التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية

الثالثة إعدادي | اللغة العربية | التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية |
التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية
التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية
الإبداع والتخيل: السيرة الذاتية والسيرة الغيرية
التعريف بالمهارة
السيرة فن نثري يندرج ضمن فنون التعبير الذاتي والتوثيق الأدبي، يهتم بسرد وقائع وحياة شخص معين، سواء كان السارد هو صاحب هذه الحياة أو شخصًا آخر يتولى روايتها. وتنقسم السيرة إلى نوعين أساسين:
السيرة الذاتية
السيرة الذاتية هي نوع من التعبير الأدبي يروي فيه الكاتب عن نفسه، متناولًا تجاربه الشخصية وذكرياته وأحداثًا من حياته الواقعية. يتخذ الكاتب من نفسه موضوعًا للحديث، وقد يعترف فيها بأخطائه أو إخفاقاته كما يبرز إنجازاته وتجربته الإنسانية الخاصة.
تُكتب السيرة الذاتية بضمير المتكلم، وغالبًا ما تبدأ من لحظة تثير الحنين أو الذكرى، ويكون الكاتب هو الشخصية المحورية في النص، أما الأحداث فتدور حوله وتُبنى وفق ما يتذكره من محطات حياته. وفي بعض الحالات، قد يلجأ الكاتب إلى ضمير الغائب للحديث عن نفسه، كما فعل طه حسين في سيرته “الأيام”.
مثال تطبيقي: مقتطف من “في الطفولة” لعبد المجيد بن جلون
“فتحت عيني فإذا أنا في منزل قديم يحيط به الغموض والإبهام… وكانت النوافذ الضخمة ذات الزجاج الملون تثير في نفسي القلق… أما الأشخاص الذين كانوا حولي فهم أبي وأمي والمربية…”
هذا المقطع يعكس الجو النفسي والبيئي الذي نشأ فيه السارد، ويبرز قدرته على استحضار تفاصيل دقيقة بلغة وصفية معبرة.
السيرة الغيرية
أما السيرة الغيرية فهي سرد لحياة شخص آخر، يقوم الكاتب بجمع المعلومات حول هذه الشخصية وسردها بأسلوب موضوعي محايد، دون أن يخلط بين آرائه وبين الوقائع التي يرويها. تستند السيرة الغيرية إلى وثائق ومصادر متعددة، وتُكتب بضمير الغائب، وتهتم بالشخصيات ذات القيمة الرمزية أو التأثير الاجتماعي أو الإبداعي.
من أهم ما يلتزم به كاتب السيرة الغيرية:
- عدم التسرع في إطلاق الأوصاف في بدايات السرد (كأن يقال “ولد الشاعر الكبير…”).
- عدم الاعتماد على أعمال الشخصية الأدبية كدليل مباشر على شخصيتها.
- الابتعاد عن الوعظ المباشر أو تقديم السيرة على شكل دروس أخلاقية صريحة.
- ضرورة إعطاء الشخصيات الثانوية حركتها الطبيعية دون أن تطغى على الشخصية الرئيسة.
- الالتزام بالحقائق دون المبالغة أو الإقحام.
مثال تطبيقي: مقتطف عن سيرة الرسول محمد ﷺ
“ولد الرسول محمد بن عبد الله بمكة عام الفيل… ثم كفله جده عبد المطلب، وبعد وفاته كفله عمه أبو طالب… وكان محمد في صغره يرعى الغنم… وسمي بالأمين لصدقه وأمانته…”
هذا النموذج يوضح طريقة عرض حياة شخصية بارزة بأسلوب تاريخي وموضوعي، مع التركيز على الوقائع المهمة في حياة الشخصية دون مبالغة أو إسقاط للأحكام المسبقة.
استنتاج
وجه المقارنة | السيرة الذاتية | السيرة الغيرية |
---|---|---|
الضمير المستعمل | ضمير المتكلم (أنا) | ضمير الغائب (هو/هي) |
العلاقة بين السارد والشخصية الرئيسية | السارد هو نفسه الشخصية | السارد يروي عن شخصية أخرى |
الرؤية السردية | الرؤية من الداخل (معايشة الأحداث) | الرؤية من الداخل أو الخارج (مشاهدة وتحليل) |
الفرق بين كاتب السيرة الذاتية وكاتب السيرة الغيرية
السيرة الذاتية: يقوم الكاتب باسترجاع تجاربه الشخصية وتقديمها في قالب حكائي يعتمد على مشاعره وإحساسه العميق بتفاصيل الحياة التي عاشها.
السيرة الغيرية: يقوم الكاتب بجمع معلومات وحقائق عن شخصية أخرى، ويسردها من زاوية خارجية، مستندًا إلى الوثائق والمعطيات المتوفرة.
خطوات المهارة
خطوات كتابة سيرة ذاتية
استرجاع الأحداث
الاعتماد على الذاكرة لاستحضار أحداث حقيقية عاشها الكاتب، ويتم ذلك حسب أهميتها ووقعها في حياته. لكن من الطبيعي أن يرافق التذكر شيء من النسيان، مما يجعل السيرة الذاتية عرضًا انتقائيًا للأحداث.
تحديد مدى الاسترجاع
يقصد به النقطة الزمنية التي يبدأ منها الكاتب استرجاع ذكرياته، مثل: الطفولة، لحظة فارقة، أو مناسبة معينة. ويتحدد المدى بثلاثة أنواع:
- مدى قريب: أحداث حديثة.
- مدى متوسط: أحداث متوسطة الزمن.
- مدى بعيد: أحداث تعود لفترات زمنية طويلة.
تحديد سعة الاسترجاع
وهي حجم الأحداث التي يقرر الكاتب تغطيتها ضمن ذلك المدى. فكلما كان المدى طويلاً، زادت سعة الأحداث الممكن سردها. مثلًا، في “رجوع إلى الطفولة” لليلى أبو زيد، تبدأ السيرة من الطفولة وتشمل أحداثًا عديدة غنية بالمشاعر والتحولات.
صياغة الأحداث
يتم تركيب الأحداث بأسلوب حكائي جذاب، مع احترام الترتيب الزمني أو كسره بالتقديم والتأخير حسب ما يخدم البنية السردية. يجب أيضًا توظيف السرد والوصف والتعليق لإضفاء البعد الجمالي والفني.
خطوات كتابة سيرة غيرية
انتقاء الشخصية
يفضل اختيار شخصية معروفة أو ذات أثر في محيطها، مما يجعل القارئ مهتمًا بمتابعة تفاصيل حياتها.
جمع المعلومات
الاطلاع على مختلف المصادر الموثوقة (كتب، مقالات، شهادات، وثائق…) لتجميع معطيات دقيقة عن حياة الشخصية المختارة.
ترتيب المعلومات
تنظيم المعلومات حسب التدرج الزمني أو الموضوعي:
- الولادة والنشأة.
- صفات الشخصية ومميزاتها.
- أعمالها وإنجازاتها.
- مصيرها أو نهايتها.
صياغة الأحداث
تتم كتابة السيرة بأسلوب واضح ودقيق، مع الابتعاد عن الذاتية، والحرص على الحياد والموضوعية، وتوظيف أدوات السرد والوصف لعرض المعلومات في قالب شيق.
خاتمة
يشكل كل من السيرة الذاتية والسيرة الغيرية وسيلتين أدبيتين لتوثيق التجربة الإنسانية، إما من داخل الذات أو من خلال الغير. ولكل واحدة من هاتين السيرتين خصائصها وأسلوبها الخاص الذي يبرز غنى التجربة البشرية وتنوع زوايا التعبير عنها. إن كتابة السيرة، بكل أنواعها، تتيح لنا فهم الذات وفهم الآخرين عبر تتبع خطى الحياة والتجارب والمعاناة والنجاح.
تحميل درس التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية
لتحميل درس التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل: