الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية | الاجتماعيات | العالم غداة الحرب العالمية الأولى |
العالم غداة الحرب العالمية الأولى
محتويات
تمهيد إشكالي
ما إن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى بدأت تظهر معالم التحولات الترابية والسياسية لأوروبا، وذلك من خلال مؤتمر الصلح، الذي كان يهدف إلى إعادة رسم خريطة القارة العجوز، وتحديد مصير الدول المنهزمة، وإعادة ترتيب العلاقات الدولية. في هذا السياق، نلاحظ تحولاً مهماً في الثقل الاقتصادي العالمي الذي بدأ ينزاح خارج أوروبا، مع صعود قوى جديدة إلى الساحة الاقتصادية.
- ما هي ظروف انعقاد مؤتمر الصلح وبنود معاهدات السلم؟
- كيف أثرت هذه المعاهدات في التحولات الترابية والسياسية لأوروبا؟
- كيف تحول الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوروبا؟
ظروف انعقاد مؤتمر الصلح وبنود معاهدات السلم
ظروف انعقاد مؤتمر الصلح
انعقد مؤتمر الصلح في قصر فرساي بباريس بين يناير ومايو 1919م، وكان هدفه الأساسي إعادة تنظيم أوروبا والعالم بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى. هيمنت الدول الأربع الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، إنجلترا، وإيطاليا) على المؤتمر، وكل دولة كان لها أهدافها الخاصة:
- الولايات المتحدة الأمريكية: قادها الرئيس وودرو ويلسون الذي ركز على عدم إضعاف ألمانيا بشكل مفرط للحفاظ على السلم العالمي.
- فرنسا: بزعامة جورج كليمنصو، الذي دعا إلى إضعاف ألمانيا بشكل كبير لمنعها من تهديد فرنسا في المستقبل.
- إنجلترا: ممثلة برئيس الوزراء ديفيد لويد جورج، الذي سعى لتحقيق التوازن الدولي وتبنى موقفًا مشابهاً لويلسون.
- إيطاليا: بقيادة رئيس الوزراء فيتوريو إمانويلي أورلاندو، الذي كان يسعى للحصول على أراضٍ تركية كمكافأة لمشاركة إيطاليا في الحرب.
بنود معاهدات السلم
فرضت معاهدة فرساي على ألمانيا في 28 يونيو 1919م، وكانت من أكثر المعاهدات قسوة، حيث تضمنت عدة بنود رئيسية:
- تحميل ألمانيا مسؤولية الحرب.
- إلزام ألمانيا بتقديم تعويضات مالية ضخمة.
- تحديد عدد الجيش الألماني بـ 100 ألف جندي.
- إرجاع منطقتي الألزاس واللورين إلى فرنسا.
- تجريد منطقة الراين من السلاح.
- تجريد ألمانيا من مستعمراتها في إفريقيا والمحيط الهادئ.
كما تم توقيع معاهدات قاسية أخرى مع الدول المنهزمة، مثل:
- معاهدة سان جرمان مع النمسا (10 سبتمبر 1919م).
- معاهدة تريانون مع المجر (4 يونيو 1920م).
- معاهدة نوبي مع بلغاريا (27 نوفمبر 1919م).
- معاهدة سيفر مع تركيا العثمانية (11 أغسطس 1920م).
التحولات الترابية والسياسية لأوروبا بعد مؤتمر الصلح
الخريطة السياسية الجديدة لأوروبا
أدت قرارات مؤتمر الصلح إلى سقوط الإمبراطوريات الكبرى مثل الإمبراطورية الألمانية، النمساوية المجرية، العثمانية، والقيصرية الروسية. وظهرت دول جديدة على الساحة مثل تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا. كما توسعت دول مثل رومانيا التي ضمت أقاليم مولدافيا وفالاشيا.
أهداف عصبة الأمم وبوادر فشلها
تم تأسيس عصبة الأمم يوم 28 أبريل 1919م لتنظيم العلاقات الدولية، استنادًا إلى المبادئ الأربعة عشر التي وضعها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون. تهدف العصبة إلى ضمان الأمن والاستقرار الدوليين، لكن بوادر فشلها بدأت تظهر مع صعوبة فرض القرارات والتوازنات بين الدول الكبرى وعدم التزام بعض الأعضاء بأهدافها.
تحول الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوروبا
انهيار الاقتصاد الأوروبي وتفاقم الديون
أدت الحرب العالمية الأولى إلى تدمير البنية الاقتصادية لأوروبا، حيث انخفض إنتاج الفحم الحجري والزراعة وتراجع الأسطول التجاري الأوروبي. كما أن الحرب خلفت ديوناً ضخمة على دول الحلفاء لصالح الولايات المتحدة، مما جعلها تعتمد بشكل متزايد على الاقتصاد الأمريكي لتلبية احتياجاتها.
استفادة الدول غير الأوروبية من الحرب
استفادت الولايات المتحدة واليابان من الحرب بشكل كبير، حيث ارتفعت صادراتهما إلى أوروبا لتلبية حاجياتها العسكرية والغذائية. كما تضاعفت صادرات اللحوم من الأرجنتين والبرازيل إلى أوروبا، وارتفع إنتاج السكر في كوبا والبرازيل. أدى هذا إلى تراجع الدور الاقتصادي الأوروبي في التجارة العالمية لصالح قوى جديدة مثل الولايات المتحدة واليابان.
خاتمة
لعبت الحرب العالمية الأولى دورًا كبيرًا في إعادة رسم الخريطة السياسية والاقتصادية لأوروبا والعالم، حيث ساهم مؤتمر الصلح في تحقيق تغييرات كبيرة على المستويين الترابي والسياسي لأوروبا، وفي الوقت نفسه، أتاح الفرصة لقوى اقتصادية جديدة مثل الولايات المتحدة واليابان بالظهور كمنافسين رئيسيين على الساحة الدولية، مما ساهم في تحول الثقل الاقتصادي العالمي خارج أوروبا.
تحميل درس العالم غداة الحرب العالمية الأولى
لتحميل درس العالم غداة الحرب العالمية الأولى للسنة الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية اضغط على الرابط في اللإسفل: