الثانوي الاعدادي

الإنفاق في سبيل الله صوره ومقاصده

الثالثة إعدادي

التربية الإسلامية

الإنفاق في سبيل الله صوره ومقاصده

نصّ الإسلام على ركن عظيم من أركانه وهو الزكاة، باعتبارها صورة من صور الإنفاق التي تهدف إلى تحقيق التكافل والتضامن داخل المجتمع. غير أن هذا الركن وحده لا يكفي لخلق مجتمع متكافل تسوده قيم الجود والسخاء، ويشارك أفراده في تنميته وتقدمه. فالزكاة تظل محدودة في أثرها ما لم يتبعها سلوك تطوعي في الإنفاق والعطاء.

فما رأيك في هذا الرأي؟
هل اقتصر الإسلام في دعوته إلى الإنفاق على الزكاة وحدها؟
وما هي صور الإنفاق الأخرى التي دعا إليها الإسلام؟
وما الأهداف التي يسعى الإسلام إلى تحقيقها من خلال الحث على الإنفاق؟

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ۩ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

[سورة الحديد، الآيتان: 11 – 12]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ».

[رواه مسلم]

سورة مدنية عدد آياتها 28، ترتيبها في المصحف الشريف هو 75، سُميت بهذا الاسم لاشتمالها على ذكر “الحديد”، الذي يُعد رمزًا للقوة والعمران. تهتم السورة ببناء المجتمع المسلم على أساس من العقيدة الصحيحة، والتشريع الحكيم، والأخلاق الكريمة.

هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، كناه النبي ﷺ بأبي هريرة، ولد سنة 21 قبل الهجرة، وأسلم في السنة السابعة للهجرة، فصحب النبي ﷺ ملازمة تامة، وكان من أكثر الصحابة رواية للحديث. توفي سنة 59 هـ.

هو مسلم بن الحجاج النيسابوري، أحد كبار أئمة الحديث، وُلد سنة 206 هـ، وتوفي سنة 261 هـ، من أشهر مؤلفاته “صحيح مسلم” الذي يُعد من أصح كتب الحديث بعد “صحيح البخاري”.

  • يُقرض الله: يُنفق المال في سبيل الله تعالى طمعًا في الأجر والثواب.
  • فيضاعفه له: يُضاعف الله له الأجر والثواب على ما أنفقه.
  • في رقبة: يُنفقه لتحرير عبد مؤمن من العبودية.
  • على أهلك: على أفراد الأسرة من زوجة وأبناء.
  • الآيات الكريمة تؤكد فضل الإنفاق في سبيل الله، وتُبرز الجزاء العظيم الذي ينتظر المنفقين يوم القيامة.
  • الحديث الشريف يبين تنوع مجالات الإنفاق، مع اعتبار النفقة على الأهل من أعظم صور الإنفاق أجرًا عند الله.

الإنفاق في سبيل الله هو بذل المال الطيب فيما يرضي الله تعالى، سواء كان ذلك واجبًا كالزكاة أو تطوعًا كالصدقات. وينطلق هذا المفهوم من مبدأ أن المال هو ملك لله والإنسان مستخلف فيه، كما قال تعالى:

﴿…وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾

فالمال الحقيقي للإنسان هو ما يُنفقه في وجوه الخير، أما ما يبقى معه فمصيره إلى الورثة بعد وفاته.

لتحقيق القبول والبركة في الإنفاق، ينبغي الالتزام بعدد من الضوابط الشرعية، أهمها:

  • الإخلاص: أن يقصد المنفق وجه الله دون رياء أو سمعة.
  • عدم المن والأذى: فلا يُتبع إنفاقه بالحديث عنه أو التفاخر به.
  • الإنفاق من الطيب: أن يُنفق من المال الحلال الطيب الذي يرتضيه لنفسه.
  • الاعتدال: أن يوازن بين الكرم والبخل، فلا يكون مُسرفًا ولا شحيحًا.

وهو ما يفرضه الشرع على المسلم، مثل:

  • الزكاة المفروضة.
  • النفقات الواجبة على النفس والأهل.
  • الكفارات (ككفارة اليمين، وكفارة الإفطار في رمضان…).

وهو ما يُحبب إليه شرعًا لكنه غير ملزم، مثل:

  • الصدقات على الفقراء والمحتاجين.
  • التبرعات للمؤسسات الخيرية.
  • القرض الحسن والإعارة.
  • الوقف للمنافع العامة.

للإنفاق مقاصد نبيلة وآثار إيجابية عظيمة على الفرد والمجتمع، منها:

  • دعم الدورة الاقتصادية.
  • المساهمة في إنشاء مؤسسات تنموية.
  • تقليص نسبة الفقر والبطالة.
  • تخفيف معاناة المحتاجين.
  • تعزيز التكافل الاجتماعي.
  • تحقيق التوازن داخل المجتمع وتقليص الفوارق الاجتماعية.
  • نيل رضا الله ومحبته.
  • دخول الجنة والنجاة من النار.
  • تزكية النفس من حب الدنيا والطمع.
  • تدريب النفس على الكرم والسخاء.
  • تطهير قلب الفقير من الحسد، وقلب الغني من البخل.
  • بناء شخصية متزنة تُسهم في خدمة المجتمع.

لتحميل درس الإنفاق في سبيل الله صوره ومقاصده للسنة الثالثة إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى