الحضارة الإغريقية الأولى إعدادي
الأولى إعدادي | الاجتماعيات | الحضارة الإغريقية |
الحضارة الإغريقية
الحضارة الإغريقية
مقدمة
تميزت حضارة بلاد الإغريق بتنوع شعوبها ومظاهر حياتهم، ومع كل ذلك الاختلاف، سعى الإغريق إلى تشكيل دول قوية واستطاعوا تحقيق إنجازات حضارية عظيمة. كانت هذه الحضارة محط أنظار العالم، حيث جمعت بين التطور الفكري والعسكري والاجتماعي، وكانت لها إسهامات بارزة في إثراء الحضارة الإنسانية. لكن، أين ظهرت هذه الحضارة؟ وكيف تطورت عبر مراحلها المختلفة؟ وما هي أهم مساهماتها التي تركت أثرًا في تاريخ البشرية؟
ظهور الحضارة الإغريقية وتطورها
ظهرت الحضارة الإغريقية في منطقة شمال البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا جنوب قارة أوروبا، حيث احتلت موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا. تميزت بلاد الإغريق بتضاريسها الجبلية التي شكلت حاجزًا طبيعيًا بين المدن الإغريقية، ما جعلها منعزلة عن بعضها البعض، ومع ذلك ساعد الموقع الساحلي على ازدهار التجارة والاتصال مع الحضارات المجاورة. نشأت الحضارة الإغريقية منذ القرن السادس قبل الميلاد، وكانت عبارة عن عدة مدن مستقلة، من أبرزها أثينا وإسبرطة، اللتان شكلتا محور الأحداث والتطورات في التاريخ الإغريقي.
المراحل التاريخية الرئيسية لبلاد الإغريق
مرت الحضارة الإغريقية بثلاث مراحل رئيسية، ساهمت كل واحدة منها في تشكيل معالم هذه الحضارة الفريدة:
المرحلة الأولى – حكم هوميروس
تعتبر هذه المرحلة من أقدم فترات التاريخ الإغريقي، حيث اشتهرت بالملحمتين الشهيرتين “الإلياذة” و”الأوديسة” اللتين نسبت إلى الشاعر الإغريقي هوميروس. كانت هذه الملحمتان توثيقًا لأمجاد الإغريق وبطولاتهم. كذلك، شهدت هذه المرحلة بداية الألعاب الأولمبية سنة 776 ق.م، التي كانت تجمع بين المدن الإغريقية على الرغم من التنافس والصراعات بينها. كما عرفت هذه الفترة سيطرة نظام الحكم الأرستقراطي في إسبرطة.
المرحلة الثانية – حكم بركليس
في هذه المرحلة، شهدت أثينا ازدهارًا كبيرًا في شتى المجالات، وتطورت فيها الفنون والعلوم. وكان من أبرز الأحداث ظهور النظام الديمقراطي، الذي منح المواطنين الأثينيين حقوقًا سياسية واسعة، تحت قيادة الزعيم بيركليس. أثينا خلال هذا العصر كانت مركزًا للثقافة والفكر الديمقراطي، ما جعلها محورًا حضاريًا في العالم القديم.
المرحلة الثالثة – حكم الإسكندر الأكبر
كانت هذه المرحلة محطة مفصلية في تاريخ بلاد الإغريق، حيث بدأ الإسكندر الأكبر في توسيع نفوذ الحضارة الإغريقية، وغزا العديد من الأراضي، مما أسفر عن دمج الثقافة الإغريقية مع ثقافات أخرى مثل الفارسية والمصرية. انتهت هذه المرحلة بدخول بلاد الإغريق تحت السيطرة الرومانية خلال القرن الثاني قبل الميلاد.
نظام الحكم في إسبرطة وأثينا وأثره في بناء الحضارة
النظام الاجتماعي والسياسي في إسبرطة
كانت إسبرطة تطبق نظام حكم أرستقراطي يميز بين طبقات المجتمع ويجعل السلطة بيد فئة قليلة تستمد نفوذها من تفوقها العسكري وقوتها المادية. تشكل المجتمع الإسبرطي من ثلاث طبقات رئيسية:
- المواطنون الإسبرطيون: وهم الأقلية الحاكمة، الذين يتمتعون بالحقوق السياسية.
- البيريك: فئة الأحرار الذين لهم بعض الحقوق المدنية لكنهم محرومون من المشاركة في الحكم.
- الهيلوث: وهم العبيد، الذين يشكلون أغلبية المجتمع، وكانوا محرومين من أي حقوق سياسية.
هذا النظام الأرستقراطي منح إسبرطة قوة عسكرية كبيرة، لكنه أيضًا جعلها تعيش في عزلة سياسية نسبية، مع تركيزها على الشؤون الداخلية والسيطرة على العبيد.
النظام الاجتماعي والسياسي في أثينا
على النقيض من إسبرطة، اتبعت أثينا نظامًا ديمقراطيًا يقوم على مبدأ المواطنة، والذي منح جميع المواطنين الأحرار حقوقًا سياسية متساوية. يسمح هذا النظام لجميع المواطنين الذكور بالتصويت والمشاركة في الحكم، بينما كان العبيد والأجانب محرومين من هذه الحقوق.
شهدت أثينا إصلاحات واسعة على يد الزعيم بيركليس، حيث تم اعتماد دستور ديمقراطي وقامت المؤسسات الحكومية على أسس متينة. كانت المدينة تُدار من قبل مجموعة من الحكام تُسمى الإستراتيجيين، إلى جانب مؤسسات أخرى مثل البولي والهيلي، اللتين كان لهما دور هام في تسيير الشؤون العامة.
الألعاب الأولمبية ورمزيتها في المجتمع الإغريقي
رغم الصراعات المتكررة بين المدن الإغريقية، إلا أن الألعاب الأولمبية كانت تمثل رمزًا لوحدة المجتمع الإغريقي. تعود فكرة هذه الألعاب إلى الأسطورة التي تقول بأن هرقل هو من ابتكرها. كانت تقام كل أربع سنوات، وكان يشارك فيها الرياضيون من جميع أنحاء بلاد الإغريق. كانت الألعاب تهدف إلى نشر روح السلام ونبذ العنف بين المدن، وكانت تقام في مدينة أولمبيا، حيث تشارك الجميع في مسابقات رياضية وفكرية.
استمر الفضاء الأولمبي لعدة أيام، وضم مرافق متعددة، مثل معابد زوس وهيرا، إلى جانب ساحات للمباريات الرياضية ومكان انطلاق الشعلة الأولمبية المقدسة. الفائزون كانوا يتوجون بأكاليل من الزيتون في احتفال يرمز إلى الفخر والشرف.
خاتمة
انتهت حضارة الإغريق بتوحيد شعوبها تحت راية الإسكندر الأكبر، الذي أسس الإمبراطورية الهيلنستية. أدى هذا التوحيد إلى دمج الثقافات الإغريقية مع ثقافات الفرس والمصريين، مما ساهم في إرساء أسس حضارة جديدة غنية بالتنوع الثقافي والمعرفي. استمرت هذه الحضارة في التأثير على العالم حتى بعد اندماجها مع الحضارة الرومانية.
تحميل درس الحضارة الإغريقية
لتحميل درس الحضارة الإغريقية للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: