الثانوي الاعدادي

النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط

الأولى إعدادي

الاجتماعيات

النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط

شكّلت سنة 476م نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ القارة الأوروبية، حيث أدى اجتياح الشعوب المتبربرة للإمبراطورية الرومانية الغربية إلى انهيار هذه الأخيرة، وهو الحدث الذي مثّل نهاية العصور القديمة وبداية العصور الوسطى. وتُعرف هذه المرحلة الجديدة في التاريخ الأوروبي أيضًا بـ”العصور الفيودالية” نظرا لهيمنة النظام الفيودالي خلالها.

  • فما المقصود بالنظام الفيودالي؟
  • ما الأسباب التي أدت إلى ظهوره؟
  • كيف تميز البناء الاجتماعي في ظل هذا النظام؟
  • وما طبيعة العلاقات التي كانت تربط بين الفئات الاجتماعية المختلفة في ذلك العصر؟

يُقصد بالعصر الوسيط في أوروبا المرحلة التي ساد فيها النظام الفيودالي، وهي تمتد من سنة 476م، تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، إلى حدود سنة 1453م، تاريخ سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين. وكانت الإمبراطورية الرومانية قد دخلت مرحلة من الضعف ابتداء من سنة 375م، وانقسمت سنة 395م إلى إمبراطورية شرقية وأخرى غربية، مما فتح المجال أمام الشعوب المتبربرة (مثل الإفرنج والوندال) لاجتياح أراضيها والمساهمة في تفككها.

عرفت أوروبا خلال العصور الوسطى حالة من التدهور العام في شتى الميادين، فقد تراجعت السلطة الملكية وضعفت قوتها، كما ساد انعدام الأمن في معظم أرجاء القارة. إلى جانب ذلك، انتشرت الأوبئة الفتاكة كـالطاعون، وتكررت المجاعات، مما دفع بالعديد من السكان إلى طلب الحماية من الأقوياء المجاورين، مقابل تقديم خدمات مختلفة. هذا الوضع ساعد على ترسيخ النظام الفيودالي، وهو ما جعل المؤرخين يصفون هذه المرحلة بـ”العصر الفيودالي”.

قامت العلاقات الاجتماعية خلال العصور الوسطى على أساس من التبعية والولاء، حيث كانت العلاقة بين الملك والسادة الكبار (الإقطاعيين) تقوم على تبادل المصالح. فالإقطاعي يقدّم الولاء والخدمة العسكرية والهدايا للملك، بينما يمنحه هذا الأخير إقطاعا (قطعة أرض) وامتيازات شتى تشمل إعفاءات من الضرائب وحق الإشراف على القضاء في منطقته. ومع مرور الزمن، أصبحت هذه الامتيازات وراثية بموجب قانون عُرف بتحويل “الفيودم”، وهو ما زاد من قوة الطبقة الإقطاعية.

انقسم المجتمع الأوروبي خلال العصر الوسيط إلى ثلاث طبقات رئيسية:

  • طبقة الأسياد: وهي الطبقة العليا التي كانت تمتلك الأراضي وتتمتع بامتيازات كثيرة، كما كانت مسؤولة عن حماية أتباعها وتحصيل الضرائب منهم. وكان الأسياد أيضا يشرفون على القضاء ويحددون القوانين داخل أراضيهم.
  • طبقة الفرسان: وهم في الأصل أبناء الأسياد، ويشكلون طبقة عسكرية مهمتها الأساسية حماية أراضي السادة والمشاركة في الحروب. وكان الفرسان يتمتعون بامتيازات وراثية ويقومون بجمع الضرائب من الفلاحين نيابة عن الأسياد.
  • طبقة الفلاحين والأقنان: تمثل الطبقة الدنيا في الهرم الاجتماعي، وكانت تضم فلاحين مرتبطين بالأرض لا يملكون حرية التنقل أو ترك أراضي السادة إلا بإذن منهم. وكان يُنظر إلى القن كأنه مِلك لسيده، يحق له بيعه أو تأديبه، ويُفرض عليه العمل في أراضي الإقطاعي دون مقابل تقريبًا، مع أداء ضرائب ورسوم متعددة.

لقد كان النظام الفيودالي السمة المميزة للعصور الوسطى في أوروبا، حيث ساهم في انتشار التبعية والتفاوت الاجتماعي، وأدى إلى تأخر القارة على عدة مستويات، مما جعلها في وضعية ضعف أمام العالم الإسلامي المتقدم آنذاك. ومهّد هذا الوضع في ما بعد للمواجهات الدينية والعسكرية، التي ستتجلى بشكل واضح في الحروب الصليبية.

لتحميل درس النظام الفيودالي في أوربا في العصر الوسيط للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى