الثانوي الاعدادي

نحن والعالم نتقاسم الكرة الأرضية

الثالثة إعداديالاجتماعياتنحن والعالم نتقاسم الكرة الأرضية

        يحظى موضوع التدهور البيئي باهتمام متزايد على المستويين الوطني والدولي، لما لهذا المشكل من آثار مباشرة على حياة الإنسان، وعلى مستقبل الأجيال القادمة. فاستنزاف الموارد الطبيعية وتلوث المحيطات والهواء والتربة وتغير المناخ، كلها تحديات عالمية تفرض تكاتف الجهود لمواجهتها.

فما هو القاسم البيئي المشترك بين المغرب وباقي دول العالم؟
وما دور المغرب في الجهود الدولية لحماية البيئة؟
وكيف يمكن لكل فرد أن يساهم في الحفاظ على البيئة؟

     تشكل الكرة الأرضية مجالًا بيئيًا مشتركًا لجميع سكان العالم، ما يعني أن التدهور الذي يطال بيئة منطقة معينة لا يبقى حبيسها، بل يؤثر على البيئة العالمية ككل. ومن أبرز القضايا البيئية المشتركة:

  • التحولات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري.
  • الاستغلال المفرط للموارد المائية والغابوية.
  • الضغوط المتزايدة على الأنظمة البيئية.
  • تراجع التنوع البيولوجي نتيجة التلوث والأنشطة البشرية غير المستدامة.

      إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضامنًا دوليًا وتعاونًا وثيقًا بين مختلف الدول، من خلال الاتفاقيات البيئية وتبادل الخبرات والتكنولوجيا، بهدف التخفيف من الأضرار والبحث عن حلول مستدامة.

انخرط المغرب بجدية في مختلف المجهودات الدولية الرامية إلى حماية البيئة، ويظهر ذلك من خلال:

  • المشاركة الفعالة في المؤتمرات الدولية المتعلقة بالبيئة، مثل قمم المناخ.
  • استضافة أحداث بيئية دولية كبرى (مثل مؤتمر COP22 الذي نظم بمدينة مراكش).
  • التوقيع والمصادقة على مجموعة من الاتفاقيات البيئية العالمية، والعمل على دمج مقتضياتها في التشريعات الوطنية.

هذا الانخراط يعكس التزام المغرب بالمساهمة في حماية البيئة العالمية وتعزيز التنمية المستدامة.

وضعت الدولة المغربية استراتيجية شاملة تهدف إلى التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية وضرورات المحافظة على البيئة، وتشمل هذه الاستراتيجية عدة محاور:

  • إرساء منظومة قانونية بيئية حديثة، وتفعيل آليات المراقبة والتتبع، كإحداث:
    • مراصد جهوية للبيئة.
    • بنك للمعطيات البيئية.
    • شبكة وطنية لرصد وتقييم الوضع البيئي.
  • تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف المتدخلين في مجال البيئة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي.
  • تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، والمؤسسات العلمية والبحثية.
  • تطوير وسائل الاتصال والتواصل البيئي، بهدف نشر الوعي والتحسيس بأهمية حماية البيئة.
  • تحفيز المبادرات البيئية النموذجية عبر منح دعم مالي ومواكبة فنية، من أجل تعميم التجارب الناجحة.

     من أجل التعامل الجاد مع المشاكل البيئية، يجب اتباع منهجية واضحة ومنظمة في دراسة هذه المشاكل واقتراح حلول لها. وتتمثل خطوات هذه المنهجية فيما يلي:

  • يتم اختيار مشكل بيئي مرتبط بالمجال المحلي ومألوف لدى المتعلمين، وناجم عن التدخل السلبي للإنسان.
  • أمثلة على ذلك: التصحر، التعرية، تدهور التربة، تلوث المياه أو الهواء
  • بالاعتماد على الملاحظة المباشرة.
  • تحديد تطور المشكل عبر الزمن والمجال.
  • توثيق مظاهر وخطورة المشكل على البيئة والإنسان.
  • من خلال التوثيق الميداني (صور، فيديوهات، رسوم بيانية، خرائط…).
  • البحث عن المعلومات لدى المؤسسات المعنية (وكالات المياه والغابات، الجماعات المحلية، جمعيات بيئية…).
  • استخلاص طبيعة المشكل، وتحديد أبعاده الزمنية والمجالية.
  • تحليل الأسباب والعوامل المؤدية إلى هذا التدهور البيئي.
  • تقديم حلول قابلة للتنفيذ، ومراعاة مدى واقعيتها.
  • ترتيب الحلول حسب الأولوية والإمكانات.
  • مناقشة الحلول المقترحة داخل القسم، وصياغتها ضمن تقرير بيئي.
  • التحسيس بأهمية تبني سلوك بيئي مسؤول.
  • الدعوة إلى احترام البيئة ونشر ثقافة حمايتها من أجل ضمان استدامتها.

     تحتل التربية البيئية موقعًا محوريًا في بناء الوعي البيئي وترسيخ قيم احترام الطبيعة، ويمكن للتربية أن تؤدي دورًا هامًا في تغيير سلوك الأفراد، من خلال:

  • تشجيع الاقتصاد في استعمال الماء والكهرباء.
  • تعويد الأفراد على الحفاظ على نظافة المحيط، خاصة المرافق العمومية.
  • غرس القيم الإنسانية في التعامل مع الحيوان والغطاء النباتي.
  • تنمية الحس بالمسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة.

فمن خلال التربية والتنشئة، يمكننا تكوين جيل واعٍ بحجم التحديات البيئية، ومؤمن بضرورة التدخل الإيجابي لحمايتها.

      إن الطريقة التي نتعامل بها مع البيئة اليوم ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الأجيال القادمة. لذلك، فإن المحافظة على البيئة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، تقتضي تغيير أنماط الاستهلاك، واعتماد سياسات بيئية رشيدة، والتعاون المحلي والدولي من أجل بناء عالم أكثر توازنًا واستدامة.

لتحميل درس نحن والعالم نتقاسم الكرة الأرضية للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى