الناس”.

وذات ليلة، انكسرت جرة ماء لأبي أيوب، فخاف أن يتسرب الماء إلى أسفل فيؤذي النبي، فقام هو وزوجته فورًا، ولم يكن لديهما لحاف سوى قطيفة واحدة، فنشّفوا بها الماء حرصًا على راحة النبي صلى الله عليه وسلم.

جاءت أم سليم بابنها أنس بن مالك، وقدمته لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، طمعًا في رضى الله ورسوله، ورغبة أن يتعلّم من النبي مباشرة.

وقد أحسن النبي إلى أنس، ودعا له دعوة عظيمة:

“اللهم أكثر له ماله وولده، وأطل عمره، واغفر ذنبه”.

فاستُجيب له، وكان أنس آخر من مات من الصحابة في البصرة، وقد قارب المئة سنة من العمر، ورُزق مالًا وولدًا كثيرًا، وكان يقول:

“وإني لأرجو الرابعة” – أي مغفرة الذنوب.

وهكذا كانت أم سليم، تفكر في مستقبل ابنها الديني والروحي، وقدّمته لخير مربٍّ ومعلمٍ عرفته البشرية، بينما نجد كثيرًا من الأمهات في هذا العصر يركّزن فقط على تغذية الجسد واللباس، ويغفلن عن تغذية الروح والعقل.

لتحميل درس إيواء الرسول ونصرته: أيوب الأنصاري – أم سليم للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version