الثانوي التاهيلي

حق البيئة الإصلاح وعدم الإفساد

الجذع المشترك

التربية الإسلامية

حق البيئة الإصلاح وعدم الإفساد

قال الله تعالى:
﴿ وَٱلْأَرْضَ مَدَدْنَٰهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَٰسِىَ وَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَىْءٍۢ مَّوْزُونٍۢ﴾ (سورة الحجر، الآية 19).

وقال الله تعالى:
﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (سورة الروم، الآية 41).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال:
«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» (صحيح البخاري).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ مر بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال:
«مَا هَذَا السَّرَفُ؟» قال: أفي الوضوء إسرافٌ؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهر جارٍ» (سنن ابن ماجه).

  • رواس:ً جبال ثابتة
  • موزون: معلوم
  • أخره: أزاله
  • اإلسراف: تجاوز الحد
  • كبد رطبة: كل كائن حي

اعتنى الإسلام بالبيئة عناية شاملة تهدف إلى إصلاحها وعمرانها، ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حماية البيئة ورعايتها.

  • قال الله تعالى:
    ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ (سورة الكهف، الآية 7).
    يبين الله تعالى أن ما على الأرض من نعم هو زينة واختبار للإنسان ليرى مدى حسن عمله.
  • وقال الله تعالى:
    ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ (سورة الأعراف، الآية 56).
    ينهى الله عن إفساد الأرض، ويدعو إلى السعي في إصلاحها.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
    «ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (صحيح البخاري).
  • وعنه أيضا رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
    «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل» (الأدب المفرد للبخاري).
    فيه حث على غرس الأشجار حتى في أحلك الظروف.

تتجلى عناية الإسلام بالبيئة في مجالات متعددة، منها:

اعتبر الإسلام الماء أساس الحياة، حيث قال الله تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ (سورة الأنبياء، الآية 30).

وقد أمر الإسلام بالمحافظة عليه عبر:

  • الاقتصاد في استعماله وعدم الإسراف.
  • النهي عن تلويثه أو الاعتداء عليه.

حث الإسلام على غرس الأشجار لما لها من فوائد عظيمة للبيئة والإنسان. قال الله تعالى:
﴿ أَنْزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبتُوا شَجَرَهَا ﴾ (سورة النمل، الآية 60).

أمر الإسلام بالرفق بالحيوان والإحسان إليه وشكر الله على نعمته. قال تعالى:
﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ (سورة النحل، الآية 5).

وقال أيضا سبحانه:
﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ﴾ (سورة النحل، الآية 66).

لقد أكد الإسلام عنايته الشاملة بالبيئة بكل مكوناتها، ودعا إلى الحفاظ عليها وإصلاحها وعدم الإفساد فيها، وجعل ذلك جزءًا من مسؤولية الإنسان وعبادته لله تعالى. فحماية البيئة والاعتناء بها ليست مجرد واجب اجتماعي أو قانوني، بل هي واجب ديني يحاسب عليه المسلم.

لتحميل درس حق البيئة الإصلاح وعدم الإفساد للجذع المشترك اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى