التعليم الأولي: واقع وتحديات

حسب الميثاق الوطني للتربية والتكوين فقد تم إدراج في السنوات الأخيرة مرحلة التعليم الاولي لكي تكون طورا من أهم اطوار المسيرة التعليمية بالمغرب. وتم إدراجها كمرحلة من التعليم الابتدائي حيث أضحى المستوى الابتدائي يتم عبر سلكين, ووفق الميثاق المذكور فقد أصبح مفهوم التعليم الاولي يشكل قاعدة أساسية ومحورية في الإصلاح التربوي الذي باشرت به الوزارة الوصية على القطاع.

مقدمة

يعد التعليم الاولي مرحلة مهمة في حياة الطفل، فهو يلعب دورًا أساسيًا في تكوينه ونموه النفسي والعقلي والاجتماعي. وفي المغرب، يحظى التعليم الاولي باهتمام كبير من قبل الدولة والمجتمع، وذلك لما له من أهمية في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع المعرفة.

مفهوم التعليم الأولي

يُعرف التعليم الأولي بأنه “المرحلة التعليمية التي تسبق التعليم الابتدائي، والتي تمتد من سن الرابعة إلى سن السادسة من العمر”. وهو مرحلة أساسية في نمو الطفل، حيث يتعلم فيها المهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية والوجدانية.

أهداف التعليم الأولي

الغاية من التعليم الأولي هي تنمية شخصية الطفل وقدراته العقلية والجسدية والاجتماعية والوجدانية، وإعداده للالتحاق بالتعليم الابتدائي.

يمكن تلخيص أهداف التعليم الاولي في النقاط التالية:

  • تنمية شخصية الطفل وقدراته العقلية: يهدف التعليم الاولي إلى تنمية قدرات الطفل العقلية، مثل التفكير المنطقي والاستدلال والحل الخلاق للمشكلات، بالإضافة إلى تنمية مهاراته الإبداعية والفنية.
  • تنمية قدرات الطفل الجسدية: يهدف التعليم الاولي إلى تنمية قدرات الطفل الجسدية، مثل المهارات الحركية الكبرى والصغرى، بالإضافة إلى تنمية صحته البدنية والعقلية.
  • تنمية قدرات الطفل الاجتماعية: يهدف التعليم الاولي إلى تنمية قدرات الطفل الاجتماعية، مثل القدرة على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، بالإضافة إلى تنمية روح التعاون والمشاركة.
  • تنمية قدرات الطفل الوجدانية: يهدف التعليم الاولي إلى تنمية قدرات الطفل الوجدانية، مثل القدرة على الشعور بالسعادة والحزن والغضب، بالإضافة إلى تنمية احترام الذات والآخرين.

كما يهدف التعليم الاولي إلى إعداد الطفل للالتحاق بالتعليم الابتدائي، وذلك من خلال تزويده بالمهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية والوجدانية.

لذلك، فإن التعليم الاولي يعد مرحلة مهمة في حياة الطفل، فهو يلعب دورًا أساسيًا في تكوينه ونموه النفسي والعقلي والاجتماعي.

واقع التعليم الأولي بالمغرب

شهد التعليم الأولي بالمغرب تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت نسبة التمدرس من 43% في عام 2000 إلى 68% في عام 2023. وتهدف الحكومة المغربية إلى تحقيق تعميم التعليم الاولي في أفق عام 2030.

ورغم هذا التطور، لا يزال التعليم الاولي بالمغرب يواجه بعض التحديات، منها:

  • ضعف الموارد المالية المخصصة للتعليم الاولي .
  • نقص الأطر التربوية المؤهلة.
  • عدم المساواة في فرص الولوج إلى التعليم الاولي بين مختلف المناطق والأحياء.

تحديات التعليم الأولي بالمغرب

يواجه التعليم الأولي بالمغرب مجموعة من التحديات، منها:

  • ضعف الموارد المالية المخصصة للتعليم الاولي

لا يزال التعليم الاولي بالمغرب يتلقى حصة ضئيلة من الموارد المالية المخصصة للتعليم، حيث لا تتجاوز نسبة 3% من إجمالي النفقات التعليمية. هذا النقص في الموارد المالية يؤثر سلبًا على جودة التعليم الاولي، ويحد من فرص تطويره.

  • نقص الأطر التربوية المؤهلة

يعاني التعليم الاولي بالمغرب من نقص في الأطر التربوية المؤهلة، حيث لا تتجاوز نسبة المؤهلين منهم 60%. هذا النقص يؤثر على جودة التعليم الاولي، ويحد من قدرة المعلمين على تحقيق الأهداف التربوية المرجوة.

  • عدم المساواة في فرص الولوج إلى التعليم الاولي بين مختلف المناطق والأحياء

لا يزال التعليم الاولي بالمغرب يعاني من عدم المساواة في فرص الولوج بين مختلف المناطق والأحياء. فنسبة التمدرس في المناطق الريفية والنائية أقل من المناطق الحضرية. وهذا يرجع إلى مجموعة من العوامل، منها:

  • نقص المدارس في المناطق الريفية والنائية.
  • ضعف البنية التحتية في هذه المناطق.
  • محدودية الوعي بأهمية التعليم الأولي.

الحلول المقترحة لتحديات التعليم الأولي بالمغرب

لمعالجة هذه التحديات، يقترح مجموعة من الخبراء مجموعة من الحلول، منها:

  • زيادة الموارد المالية المخصصة للتعليم الاولي.
  • تطوير برامج تدريبية وتأهيلية للأطر التربوية.
  • توسيع نطاق المدارس في المناطق الريفية والنائية.
  • رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم الأولي.

خاتمة

يلعب التعليم الاولي دورًا أساسيًا في تنمية شخصية الطفل، وإعداده للالتحاق بالتعليم الابتدائي. ولذلك، فإن الاهتمام بالتعليم الاولي وتطويره يعد من أولويات الدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى