نشأة الولايات المتحدة الأمريكية

الثانية إعدادي | الاجتماعيات | نشأة الولايات المتحدة الأمريكية |
نشأة الولايات المتحدة الأمريكية
نشأة الولايات المتحدة الأمريكية
مقدمة
واجه المستوطنون الأوروبيون في أمريكا الشمالية الاحتلال الإنجليزي وسعوا إلى التخلص منه، فخاضوا حربًا ضده انتهت بإعلان استقلالهم وتأسيس دولة جديدة ذات نظام سياسي خاص بها.
فما هي المراحل التي مرت بها نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وامتدادها؟
وما هي أبرز المبادئ التي يقوم عليها نظامها الفيدرالي؟
نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وامتدادها
ظروف النشأة ومراحل الامتداد
تمكّنت بريطانيا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر من بسط نفوذها على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، حيث أسّست ثلاث عشرة مستعمرة بين سنتي 1607م و1732م. ومع مرور الوقت، فرضت السلطات البريطانية على سكان هذه المستعمرات عدة قيود اقتصادية وتجارية أثارت استياءهم، من أبرزها:
- قانون الملاحة: الذي منح السفن الإنجليزية وحدها حق نقل بضائع المستعمرات.
- قانون التنبر: الذي فرض ضرائب على البضائع المستوردة من إنجلترا.
- قانون الشاي: الذي ألزم المستعمرين بأداء ضرائب على استهلاك الشاي.
أثارت هذه الإجراءات استياءً واسعًا في صفوف المستوطنين الذين طالبوا بحقوقهم كمواطنين إنجليز، غير أن بريطانيا رفضت الاستجابة لمطالبهم. فكان ردّ فعلهم أن اجتمع ممثلو المستعمرات في مؤتمر 1776م وأعلنوا استقلالهم عن التاج البريطاني.
ردًا على ذلك، شنّت بريطانيا حربًا على المستعمرات الأمريكية، إلا أن الأمريكيين التفّوا حول قيادة جورج واشنطن، الذي قاد حرب الاستقلال وحقق انتصارًا حاسمًا في معركة يورك تاون. وقد أجبر هذا الانتصار بريطانيا على الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية بموجب معاهدة باريس سنة 1783م.
امتداد الولايات المتحدة الأمريكية
بعد الاستقلال، عرفت الولايات المتحدة الأمريكية تدفقًا كبيرًا للمهاجرين الأوروبيين، مدفوعين بأسباب متعددة، منها:
- الهروب من الاضطهاد الديني والسياسي في بلدانهم.
- مواجهة الأزمات الاقتصادية في أوروبا.
- البحث عن فرص أفضل للعيش والثروة.
أدّى هذا التزايد السكاني إلى توسّع عمراني كبير نحو المناطق الغربية الشاسعة. وقد دعمت الدولة الفيدرالية هذا التوسع من خلال:
- شراء أراضٍ جديدة (مثل صفقة شراء لويزيانا من فرنسا).
- الحروب والاستيلاء بالقوة على بعض المناطق.
تمّ هذا التوسّع على حساب السكان الأصليين (الهنود الحمر)، الذين تعرّضوا للطرد والإبادة الجماعية، مما أدى إلى تراجع أعدادهم بشكل كبير. وهكذا، ازداد عدد الولايات الأمريكية تدريجيًا، واتّسعت حدود البلاد حتى شملت أغلب أراضي أمريكا الشمالية خلال القرن التاسع عشر.
مميزات دستور الولايات المتحدة الأمريكية
تبني نظام فيدرالي حديث
من أجل تنظيم الحياة السياسية للدولة الجديدة، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية دستورًا سنة 1787م، يعدّ من أقدم الدساتير المكتوبة في العالم، وقد تبنّى هذا الدستور المبادئ التالية:
- جمهورية برلمانية فيدرالية: حيث يحق لكل ولاية وضع دستورها وقوانينها المحلية، بينما تُعهد القضايا الكبرى إلى الحكومة الفيدرالية المركزية.
- فصل السلطات: تمّ توزيع السلطات بين ثلاث هيئات رئيسية مستقلة عن بعضها:
السلطة التشريعية
يمثلها الكونغرس الأمريكي، ويتكوّن من غرفتين:
- مجلس النواب: يضم ممثلين عن الشعب الأمريكي، يتناسب عددهم مع عدد سكان كل ولاية.
- مجلس الشيوخ: يتكوّن من عضوين عن كل ولاية، بغض النظر عن عدد سكانها.
السلطة التنفيذية
يمارسها رئيس الجمهورية، الذي يُنتخب كل أربع سنوات من طرف الشعب، ويتمتع بصلاحيات واسعة، من أبرزها:
- قيادة القوات المسلحة.
- توقيع المعاهدات الدولية.
- تعيين السفراء وكبار الموظفين.
ويُلاحظ أن الرئيس لا يخضع لمساءلة الكونغرس بل يحاسب مباشرة أمام الشعب.
السلطة القضائية
تشرف عليها المحكمة العليا، وتتكوّن من رئيس وثمانية قضاة يتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية.
تتمثل مهامها الأساسية في:
- الفصل في النزاعات بين الولايات.
- مراقبة مدى دستورية القوانين الصادرة عن الكونغرس أو السلطات المحلية.
خاتمة
مكنت الثورة الأمريكية المستعمرات من التحرر من الاستعمار البريطاني، وأسفرت عن تأسيس دولة جديدة ذات نظام سياسي متميز قائم على الفيدرالية وفصل السلطات. وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، توسعت الولايات المتحدة جغرافيًا وديمغرافيًا، لتتحول في القرن العشرين إلى قوة اقتصادية وعسكرية كبرى تسعى إلى بسط نفوذها على العالم.
تحميل درس نشأة الولايات المتحدة الأمريكية
لتحميل درس نشأة الولايات المتحدة الأمريكية للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: