الثانوي الاعدادي

أثر القرآن في تزكية النفس

الثالثة إعداديالتربية الإسلاميةأثر القرآن في تزكية النفس

       في زمننا هذا، نجد كثيرًا من الناس يحرصون على تلاوة القرآن الكريم، ويتقنون تجويده وحفظ حروفه، غير أن سلوكهم اليومي وأخلاقهم تتناقض تمامًا مع ما يدعو إليه هذا الكتاب العظيم من قيم ومبادئ. وهو أمر يطرح عدة تساؤلات:

فما سبب هذا التناقض؟

ولماذا لم تؤثر تلاوة القرآن في سلوكهم؟

وكيف ننتقل من الاقتصار على تلاوة الحروف إلى العمل بالحدود، ومن قراءة القرآن إلى تدبر معانيه وتزكية النفوس به؟

قال تعالى :{ لَوَ أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون }

الآية 21 سورة الحشر

وقال سبحانه :{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }

الآيتان 15 -16 سورة المائدة

  • سورة الحشر: مدنية، عدد آياتها 24، ترتيبها 59 في المصحف. سُميت بالحشر إشارة إلى حشر بني النضير من المدينة، وهي تذكير بحشر الناس يوم القيامة، وتُعرف أيضًا بـ”سورة بني النضير”.
  • سورة المائدة: مدنية، عدد آياتها 120، ترتيبها الخامس في المصحف، وسُميت بهذا الاسم لورود قصة مائدة سيدنا عيسى عليه السلام فيها، التي طلبها قومه من السماء.
  • خاشعًا: منكسِرًا، ذليلًا، خاضعًا لله تعالى.
  • متصدعًا: متشققًا من شدة التأثر.
  • سبل السلام: طرق النجاة والأمان والهداية.
  • من الظلمات إلى النور: من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإيمان والهداية.
  • الآية الأولى: تبيّن عظمة القرآن وتأثيره العميق، إذ لو أُنزل على جبل صلب لرأيته يتصدع من شدة خشية الله، فكيف لا يتأثر به قلب الإنسان؟
  • الآية الثانية: تؤكد أن القرآن كتاب هداية ونور، من اتبع ما جاء فيه نال الهداية والأمان وخرج من ظلمات الضلال إلى نور الطاعة والإيمان.

        التدبر في اللغة هو التأمل العميق في عاقبة الأمور، وفي الاصطلاح هو: التفكر والتأمل في معاني آيات القرآن الكريم بقصد الفهم، والتأثر، والعمل بها، والسير نحو تزكية النفس وتطهيرها، وقد أمر الله به في قوله:
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾

  • محبة القرآن والمداومة على تلاوته مع مراعاة آداب التلاوة كالطهارة وحضور القلب.
  • طهارة القلب، لأن الإصرار على الذنوب يحجب نور القرآن ويمنع تأثيره.
  • اختيار الأوقات المناسبة، كأوقات الصفاء الذهني والروحي كجوف الليل وساعات الفجر.
  • استشعار القارئ أنه هو المخاطب في كل أمر ونهي قرآني، مما يعمق تأثير الآيات في قلبه.
  • تكرار الآيات والتأمل فيها، خاصة الآيات المؤثرة، لأن ذلك يرسّخ المعاني ويحيي القلوب.
  • الرجوع إلى التفاسير الموثوقة لفهم المعاني المقصودة من الآيات بشكل سليم وعميق.

      تزكية النفس تعني تطهيرها من الرذائل وتنميتها بالفضائل. وهي عملية داخلية مستمرة، دعا إليها الإسلام في كثير من المواضع، منها قوله تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾
وتقوم على شقين أساسيين:

  • التخلية: أي تطهير القلب من الصفات الذميمة مثل: الرياء، الحسد، البخل، الكِبر، والغضب.
  • التحلية: وهي ملء النفس بالصفات الحميدة كالإخلاص، الصبر، التوبة، الرجاء، محبة الخير، التوكل، وغيرها من مكارم الأخلاق.

عندما يُقبل المؤمن على القرآن بتدبر وخشوع، فإن القرآن:

  • يصقل قلبه ويطهره من الأدران، كما جاء في الحديث:
    إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: فما جلاؤها؟ قال: تلاوة القرآن وذكر الموت.”
  • يُكسبه الطمأنينة والسكينة، لقوله تعالى:
    ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
  • يُقربه من الله تعالى ويجعله في مصاف الصالحين العاملين بما أنزل الله، ممن يُصلحون أنفسهم ويُصلحون غيرهم.

       إن التدبر الحقيقي للقرآن هو الذي يُترجم إلى سلوك وأخلاق. فالمسلم الحق لا يكتفي بقراءة القرآن وتجويده، بل يجعل منه منهاج حياة، ومصدر إلهام، ووسيلة تهذيب وتزكية، فيُحسِن إلى نفسه وغيره، ويصبح لبنة صالحة في بناء المجتمع، ويبلغ بذلك تمام الإيمان والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

لتحميل درس أثر القرآن في تزكية النفس للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى