الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار

الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار |
الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار
الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار
مقدمة
شهدت فرنسا خلال القرن الثامن عشر استبدادًا سياسيًا واجتماعيًا مارسته الطبقة الحاكمة، مما أثار سخط معظم فئات المجتمع. وقد أدى هذا الاحتقان إلى اندلاع ثورة شعبية عظيمة غيرت بشكل جذري الأوضاع الداخلية للبلاد.
فما هي أبرز أسباب ومراحل ونتائج هذه الثورة ؟
أدى تدهور الأوضاع إلى اندلاع الثورة
انتقاد مفكري الأنوار للنظام الملكي المطلق
كان النظام السياسي الفرنسي قبل الثورة يقوم على الملكية المطلقة، حيث كان الملك يحتكر السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، دون أي رقيب أو معارضة. أمام هذا الاستبداد، بدأت أفكار مفكري عصر الأنوار تنتشر بين صفوف الشعب. دعا مونتسكيو (1689-1755) إلى ضرورة فصل السلطات لضمان توازن الحكم، بينما طالب فولتير (1694-1778) بالمساواة الاجتماعية وإلغاء امتيازات الطبقة الحاكمة. أما جان جاك روسو (1712-1778)، فقد نادى بإقرار نظام ديمقراطي يضمن حقوق الشعب وسيادته.
عوامل اندلاع الثورة الفرنسية
تضافرت عدة عوامل ساهمت في انفجار الثورة الفرنسية:
- العامل الاجتماعي: تميز المجتمع الفرنسي بهرم تراتبي صارم، تصدره النبلاء والإكليروس المستفيدون من امتيازات واسعة، تلتهم الهيئة الثالثة، التي ضمت البورجوازية الناشئة المحرومة من الحقوق السياسية، والفلاحين الذين أثقل كاهلهم عبء الضرائب وأعمال السخرة.
- العامل الاقتصادي: اعتمدت فرنسا أساسًا على النشاط الفلاحي، وقد أدت المحاصيل الفلاحية السيئة إلى تأزم الأوضاع بالبوادي وانتشار المجاعة، مما زاد من معدلات البطالة بالمدن، وأسفر عن سلسلة من الانتفاضات الشعبية التي توجت بثورة باريس في 14 يوليوز 1789م.
- العامل السياسي: كان الحكم مطلقًا بيد الملك والنبلاء ورجال الدين، مستندًا إلى مبدأ التفويض الإلهي، دون وجود دستور ينظم السلطات ويحدد اختصاصاتها، مما أثار استياءًا واسعًا بين مختلف فئات المجتمع.
مراحل الثورة الفرنسية
مرت الثورة الفرنسية بثلاث مراحل رئيسية خلال عشر سنوات:
- المرحلة الأولى (يوليوز 1789م – غشت 1792م): فترة الملكية الدستورية
انطلقت هذه المرحلة بتأسيس ممثلي الهيئة الثالثة للجمعية الوطنية، واحتلال سجن الباستيل، مما دفع الملك لويس السادس عشر إلى الرضوخ لبعض المطالب، كإلغاء امتيازات النبلاء ورجال الدين، وإصدار بيان حقوق الإنسان والمواطن، وتبني أول دستور للبلاد يحد من سلطة الملك. - المرحلة الثانية (غشت 1792م – يوليوز 1794م): فترة الجمهورية الثورية
تصاعدت حدة الثورة، حيث تمكن الثوار من إعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكي، وتم إعدام الملك لويس السادس عشر. وتمت إعادة صياغة دستور جديد يعكس مبادئ الجمهورية والديمقراطية الشعبية. - المرحلة الثالثة (يوليوز 1794م – نونبر 1799م): فترة الجمهورية البورجوازية
سيطرت البورجوازية المعتدلة على الحكم بعد القضاء على قادة التيار الثوري الراديكالي، وعلى رأسهم روبسبيير الذي أعدم سنة 1794 م. لجأت الحكومة الجديدة إلى الاعتماد على الجيش لضبط الأوضاع. وفي نونبر 1799م، استولى الجنرال نابليون بونابرت على السلطة وأنهى المرحلة الثورية بإقامة نظام دكتاتوري توسعي.
تعددت نتائج الثورة الفرنسية
النتائج السياسية
تم استبدال الملكية المطلقة بنظام جمهوري يقوم على فصل السلط، وفصل الدين عن الدولة، وإقرار مبادئ المساواة وحرية التعبير والحقوق المدنية والسياسية.
النتائج الاقتصادية
ساهمت الثورة في إنهاء النظام الاقتصادي القديم، وأطلقت يد الرأسمالية الناشئة، حيث تم تحرير الاقتصاد من تدخل الدولة، وإلغاء الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد نظام موحد للمكاييل والمقاييس.
النتائج الاجتماعية
أسفرت الثورة عن إلغاء الامتيازات الفيودالية وحقوق النبلاء ورجال الدين، كما تمت مصادرة أملاك الكنيسة. وأقرت الثورة مجانية التعليم وإجباريته، وسعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتوحيد اللغة الفرنسية.
خاتمة
نجحت الثورة الفرنسية في الإطاحة بالنظام الملكي المطلق، وإنهاء الامتيازات الطبقية، وترسيخ مبادئ الحرية والمساواة والأخوة، مما جعلها حدثًا مفصليًا في تاريخ الإنسانية ومصدر إلهام للشعوب الساعية إلى الحرية والعدالة.
تحميل درس الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار
لتحميل درس الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار مادة الاجتماعيات للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: