الثانوي الاعدادي

الإتقان عبادة وعملا

الأولى إعداديالتربية الإسلاميةالإتقان عبادة وعملا

      حثّ الإسلام على الإخلاص في كل العبادات والمعاملات، وأكد على أهمية الإتقان في أدائها. فالعمل المتقن هو الذي يؤدي إلى رضا الله وقبول الأعمال.

فما المقصود بالإتقان؟ وما هي مظاهره؟

    جارك أحمد يولي اهتمامًا كبيرًا بأداء واجباته الدينية بإتقان، لكنه يتهاون في التزاماته الدنيوية، حيث يتأخر في الوصول إلى عمله صباحًا بحجة أنه يقضي الليل في الصلاة. عندما سألته عن سبب التأخير، أجاب بأنه يصلي الليل كله ولا يستطيع الاستيقاظ مبكرًا.

ما هو موقفك من تصرف أحمد؟ وهل ترى أن الواجبات الدينية أهم أم الدنيوية؟

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا﴾.

[سورة الكهف، الآية: 30]

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ».

[رواه البيهقي، كتاب: شعب الإيمان، باب: في الأمانات وما يجب من أدائها إلى أهلها]

سورة الكهف مكية، عدد آياتها 110، وهي السورة 18 في المصحف. تناولت السورة بعض الفتن والتحذير منها، وذكرت قصصًا مثل قصة أصحاب الكهف.

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، من أعلم الصحابة، روت العديد من الأحاديث النبوية، وتوفيت سنة 58 هـ.

أحمد بن الحسين البيهقي، عالم في الحديث والفقه، وُلِد في خراسان عام 384 هـ. من أبرز مؤلفاته “السنن الكبرى” و”شعب الإيمان”.

العمل الصالح: العمل المشروع الذي يرضي الله.
أحسن عملا: أتقن وأجاد في عمله.
يتقنه: يُحكمه ويؤديه بأفضل صورة.

  • تؤكد الآية على أن الله لا يضيع أجر العمل المتقن.
  • يوضح الحديث الشريف أن الله يحب العمل المتقن.

الإتقان يعني إحكام العمل وجعله على أفضل صورة ممكنة. وهو من القيم التي حث عليها الإسلام، سواء في العبادات أو في المعاملات الدنيوية.

مظاهر الإتقان:

  • أداء العمل بأفضل صورة.
  • عدم التسويف أو التأخير في إنجازه.
  • بذل الجهد في تحسينه وتطويره.

    الإتقان عبادة وأمانة؛ لذا يعتبر من القيم الأساسية في الشخصية المسلمة، التي يجب أن تسعى دائما لتحقيق الإخلاص في كل أعمالها، سواء كانت أعمالا دينية أو دنيوية. قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.

الإتقان في العبادات شرط أساسي لقبولها عند الله، ومن أبرز مظاهره:

  • إتقان الوضوء: بأداء فرائضه وسننه، قال ﷺ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ».
  • إتقان الصلاة: بالخشوع والطمأنينة وتحسين الهيئة، قال ﷺ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ».
  • إتقان الصيام: بالالتزام بشروطه وتجنب المحرمات، قال ﷺ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
  • إتقان الحج: بأداء المناسك كما جاء في السنة.
  • إتقان تلاوة القرآن: بالالتزام بقواعد التجويد والتأدب مع كلام الله، قال ﷺ: «الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ».

الإسلام لا يفرق بين العمل الديني والدنيوي في طلب الإتقان، حيث يعتبر كل عمل متقن عبادة يثاب عليها الإنسان. أمثلة:

  • الطبيب الذي يعالج مرضاه بإخلاص.
  • التلميذ الذي يراجع دروسه بجدية.
  • الموظف الذي يؤدي واجباته بضمير وإتقان.
  • رضا الله عن العبد.
  • جلب البركة في العمل والحياة.
  • تحقيق النجاح والتفوق في الدنيا والآخرة.
  • تقدم الأمة وازدهارها.
  • ضمان البقاء والمنافسة في مختلف المجالات.

       الإتقان ليس خيارا بل واجب شرعي وضرورة حياتية. على المسلم أن يتبنى الإتقان في كل أعماله الدينية والدنيوية، لأن الله عز وجل يحب من يتقن عمله، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.

لتحميل درس الإتقان عبادة وعملا مادة التربية الإسلامية للسنة الأولى إعدادي اضغط على الرابط في الأسفل:

زر الذهاب إلى الأعلى