حق الله التوحيد والإخلاص

الأولى إعداديالتربية الإسلاميةحق الله التوحيد والإخلاص

     نوفل يمتلك محلا لبيع الأجهزة الإلكترونية، ولزيادة مصداقيته أمام المشترين، اعتاد أن يقسم بغير الله، كأن يقول: “وحق اسم جدي”، “وحق هذا الطعام” وغير ذلك. لكن أحد المشترين نبهه قائلا: “لا ينبغي أن تحلف باسم جدك، لأن الحلف لا يكون إلا بالله، فيجب أن تكون مخلصا في قسمك لله وحده.”

إذًا، هل الحلف بغير الله، كالحلف بالجد، يناقض التوحيد أم أنه يعتبر مجرد اعتراف بفضل الجد ومكانته؟

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾.

[سورة الإخلاص، الآيات: 4]

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ۝ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ﴾.

[سورة ق، الآيتان: 3 32]

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ ﷺ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِى حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّه؟». قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِه شَيْئاً، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً».

[رواه البخاري، كتاب: الجهاد والسير]

      سورة الإخلاص: سورة مكية، عدد آياتها 4، ترتيبها 112 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الناس”. تُعتبر السورة من أعظم سور القرآن لما تحتويه من معاني التوحيد الخالص، حيث تتحدث عن صفات الله تعالى ووحدانيته، وتنفي عنه أي شريك أو مماثل. تُعرف السورة أيضًا بأسماء أخرى مثل “سورة التوحيد” و”قل هو الله أحد”.

      معاذ بن جبل: هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الأنصاري، صحابي جليل، شهد بيعة العقبة الثانية، ووصفه النبي ﷺ بأنه أعلم الأمة بالحلال والحرام. كان معاذ قاضياً وفقيهاً أرسله النبي ﷺ إلى اليمن لتعليم الناس الإسلام وقضاء المنازعات. توفي رضي الله عنه عام 18هـ.

      الإمام البخاري: هو محمد بن إسماعيل البخاري، من أبرز علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، وُلِد في بخارى سنة 194 هـ. صاحب “صحيح البخاري”، الذي يُعد من أصح الكتب بعد القرآن الكريم. توفي رحمه الله سنة 256 هـ.

التوحيد: لغةً يعني جعل الشيء واحداً. واصطلاحاً هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الواحد الأحد المستحق للعبادة، وهو الذي لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

الإخلاص: هو تصفية العمل وجعله خالصاً لله تعالى، دون التوجه لأي غرض دنيوي أو رياء. يعد الإخلاص من أهم أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله.

    يجب على المسلم أن يكون مخلصا في أفعاله وأقواله لله وحده، وألا يقسم بغير الله، لأن الحلف بغيره من أنواع الشرك التي تتنافى مع التوحيد الخالص.

لتحميل درس حق الله التوحيد والإخلاص مادة التربية الإسلامية للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

Exit mobile version