الثانوي الاعدادي

الاكتشافات الجغرافية الثانية إعدادي

الثانية إعداديالاجتماعياتالاكتشافات الجغرافية

         شهد القرنان 15 و16م انطلاقة مجموعة من الرحلات البحرية الكبرى، قام بها الأوربيون باتجاه مناطق مجهولة من العالم، عُرفت بـ الاكتشافات الجغرافية، وقد غيرت هذه الرحلات مجرى التاريخ الإنساني، وأثّرت بعمق في العلاقات بين الشعوب والحضارات.

فما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الاكتشافات؟
وما هي العوامل التي ساعدت على نجاحها؟
وما أهم النتائج التي ترتبت عنها على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

تنوعت الأسباب التي دفعت الدول الأوربية، خاصة البرتغال وإسبانيا، إلى تنظيم رحلات بحرية في اتجاه العالم الجديد، ويمكن تصنيفها إلى ما يلي:

  • دوافع اقتصادية:
    • سعي الأوربيين للحصول على المعادن النفيسة (الذهب والفضة) التي كانت تمثل المصدر الرئيسي لإصدار النقود في تلك الفترة.
    • البحث عن منتجات الشرق، خاصة التوابل والحرير والعطور، التي كانت تُجلب عبر وسطاء عرب وإيطاليين، مما جعل أثمانها باهظة.
    • الرغبة في إيجاد طرق بحرية مباشرة نحو آسيا لتجاوز الوساطة الإسلامية والإيطالية والتحكم في تجارة الشرق بأنفسهم.
  • دوافع دينية:
    • حرص الكنيسة الكاثوليكية على نشر الدين المسيحي خارج أوربا من خلال إرسال بعثات تبشيرية.
    • محاربة الديانة الإسلامية ومحاصرتها عبر الالتفاف على الأراضي الإسلامية والضغط عليها اقتصاديًا ودينيًا.
  • دوافع سياسية ومجالية:
    • رغبة الدول الأوربية في توسيع نفوذها السياسي عن طريق احتلال أراضٍ جديدة خارج القارة.
    • التنافس بين الدول الأوربية، خاصة بين إسبانيا والبرتغال، للسيطرة على مناطق استراتيجية ومصادر الثروات.

ساهمت مجموعة من الظروف والعوامل في تسهيل عملية الاستكشافات، نذكر منها:

  • التقدم العلمي والتقني:
    • اختراع البوصلة والإسطرلاب اللذين ساهما في تحديد الاتجاهات والمواقع.
    • تحسين بناء السفن، خاصة اختراع سفينة الكارافيلا Caravelle، التي تمتاز بالسرعة والقدرة على الإبحار في المحيطات.
    • تطور فن الخرائط بفضل المطبعة وانتشار كتب الرحلات والمغامرات.
  • تشجيع الدول:
    • وفرت الدول المستكشِفة، كإسبانيا والبرتغال، الدعم المالي والعسكري للرحالة.
    • تأسيس مدارس بحرية مثل مدرسة هنري الملاح بالبرتغال، لتكوين بحارة ومستكشفين أكفاء.
  • البرتغال:
    • احتلال مدينة سبتة سنة 1415م كنقطة انطلاق جنوباً نحو إفريقيا.
    • وصول بارتولوميو دياز إلى أقصى جنوب إفريقيا (رأس الرجاء الصالح) سنة 1488م.
    • وصول فاسكو دا غاما إلى الهند سنة 1498م، مرورًا برأس الرجاء الصالح.
  • إسبانيا:
    • رحلة كريستوف كولومبس سنة 1492م غربًا عبر المحيط الأطلسي، حيث اكتشف جزر الكاريبي ظنًا أنها الهند.
    • تأكيد أمريكو فسبوتشي بأن الأرض المكتشفة قارة جديدة، سُميت باسمه “أمريكا”.
    • إنجاز ماجلان لأول دورة كاملة حول الأرض بين سنتي 1519 و1522م، ما أثبت كروية الأرض.
  • أسّس الأوربيون بعد اكتشافهم لمناطق جديدة مراكز تجارية على السواحل، ثم تطورت إلى مستعمرات دائمة.
  • شرعوا في جلب العبيد من إفريقيا للعمل في الأراضي الأمريكية المستعمَرة.
  • مارسوا سياسة الاستيطان في القارة الأمريكية، حيث استولوا على الأراضي ونهبوا الثروات.
  • شنّوا حروب إبادة ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر)، ودمّروا حضاراتهم المتقدمة مثل حضارة المايا والأزتيك والإنكا.

أدى تحول الطرق التجارية من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي إلى:

  • تراجع الوساطة التجارية العربية والإيطالية.
  • انهيار تجارة القوافل الصحراوية.
  • تدفق كميات كبيرة من الذهب والفضة على أوربا، مما تسبب في ارتفاع الأسعار وتضخم نقدي.
  • ازدهار تجارة المنتوجات الزراعية والمعدنية القادمة من المستعمرات.
  • نشأة مؤسسات مالية وتجارية كبرى كالبنوك وشركات التأمين.
  • استفاد كبار التجار والمالكون من هذا الوضع، في حين تضررت الطبقات الشعبية بسبب الغلاء وانتشار البطالة والفقر.
  • تفاقم الفوارق الاجتماعية وظهور طبقات جديدة تهيمن على الاقتصاد والسياسة.

        أدت الاكتشافات الجغرافية إلى تغيير موازين القوى الاقتصادية والتجارية في العالم، إذ أصبحت أوربا تتحكم في المبادلات التجارية العالمية، مما ساعد على تطور اقتصادها وبداية عصر الهيمنة الاستعمارية الذي سيستمر لقرون طويلة، وكان له تأثير عميق في تاريخ الشعوب المستعمَرة والمستعمِرة على السواء.

لتحميل درس الاكتشافات الجغرافية للسنة الثانية إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى